عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > عمر عيسى > غَيْبَةُ القِيَم

مصر

مشاهدة
531

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

غَيْبَةُ القِيَم

سَادَ التظالُمُ خَيَّمَ الإظلامُ
والأرضُ أنقضَ ظَهرَها الآثامُ
والنَّاسُ غابَتْ عنهُمُ القِيَمُ العُلا
وَرَضُوا حَيَاةَ السائِماتِ فَسَامُوا
والعَالَمُ المَنكُوبُ أمسَى غَابَةً
لِلذِّئبِ فِيهِ سِيَادَةٌ وَزِمامُ
فإذا القَوِىُّ لَدَى التَّمَكُّنِ قد طَغَى
فَيدَاهُ بَاطِشَتانِ والأقدامُ
وإذا الضَّعِيفُ المُستَجِيرُ فَرِيسَةٌ
يَلقَى رَدَاهُ وحالُهُ استسلامُ
وإذا الصَّدُوقُ مُكَذَّبٌ بَيْنَ الوَرَى
وإذا الكَذُوبُ مُصَدَّقٌ وإمامُ
وإذا الأمِينُ رُمِى بِكُلِّ خِيانَةٍ
وأخو الخِيَانَةِ ما عَلَيْهِ مَلامُ
وإذا النَّبيلُ مِن الرِّجالِ تَنَالُهُ
مِن جَعبَةِ السَّبِّ المُهينِ سِهامُ
وإذا الحَقِيرُ الدُّونُ يَشمَخُ أنفُهُ
وَجُدُودُه قَبْلَ الغِنَى أقزامُ
هُوَ عَالَمٌ صارَ الشقاءُ سَمَاءَهُ
والبَغىُ فِيهِ لِحاكِمِيهِ غَمَامُ
كَم سُفِكَ فِيهِ مِنَ الدَّمِ المَعصُومِ كَم
ذُبِحَتْ بِسِكِّينِ السلامِ حَمامُ
وَلَكَم أُضِيعَ الحَقُّ فِيهِ تَعَمُّدَاً
وَكَثيرُ مَن فَوْقَ الثَّرَى ظُلَّامُ
يا صَاحِبى انظُر ما جَرَى فِى أرضِنا
وَتأمَّلِ الإنسانَ كَيفَ يُضامُ
دُوَلٌ بلا قِيَمٍ تجُورُ وتعتَدِى
المَيْنُ سِيماءٌ لَها وَدِعامُ
حَسِبُوا الفِرَى تَبنِى لهُم أمجاَهُم
بَنَّاءُ مَجدٍ بالفِرَى هَدَّامُ
مِن مادَّةٍ لَهُمُ الحَضارَةُ جُسِّمَتْ
فَتنافَرَتْ عَن رُوحِها الأجسامُ
قَد أبدَعُوا فِى كُلِّ فَنٍّ آيَةً
وَعُلُومُ دُنياهُم هِىَ الإلهامُ
مِن غَيْرِ قِيَمٍ فالحَضَارَةُ زِينَةٌ
تطوِى صَحائِفَ مَجدِها الأيامُ
إنَّ الحضارَةَ إنْ أقامَ أساسَها
قِيَمٌ وَعِلْمٌ فالبِناءُ تَمامُ
يا صاحِبِى انظُر كَيْفَ عَالَمُنا هَوَى
فِى هُوَّةٍ سَكَنَتْ بِها الأوْهامُ
الفِطْرَةُ العَصماءُ غابَ شُعاعُها
فَهَوَى الأنامِ لِمُنكَرٍ قد رامُوا
عظُمَ الفسادُ بِكُلِّ صُقْعٍ واعتَلَى
كُرسِيَّهُ الطُّغيَانُ والإجرامُ
فالكِذبُ لُغَةُ النَّاسِ حِينَ تَوَافَقُوا
نَطَقَتْ بها الأفمامُ والأقلامُ
والغَدرُ صِفَةُ الغَالِبينَ تَشَبُّها
فالسِّيدُ سَيِّدُ قَوْمِهِ المِقدامُ
وَخِيانَةٍ كَانَتْ سَبيلَ زَعَامَةٍ
وَجِنايَةٍ فَرِحَتْ بِها أقوامُ
أَسَفِى عَلَى المَعروفِ غُيِّبَ بَعدَما
قُطِعَتْ بِدارِ قَرَابَةٍ أرحامُ
المالُ جَذَّابُ الخلائِقِ كُلِّها
ما لِلرَّضاعِ المُستَجِدِّ فِطامُ
والمالُ يرفَعُ أُمَّةً ويُذِلُّها
وَبِهِ تُزالُ حَضَارَةٌ وتُقامُ
والشُّحُّ مُتَّبَعٌ بِكُلِّ طَرِيقَةٍ
والشُّحُّ دَاءٌ إنْ أصابَ عُقامُ
بِسَبِيلِهِ ماتَتْ ضَمَائِرُ إخوَةٍ
والحَقُّ ضاعَ وضُيِّعَ الأيْتامُ
والقَطْرُ شَحَّ تَأسِّيَاً لَكِنَّهُ
يَحنُو لِتُطعَمَ وَحدَها الأنعامُ
أهلُ التَّكَبُّرِ فى المَدَائِنِ قَد عَلَوْا
وإذا التَّوَاضُعُ فى المَدَائِنِ ذامُ
وَجَرَى عَلَى الأرضِ التباغُضُ والخَنَا
واستشرَتِ العِلَّاتُ والأسقامُ
وَفَوَاحِشُ اقتُرِفَتْ بِكُلِّ تَبَجُّحٍ
وفَضَائِلُ اندَثَرَتْ هُناكَ عِظامُ
وَتطَاوَلَ الفُجَّارُ طَالَ لِسانُهُم
وَعَدَا عَلَى أهلِ العَفافِ لِئامُ
هُوَ عَالَمٌ يَطوِى دُرُوبَ جَهَنَّمٍ
شَهَوَاتُهُ حَصَبٌ لَها وضِرامُ
الصَّالِحُونَ قد اضمَحَلَّ وُجُودُهُم
فَعَلَى ذَوِى القِيَمِ الحِسانِ سَلامُ
هَذِى مَلامِحُ عالَمِ الإنسانِ فى
قَيْدِ الضلالِ تقُودُهُ الأصنامُ
يا صاحِ صَوِّر صُورَةً فَوْقِيَّةً
هَلْ يَبدُو إلا سُدفَةٌ وَقَتَامُ
أخشَى عَلَى أرضٍ أُقِيمُ بِظِلِّها
إذْ لَيْسَ لِلنُّصحِ الجَمِيلِ مُقامُ
يا عَالَمَ الإنسانِ لَوْلا تَرعَوِى
فيُزاحَ عَنكَ مِن الضَّلالِ رُكامُ
إنَّ الهِدايَةَ خُطوَةٌ أُولَى عَلَى
دَربِ النَّجاةِ تَرُدُّها الأقدامُ
وإذا التَّرَدُّدُ كانَ شِيمَةَ عَائِدٍ
لِلحَقِّ فالتقصيرُ والإحجامُ
فاثبُتْ عَلَى الأقدامِ واصدُقْ والتَزِم
فَعَسَى تُزايِلُ أرضَنَا الآلامُ
وأَقِم عَلَى القِيَمِ الحَضَارَةَ تَستَقِمْ
فالقِيَمُ أُسٌّ لِلعُلا وسِنامُ
عمر عيسى
بواسطة: عمر عيسى
التعديل بواسطة: عمر عيسى
الإضافة: الخميس 2015/02/19 05:35:58 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com