هِيَ لَحظةٌ.. |
فَتأمّلوا ، ماذا فعلتُم والشّواطئُ باكِيهْ ؟ |
ماذا جَنيتُم، والفَراشاتُ اخْتفَتْ ضَحِكاتُها ؟ |
وجَعلتُموها الجانِيهْ |
لِمَ تُمنعُ الغاباتُ منْ شَدْوِ البلابلِ.. |
والجداولُ لا تَرى رَيحانَها |
وتَمدُّ هُدبَ جُفونِها بينَ السَّحابْ |
عارٌ عليكمْ أنْ تَروها عارِيهْ |
هلْ أغضَبتْكم شمسُنا ؟ |
معصومةٌ من حَبلِكمْ ، بُنِيَتْ بأيدٍ حانِيهْ |
وتَبثُّ دِفءَ عُيونِها بينَ النقابْ |
وعُيونُكم تَرنو لَحبْسِ غَزالِها عنْ خِشْفِها |
لِمَ تَسرِقونَ مِن البَسيطةِ طبعَها؟ |
في البدءِ لمْ تكنِ الضّواري ساطِيهْ |
خُلِقتْ على عينِ الإلهِ.. |
ولمْ تكنْ فيها المبادئُ ضارِيهْ |
وتأمّلوا ، كيفِ المَوانئُ أطفأتْ أنوارَها |
واللّيلُ طالَ على الغريبِ، وعادَ ينحِبُ ماضِيهْ |
لمَ تحرمونَ الطّيرَ منْ نغمِ الحُقولِ ورقصِها |
ونثرتُمُ البارودَ في أعشاشِها |
والنَّسرً يبني وكرَهُ تحتَ الضّبابْ |
ونِعالُكم رَدَمتْ عيونَ السّاقِيهْ |
هذا قميصُ الأرضِ أعْيتْهُ الحِرابْ |
وملاعبُ الحيتانِ تُحرَقُ من لهيبِ سِفينِكمْ |
أَرأَيتُمُ الأنهارَ كيفَ تَغرَّبتْ والكَيدُ يأتي بالسّدودِ العاتِيهْ |
وتأمّلوا، كيفَ البراءةُ تَرتَمي تحتَ العداوةِ والحدودْ |
لا حصنَ يمنعُ جوقةً رقصتْ لمنْ نَحتَ الخَرابْ |
هَمَساتُكم نَجوى ونارُ غاشِيهْ |
وإذا تَنَفَّسَ حَيُّــنا فوقَ الترابْ، |
تأتي العَواصمُ تَمتَطي غَضبَ الحِسابْ |
وتُطبّلُ الأنْصابُ ذُلاً، والقُلوبُ مُوالِيهْ |
الياسمينُ ترَجّلتْ عنهُ النّقاوةُ والشّذا |
يرنُو إلى حلْبِ الغُيومِ لِيرتَوي |
حتَّى يَرى فينا المُروءةَ غادِيهْ |
أجَلْبُتمُ الأغصانَ منْ شجرِ السّلامْ |
والطّفلُ يلْهو بِالــرّكامْ |
أَلِكُلِّ أُمٍّ في البلادِ غَصاصَةٌ ! |
أَلِكُلِّ طِفلٍ في الطّريقِ رَصاصةٌ ! |
أَلِكُلِّ بيتٍ في الخِيامِ مُجَنْزَرهْ ! |
لقدِ انْجرفْنا للسّرابْ |
وفِخاخُ قَومي خافِيهْ |
ليتَ السّماءَ تُغيثُنا بحِجارةٍ تَبني شُقوقَ الأفئِدَهْ |
والحُبُّ يألفُ نادِيَهْ |
أَتَودُّ كلُّ خَطيئةٍ في الأرضِ أنتُم أهلُها ! |
أُسْدُ البَراري تَشحذُ الأنيابَ تقتلُ جوعَها |
كُلُّ الدّماءِ تَرونَها حِلاً لكمْ ، هيَ طبعُكمْ |
أَجِبِلّةٌ خُلِقتْ لكمْ ! |
أمْ صمتُنا يُغرى بٍكمْ ! |
هيَ لحظةٌ، فتأمّلوا |
سنَعَضُّ يوماً عظمَنا |
وابنُ الكرامِ يقيمُ في شَطِّ النَّوَى |
أَتَرَونَ عائِلةَ الفُهودِ إذا تَغَرّبَ شِبْلُها |
تَأتيهِ غاضِبةً وتُــثني رَحلَهُ لِدِيارِها |
وغُرابـُــنا يَهدي إلى بـُـورِ الخَرابْ |
والنّارُ حتماً آتِيَهْ |
ما جَذْوةٌ في دارِنا قادتْ لنا شمعَ الكِتابْ |
والبحرُ في أعماقِهِ خيلُ الزّلازِلِ جا |