إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نامي على زندي فتلك عباءَتي |
مبذولةٌ للنجمِ كي يتدثَّرا |
والأرضُ نفرشُها لنا طُرّاحة * |
والزهرُ مبتسمٌ لنا ما أكثرا! |
والعطرُ تمسَحُ كفُّهُ أنفاسَنا |
لا تسألي الشحرورَ ماذا ثرثرا |
وأرى الثَّرَى عَشِقَ الثرى فينا فهلْ |
أجزاؤُنا تنزاحُ عن عشقِ الثرى |
كلاّ ولكنْ ذاك شَوْقٌ مِلْحُهُ |
يشتاقُ في آماقِنا أنْ يُنثرا |
طُرّاحة: فرشة رقيقة من خِرَق . |
******* |
نامي على زندي تنمْ آلامُنا |
فينا وأرياحُ الأسى لن تَعْصِِفا |
وغُصُونُنا إذ تستريحُ ببعضنا |
لا تستطيعُ يدُ الرّدي أن تقصِفا |
حتى وإن قصفتْ تظلُّ دماؤنا |
ممزوجةً عن بعضها لن تُقْصَفا* |
فإذا تآكلَ بعضُنا برحيلِنا |
والعيش فينا من غُثاءٍ ما صفا |
فلقد ظُلمنا في الحياةِ ودهرُنا |
هيهاتَ أنْ يُسدي لنا أو يُنْصِفا |
يُقصف: يفصل عن بعضه كفصل الزيت عن الماء . |
أن يُسدي: أي أن يُسدي معروفاً أو نُصحاً . |
******* |
نامي على زندي فتلك طبيعةٌ |
وغداً إذا نمنا طويلا نُرْهَقُ |
ما أجمل َ الأهاتِ في أنفاسِنا |
والشوقُ نارٌ في دمانا تَشْهَقُ |
يجري بنا الدهرُ الصبيُّ وإنهُ |
مهما تقادمَ فهو جَحْش* ينهقُ |
فإذا ركبناهُ أطاحَ بِرَكْبنا |
ونفوسُنا عمّا قريبٍ تُزهَقُ |
والدهر إذْ نُصغي إليه فأنه |
متحدَّثٌ لَبِقٌ ولكنْ يَسْهَقُ |
جحش: حمار صغير كناية على أن الزمان لا يهرم . |
يسهق: يكذب، والسَّهْوَق الكذّاب . |
******* |
بئسَ المنيّة كمْ تغولُ وإنّني |
من هَوْلِ ما غالتْ أراني أرجُفُ |
والناسُ ينهالونُ في حفُراتها |
وبكلِّ ثانيةٌ قبورٌ تُنْجَفُ* |
وأرى الترابَ كسِجْفِ عِرْسٍ* بعلُها |
يرخي عليها الساتراتِ ويَسْجُفُ* |
والناس لم تشفعْ لهمْ أجسادُهم |
هذا بدينُ بَرَى* وهذا أعْجَفُ* |
وأرى المليحَ كما القبيحِ كلاهما |
رهنٌ بما يُدمي القلوبَ ويُوْجِِفُ |
تُنْجف: تحفر جوانبها لتَّتسع . |
السِّجْف: السّتر . |
يَسْجُفُ: يُرْحي الستارة . |
العِرْس: إمرأة الرجل، أو بعلُها. |
بدين بَرَى: كثير التراب كناية عن بدانته |
التي ستؤول إلى تراب . |
أعجف: هزيل نحيل . |
يُوجف القلوب: يجعلها تخفق مضطربة . |
******* |
نامي على زندي غداً يجتاحُنا |
سيلٌ يُغَرِّقُنا ولا من مهربِ |
ذاك المصابُ يقولُ:صفِّقْ يا دَجَىً |
بغُرابِ أجنحةٍ ويا شمسُ اغرُبي |
مِحَنٌ تُكَشِّرُ للوَرَى أنيابَها |
في لدغِ داهيةٍ* ولسعةِ عقربِ |
لا ينفعُ الآسي الشهيرُ بطِبِّه |
كلا ولا تنجيمُ نَجْمٍ مَغْربي |
لم يبقَ إلاّ أنْ أنوحَ بمعزفي |
حزناً عليكٍ، |
وأنتِ بالدّفّ اضربي! |