إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عصرتُ ثمارَ حرفي، لم أجدْ ما ينعشُ الأحلامَ والوطنا |
وذاكرتي تنوءُ بحملِ أعوامٍ، شَددْتُ لجامَها كي أبعدَ الوهنا |
فمرَّ عليَّ طيفٌ،شبَّ مصباحي، فأذهبَ عنّيَ الوَسنا |
فعاتبني، وناجاني بأدعيةٍ تعيدُ إلىَّ ما كَمُنا |
أيا أمّي |
لأنتِ الياسمينُ إذا اختفى من حقلِنا العطرُ |
وأنتِ عباءةُ المصدورِ يومَ رياحُهم تذرو |
وأنتِ البلسمُ الخالي من التسويفِ والشَّكوَى |
وحينَ أحِنُّ للأصحابِ يخطفُ همسُهم أُنسي |
فأبكي جفوةَ الإنسِ |
أصافحُهم وأفتحُ كلَّ أبوابي، فصدُّوا عن سبيلي وانتفَى العذرُ |
وتأتيني بأشرعةِ النجاةِ إذا تمادَى الموجُ بالأهوالِ واحتدَما |
لأنتِ الشّطُّ حينَ يغطُّني القهرُ |
أيا أمي |
لكِ الوجدانُ أكتبُه على عظمِ القصيدِ بلهفةٍ حرَّى |
ذهبْتِ وفاضتِ الساحاتُ بالأصنامِ واشتقَّتْ لنا وَثنا |
لأنتِ الحضنُ حينَ الشمسُ تأوي للمبيتِ وتكتُم الدّفئا |
وكانَ جبينُك الوضّاءُ يبرقُ كي أرى الدّربا |
وفي عينيكِ أروقةٌ ألوذُ بها إذا الأنباءُ تخذلُني |
وكنتُ أبوسُ ما ذرفتْ ليَ الشفتانِ حتّى أرويَ الكلِما |
أيا أمي |
أُصلّي ضارعاً للهِ أجمعُ في جنازةِ عرسِكِ الأمَما |
أقومُ إليكِ في لحدِكْ |
وأحفنُ من ثرى أرضكْ |
حُبيباتٍ تبثُّ الشدوَ في قلبي |
فصرتُ الآنَ لا أملكْ |
عبورَ الليلِ والأسلاكُ تُدميني |
سأربطُ كلَّ أوردتي إلى وصلكْ |
أيا أمي |
مُنِعتُ منَ البواريدِ التي نشزتْ بلا معنى |
كذئبٍ يرقبُ الخطواتِ والخلجاتُ تغمرُني |
وقلةُ حيلَتي تُغري بهِ النّابا |
أرى جندَ الشّقاوةِ يحلبون لهُ شرايينَ البلادِ دما |
صرختُ بحرقةٍ وصلتْ حدودَ الغضبةِ القُصوى |
أيا أمي |
ترينَ الليلَ يصفعُني بكلِّ صفاقةِ الدنيا |
رحلتِ وهاجتِ النّعّراتُ تَقطعُ عرقَ وصْلاتي |
فأنَّى لي ببوصلةٍ إلى قبرٍ يواري جسرَ جنّاتي |
وأسمعُها تناجي الربَّ يغفرُ وزرَ زلاّتي |
أريجُ دعائِها يسمو ويُلهمُني |
لأرسمَ قصَّتي سوراً لأنّاتي |
أيا أمي |
سلالمُ وصلكِ اقتُلعتْ، |
فكيفَ أسيرُ في الكُرباتِ والأجفانُ مُنسدِلهْ |
رحلتِ وكنتُ أستسقي بكِ الأشعارَ والسّكنا |
وأرتقُ غربةَ الضّحكاتِ حينَ أراكِ قدّامي |
وكيفَ أعودُ والطرقُ اختفتْ من تحتِ أقدامي |
وخيلُ قصائدي تكبو على أرضي ولا تسعَى |
رأيتُ ثقوبَ أشجاني تسحُّ الدمعَ في الصفحاتِ والأسطرْ |
وكنتُ أراكِ غارسةً جذورَ الودّ في قلمي |
وهذا النهرُ من عينيكِ يأخذُني إلى ألمي |
رحلتِ بليلةٍ أرختْ ستائرَها ولم تُطوَ |
وحلمي بعدكِ ارتابتْ حواضنُهُ |
وخاضتْ في التناحرِ والعواءُ احتدْ |
أناوشُ كفّيَ الغضبَى فتلكمُني على كلِمى، |
تخافُ الغدْ |
أيا أمي |
فقدتك فقد أفراخٍ لحضنٍ يخمدُ الشوقا |
بأضلاعي هصرتُ الهمَّ فانحرفتْ |
تشقُّ اللحمَ والعِرْقا |
وتذكي في الفؤادِ الرعدَ والبرقا |
وتحرقُ صمتىَ المحبونَ والخنقا |
وتلكَ هموميَ استعرتْ على قلمي |
قصائدَ غضبةٍ، منْ أحرفي تُسقَى |