عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > سعود الأسدي > في حالات شرودي

فلسطين

مشاهدة
439

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في حالات شرودي

في حالاتِ شرودي وصمتي
أصفنُ فيكِ،
أمسِ صفنْتُ فيكِ
فرأيتُكِ في قطيعِ أيائلَ
يُصارعُ الغَرَقَ
وهو يخوضُ
كِسَفا ثلجيّةً في نهرٍ مُتَجَمِّد
هرباً من وحوشٍ ضاريةٍ
مَدَدْتُ يدي إليكِ
فجذبْتِني من حلاوةِ الروح إلى القاعِ
جَهَرْتِ باسمي صارخةً
فإذا النهرُ فيضٌ من نورٍ
فحمدتُ اللهَ على نجاتِكِ وغرقي!
***
وقبلَها صفنتُ فيكِ
فرأيتُكِ مكانَ أفروديتَ
يومَ أنِ امتطَتِ البطّةَ البريّةَ الطائرةَ
تَعَلَّقْتُ بجناحِ تلك البطّةِ
فإذْ بي أسقطُ من شاهقٍ
على فَرْشَةٍ من زَغَبِ اليمامِ
فَرَكْتُ عينيَّ لأتأكَّدَ من حقيقتي
فرأيتُني مضطجعاً على قَشَّ بيدرٍ
من حزني الكثيف .
***
ومنذُ ليلتينِ صفنتُ فيكَ
وأنا مضجعٌ على حصيرةٍ مهترئةٍ
كانت قد نسجتها جَدَّتي
في ماضي السنينَ
من قشَّ حَلْفا مستنقعاتِ سهلِ بحيرةِ الحُوْلةِ
وبعدَ دقائقَ رُحْتُ في غفوةٍ
لم أدرِ أطالتْ غفوتي ساعةً
أو ربعَ ساعةٍ،
ولما صحوتُ
نهضتُ لأرى وجهي في المرآةِ
فإذا بقشِّ الحصيرةِ
قد عَلَّمَ في صفحةِ خَدّي الأيمنِ
أخذت دلواً
ونشلتُ ماءً من بئرٍ
في ساحةِ دارِنا
غَسَلْتُ وجهي
وسقيتُ بما تبّقى من ماءٍ
شَتْلةَ حَبَقٍ في تنكةِ الزَرِّيعةٍ
فَرْفَحَتْ الحَبَقَةُ،
ووجهي
جرَّاءَ الصّفنةِ فيكِ!!
***
منذُ دقائقَ
منذُ دقائقَ
وأنا أحتسي قهوةَ الصباحِ
وانفثُ دخانَ سيجارتي
صفنتُ فيكِ
فرأيتُكِ تُغالبينَ عاصفةً هوجاءَ
في غابة من أعوادِ الخيزرانِ
ولمّا كادتِ العاصفةُ تقتلعُكِ
وتطيرُ بكِ بعيداً
رأيتُكِ تَتَشَبَّثينَ بعودِ خيزرانٍ قويٍّ مُتَجَذِّرٍ
وفي لحظةٍ كالبرقِِ
استحالَ ذلك العودُ إلى أفعى عظيمةٍ
أخذتِ تُراقصينَ الأفعى مُسايَرَةً لها
فما كان مني إلا خَرْطَشْتُ بندقيتي
وأطلقتُ للترويعِ رصاصتين في الفضاءِ
فعادتِ الأفعى سيرتَها الأولى
عوداً من الخيزرانِ!!
قلتُ آتي وآخذُ بيدِكِ
وصلتُ إلى مكانِكِ فلم أجِدْكِ
وكأحدى الأمازونيّاتِ
أنطلقتِ مع الريحِ بعيداً
ناشرةً شعرَكِ الأشعثَ خلفَكِ
كجِنِّيَّةٍ راوَدَتْ راعياً فلم يستجِبْ
وهربَ منها،
وكان أن قَلَبْتُ الغابةَ بحثاً عنكِ
يميناً شمالاً،
أماماً خلفاً،
ولم أعثرْ عليكِ
فعضَضْتُ على شفتي السفلى
حتى أدميتُها!!
وأخيراً
لو بُحْتِ باسمي لَغَنَّى
باسمي ضُحَىً عندليبُ
وصارَ ليلي نهاراً
وعادَ عقلي السَّليبُ!!
سعود الأسدي
بواسطة: صباح الحكيم
التعديل بواسطة: صباح الحكيم
الإضافة: الأحد 2015/01/18 01:58:22 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com