لم يشتموك وإنما شتموا الهدى |
شتموا السماحة والنزاهة والندى |
لم يشتموك وإن شُتمت فإنَّما |
شتم الكريم من اللئيم تمردا |
نادوا بشتمكِ فاستحت أفواههم |
والصوت فرَّ فلم يردده الصدى |
والشمس غابت والنجوم تكدرت |
من رسمةٍ خطتها أقلامُ العِدى |
والزهرُ مال برأسهِ متحسراً |
تجري مدامعهُ ونحسبها الندى |
يفنى الزمان ويبقى اسم محمدٍ |
في كلِّ أرجاءِ البلادِ مُرددا |
يفنى الزمانُ ويبقى سيدنا الذي |
بفعاله غنَّى الزمانُ وأنشدا |
وإذا أتته مذمةُ من ناقصٍ |
فهي الشهادة أنه جاز المدى |
وإذا أرادوا أن يذلوا ذكرهُ |
فليحجبوا الشمسَ ويخفوا الفرقدا |
من يحجبُ الشمس البهيةَ إن بدت ؟ |
أو يحجب البدرَ البهيَّ إذا بدا ؟ |
ياسيدي يفدي حذاؤك ساخرٌ |
يفديهِ من رسم الرسوم وأيَّدا |
ياسيدي بل أنت سيدهم وإن |
قالوا كلاماً تافهاً ومفندا |
إن لم تكن للخلقِ هذا سيداً |
ياليت شعري من تراه السيَّدا |
ولأنتَ أكرمُ من دعي لملمةً |
ولأنت أرحمهم وأبسطهم يدا |
والغرب منهم غير شعبٍ حاسدٍ |
ماذا سترجوا من أناسٍ حُسَّدا |
هم من شكت سحبُ السماءِ جحودهم |
هم من أقاموا للدعارةِ معبدا |
هم كالضمائرِ يعملون بخفيةٍ |
لكنها أعيت تجرُّ المبتدا |
هم كالعقاربِ خسة ودناءة |
وأراكَ ليثاً لايزعزهُ الردى |
صرخ الضميرُ بصدرِ كل مناضلٍ |
من أجل ماذا يشتمون محمدا ؟ |
ألأنهُ بهر الزمان بفكرهِ |
وتوقَف التاريخُ عنده .. وابتدا |
ألأنهُ قد صاغ كُلَّ فضيلة |
وبنى صروحاً للعلومِ وشيَّدا ؟ |
ألأنهُ أفنى الحياة مناضلاً |
ومكافحاً ومجاهداً ومُسددا |
ألأنهُ قطعَ الليالي خاشعاً |
ومصلياً ومهللاً وموحِدا |
ياسيدي إن كان ذنبك مامضى |
فليخبرونا القوم مامعنى الهدى ؟ |
وليخبرونا عن عدالةِ أمةٍ |
في ظِلِّها ضُرِب العراقُ وشُرَّدا |
أو عن فلسطين التي تشكو لهم |
جرحا إذا ماقيل خَفَّ .. تجددا |
أو عن يتيمٍ قيَّدوهُ ودمعهُ |
يجري .. لماذا ياعدالة قُيِّدا ؟ |
أواهُ لو كانت تُعِزُّ لقلتها |
وتركتُ صدري يستفيضُ تنهدا |
لكنَّه الصبر الجميل وحسبنا |
وعد الإلهِ بأن يمكننا غدا |
يادمعة سقطت على خدِّي ولم |
تلقَ الجواب وما أطاقت مشهدا |
أويوسم الطهر النبيل بمفسدٍ |
والخير كل الخيرِ يُعطى المفسدا |
والله لو سألوا نجومَ سماءِهم |
من أطهر الثقلين ؟ قالت : أحمدا |
أو أنَّهم سألوا قلوبَ صغارِهم |
من أرحم الثقلين ؟ قالت : أحمدا |
أو أنَّهم سألوا الخلائقَ جاوبت |
أرواحنا من أجلِ سيِّدنا فِدى |
(( أرواحنا من أجلِ سيِّدنا فِدى )) |