إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هنالك حزنٌ |
يفتّشُ عن وجههِ المتكسِّرِ |
في طرقاتِ الضبابِ |
وفي أوجهِ العابرينْ |
هنالك حزنٌ حزينْ |
يمرُّ بنا مثلَ عودةِ أيلولَ |
ينثرُ أوراقَهُ الصُفرَ فوقَ الوجوهِ |
ويشعلُ في موقدِ الذكرياتِ.. رمادَ الحنينْ |
هنالك حزنٌ |
يمشّطُ شَعر الرياحْ |
ويغسلُ بالرعشةِ المطريّةِ خدَّ الصباحْ |
فنجثو أمامَ الوجودِ الحزينْ |
ويصفُرُ في القلبِ صوتُ الأنينْ |
هنالك حزنٌ |
يشرِّدُنا في الشوارعِ |
يعبرُ عبْرَ خُطانا |
ويطلقُ أشباحَهُ السُودَ حول رؤانا |
ويكسِرُ أوهامَنا باليقينْ |
هنالك حزنٌ |
يلامسُ قلبَ الجميلةِ |
حين تهزُّ الرياحُ ستائرَها |
ويُطِلُّ من الغيبِ فارسُها |
فتضمُّ الوسادةَ حزناً |
وتلتفُّ حولَ أنوثتها كالجنينْ |
هنالك حزنٌ |
يعمّدُ أفراحَنا بالدموعْ |
ويوقدُ في ليلنا العبثيِّ |
صلاةَ الشموعْ |
هنالك حزنٌ |
يلُوحُ بمنديلهِ للمسافرِ |
من شُرفاتِ الرجوعْ |
ويدعوهُ للزمنِ الياسمينْ |
هنالك حزنٌ بطعمِ الفرحْ |
كغيمٍ تلبّدَ في قلبنا |
ليشرقَ بعد العواصفِ قوسُ قُزحْ |
كشوكٍ يزيّنُ ساقَ الورودِ |
ليجرحَ.. مَنْ بالشذا ما انْجَرحْ |
هنالك حزنٌ أمينْ |
يذكّرُنا برذاذِ الفرحْ |
في صحارى السنينْ |
هنالك حزنٌ |
يجدِّدُ ماءَ الحياةْ |
فنولدُ من موتنا |
ونفتّحُ من يأسِنا زنبقاتْ |
هنالك حزنٌ |
سخيٌّ بدمعاتهِ.. في الزمانِ الضنينْ |
هنالك حزنٌ حزينْ |
*** |