يَا مَجْدُ هَذَا أَوَانُ السَّرْدِ فَاجْتَهِدِ | |
|
| تَكَلَّمِ الآنَ أَوْ فَاصْمُتْ إِلَى الْأَبَدِ |
|
قِفْ هَاهُنَا كَيْ تَرَى التَّارِيخَ مُنْطَلِقًا | |
|
| فِي عَشْرِ رَايَاتِ لَمْ تَنْقُصْ وَلَمْ تَزَدِ |
|
وَالْحَزْمَ فَوْقَ عَنَانِ الْأفْقِ عَاصِفَةً | |
|
| ثَارَتْ تَقُودُ رِكَابَ الْفَخْرِ مِنْ بَلَدِي |
|
بِبَاسِلٍ تَرْقُبُ الدُّنْيَا إِشَارَتَهُ | |
|
| عَنْ شِرْعَةِ الشَّرَفِ الغَرَّاءَ لَمْ يَحِدِ |
|
سَارَتْ لَهُ الرِّيحُ أَجَنَادًا مُجَنَّدةً | |
|
| وَالْأفْقُ زَوْبَعَةٌ فِي رَأْسِ مُنْجَرِدِ |
|
تَأْتِي عَلَى كُلِّ رِعْدِيدٍ لَهُ ثَمَنٌ | |
|
| كَانَتْ لَهُ فِي ظَلَامِ الْكَيْدِ أَلْفُ يَدِ |
|
قَدْ بَاعَ فِي سَكْرَةِ التَّجْدِيفِ أُمَّتَهُ | |
|
| مُسْتَعْصِمًا بِمُجِيرٍ وَاهِنِ العُمُدِ |
|
كَيْ يَسْتَمِدَّ الْمَخَازِي مِنْ مَنَابِعِهَا | |
|
| يَا ضَيعةَ الْجُهْدِ بَلْ يَا خَيْبَةَ المَدَدِ |
|
وَاسْتَدْرَجَتْهُ الْعَطَايَا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ | |
|
| كَأنَّهُ حَسِبَ الْأَيَامَ دُونَ غَدِ |
|
قَدْ جَاءَهُ الْغَدُ حَتَّى قَبْلَ مَوْعِدِهِ | |
|
| فِي سَاعَةٍ مِنْ حِسَابِ الدَّهْرِ لَمْ تَرِدِ |
|
بَشِّرْ حَبِيبًا أَبَا تَمَّامَ مُرْتَجِزًا | |
|
| أَنَّ الصَّفَائِحَ قَدْ ثَارَتْ بِلَا عَدَدِ |
|
وَأَنَّ كُلَّ نُبُوءَاتِ الْعِدَا كَذَبَتْ | |
|
| وَأَنَّ أَلْوِيَةَ الْإرْهَابِ فِي كَبَدِ |
|
يَسّاقَطُونَ تِبَاعاً تَحْتَ عَاصِفَةٍ | |
|
| جَاءتْ تَدُكُّ ذُرَى الْمَسْنُودِ وَالسَّنَدِ |
|
تُعِيدُ لِلْوَطَنِ الْمَسْلُوبِ حُرْمَتَهُ | |
|
| تَخْضَرُّ فِيهِ رَبِيعًا غَيْرَ مُبْتَعِدِ |
|
سِيرِي عَلَى بَرَكَاتِ الله وَابْتَدِرِي | |
|
| إنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ النَّصْرَ قَابَ يَدِ |
|
سِيرِي لِأَرْقَى مَرَامٍ قَدْ يَسِيرُ لَهُ | |
|
| أَرْبَابُ رَأْيٍ وَإصْرَارٍ وَمُعْتَقَدِ |
|
وَاسْتَرْسِلِي بِسُيُوفٍ تَنْجَلِي هِمَمًا | |
|
| مَا كَانَ دُونَ تَجَلِّيهَا سِوَى الغُمُدِ |
|
قُولِي لِأَسْرَى ضَلَالِ الْفِكْرِ إِنَّ لَهُمْ | |
|
| وَالْمَوتِ مُنْعَطَفًا مَا دَارَ فِي خَلَدِ |
|
وَإِنَّهُمْ مَحْضُ دَرْسٍ لَا يُقَامُ لَهُ | |
|
| وَإنَّ سَيَّدَهُمْ إِبْلِيسَ لَمْ يَسُدِ |
|
وَإِنَّ مَنْ غَرَّهُ الْإمْهَالُ مُتَّبِعٌ | |
|
| إِيَّاكِ أَعْنِي فُلُولَ الْكَيدِ فَارْتَعِدِي |
|
لَا بُدَّ مِنْ وَقْفَةٍ عَصْمَاءَ حَاسِمَةٍ | |
|
| يَكْفِي حِوَارًا لِأَفْهَامٍ بِلَا رَشَدِ |
|
تُرْغِي وَتُزْبِد إِسْفَافًا وَقَدْ جَهِلتْ | |
|
| أَنَّ الْعَوَاصِفَ لَا تُبْقِي عَلَى الزَّبَدِ |
|
وَأنَّهُ لَا هُدًى إِلَّا عَلَى سُنَنٍ | |
|
| وَلَا صُمُودَ سِوَى بِالنَّاصِرِ الصَّمَدِ |
|
وَأَنَّ بَتْرَ أَذَاهُمْ فِي ضَمَائِرِهِمْ | |
|
| بِالطَّرْقِ فِي النَّارِ لَا بِالنَّفْثِ فِي العُقَدِ |
|
الْآنَ تَحتَشِدُ الأحْدَاثُ فِي حَدَثٍ | |
|
| مُسْتَرْسِلٍ يَتَوَلَّى كُلَّ مُحْتَشِدِ |
|
الْآنَ يَبْتَدِئُ التَّارِيخُ رِحْلَتَهُ | |
|
| مُسْتَهْدِيًا بِإمَامٍ غَيْرَ مُتَّئِدِ |
|
إِنْ قَالَ أنْصَتَتِ الدُّنْيَا لِمَنْطِقِهِ | |
|
| وَإِنْ أَشَارَ عَنَتْ لِلْأمْرِ كُلُّ يَدِ |
|
وَجَفَّ كُلُّ مِدادٍ فِي يَراعَتِهِ | |
|
| وَسَبَّحَ النَّصْرُ بِاسْمِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ |
|