إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أَقُولُ لِتَلْكَ الَّتِي خَلْفَ وَجْهِي |
تَعَالَي نُقِرُّ بأنَّا اخْتَلفْنَا |
وَلَا يُفسِدُ الْوُدَّ أَنْ نَخْتَلِفْ |
تَعَالَي نُسَوِّي حِسَابَ الْمَتَاهَاتِ |
نُلْقِي صِرَاعَاتِنَا |
فِي مَكَانٍ عَلَى الْمُنْتَصَفْ |
تَعَالَي |
فَقَدْ فَاتَ عُمْرُ التَّعَامِي |
وَلَا بُدَّ |
لَا بُدَّ أَنْ نَعْتَرِفْ |
تَعَالَي |
فَلَابُدَّ مِنْ خِطَّةٍ لِلْوُقُوفِ قَلِيلًا |
وَحَسْمِ الدُّوَارْ |
لِنَقْتَحِمَ الْخَوْفَ فِينَا فَمَا عَادَ يُجْدِي الْفِرَارْ |
تَعِبْنَا نُحَارِبُ فِي جَبْهَتَينَا |
فَإمّا قَرَارٌ |
وَإِمَّا قَرَارٌ |
دَعِينِي أُذَكِّرْكِ أَنَّا الْتَقَينَا |
عَلَى بُقْعَةٍ مِنْ إِهَابِ الزَّمَنْ |
عَلَى هَامِشِ الْعُمْرِ |
فِي لَحْظَةٍ |
هَاجَرَتْ عَنْ مَدَاهَا |
وَرُؤْيَا |
تَغَافَلَ عَنْهَا الوَسَنْ |
وَغِبْنا |
وَكُلُّ التَّفَاصِيلِ ضَاعْتْ |
دَعِينِي أُذَكِّرْكِ |
أَنِّي قَطَعْتُ جَمِيعَ الْحِبَالِ إِلَيكِ |
وَأَحْرَقْتُ كُلَّ السُّفُنْ |
وَأَذْكُرُ أَنِّي تَوَارَيْتُ عِنْدَ انْعِكَاسِي عَلَيْكِ |
وَأَنْكَرْتُ أيَّ انْتِمَاءٍ |
لِتِلْكَ |
الَّتِي حَدَّقْتْ فِيَّ مِنْ مُقْلَتَيْكِ |
وَأَنِّي تَلَوْتُ قَرَارًا هُنَاكَ |
يَنُصُّ عَلَى الْبُعْدِ طُولَ الْحَيَاةِ |
وَيَحْسِمُ أَمْرَ الرُّجُوعِ إِلَيْكِ |
وَلَكِنَّنِي الْآنَ أُلْغِي قَرَارِي |
أَمُدُّ يَدَيَّ لِرَأْبِ الصُّدُوعِ وَجَمْعِ الشَّظَايَا |
عَسَانَا بِشَيْءٍ مِنَ الحُبِّ |
نَرْفُو بَقَايَا البَقَايَا |
لِرُوحٍ لَهَا فِي النُّجُومِ انْعِكَاسٌ |
وَجِسْمٍ يَلُمُّ حُطَامَ الْمَرَايَا |
وَقَلْبٍ يُرَاوِغُ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ |
مُنْصَهِرٍ |
فِي ثُقُوبِ الْخَطَايَا |
لَهُ ضَفَّةٌ يُبْحِرُ النُّورُ مِنْهَا |
وَأُخْرَى تُقَبِّلُ رَأْسَ الظَّلَامِ |
وَأَرْوِقَةٌ يَخْفِقُ الرَّوعُ فِيهَا |
وَأَجْنِحَةٌ تَحْتَفِي بِالسَّلَامِ |
تُهَيِّئُ لِلْبَوْنِ أَلْفَ امْتِدَادٍ |
تُشَظِّي الْأَنَا |
فِي سَدِيمِ الْحَنَايَا |
تَعِبْنَا نُغَرِّدُ فِي أَلْفِ سِرْبٍ |
وَنُبْحِرُ |
فِي أَلْفِ أَلْفِ اتِّجَاهْ |
نَخُطُّ الْمَتَاهَاتِ حَوْلَ الْمَتَاهَاتِ |
فِي مَرْكَبٍ غَافِلٍ عَنْ مَدَاهْ |
سَأَكْسِرُ تِمْثَالَ مَاضٍ تَمَادَى |
عَلَيّ |
فَتَوّهَ عُمْرِي وَتَاهْ |
تَعِبْنَا نُهوِّمُ حَوْلَ فَنَارٍ قَدِيمٍ |
وَنَجْمٍ مُقِيمٍ مُسَافِرْ |
نَلُمُّ الْعَذَابَاتِ تُلْقِي بِهَا لِلْخُوَاءِ الْمَعَابِرْ |
تَهِيمُ المَجَادِيفُ فِي ضَفَّتَينَا |
وَيَكْسِرُنَا كُلُّ مَوْجٍ مُغَامِرْ |
دَعِينَا نُصدِّقُ كُلَّ الخُرَافَاتِ |
أَوْ فَاتْرُكِينَا |
نُسَلِّمُ أَنْقَاضَنَا لِلْفَنَاءِ |
وَنَرْحَمُ هَذَا الْكِيَانَ المُكَابِرْ |
تَعَالَيْ أُحِبُّكِ |
حَتَّى أَرَاكِ |
أُجَارِيكِ |
فِي ثَوْرَتِي |
فِي جُنُونِي |
أُوَارَيكِ عَنْ أَرَقِي وَارْتِبَاكِي |
أَسُلُّ خَطَايَايَ مِنْكِ قَلِيلًا |
قَلِيلًا |
وَأَسْتَلُّ مِنِّي أسَاكِ |
سَأُعْطِيكِ وَعْدًا |
بِأَلَّا نُضَيِّعَ آثَارَنَا فِي زِحَامِ البَشَرْ |
وَأَلَّا نُجَازِفَ بِالْعُمْرِ |
بَيْنَ مَرَايَا السَّرَابِ |
وَوَعْدِ الْمَطَرْ |
كَفَانَا الْتِيَاثًا |
تَعَالَيْ نُفرِّقُ بَيْنَ الْقَرَارِ وَبَيْنَ الْقَدَرْ |
لِأَجْلِي وَأَجْلِكِ |
سَوْفَ أُصَالِحُ عُمْرَ الشَّتَاتْ |
وَأَصْفَحُ عَنْ أُمْنِيَاتِي كَثِيرًا |
وَأَشْطُبُ مِنْ مُعْجَمِي مَا تَشَائِينَ |
مِنْ مُفْرَدَاتٍ |
لِأَجْلِي وَأَجْلِكِ |
سَوْفَ أُحَطّمُ فِي أَضْلُعِي |
قَلْعَةَ الذِّكْرَيَاتْ |
تَعَالَيْ |
وَسَوْفَ أُزَيِّفُ وَجْهِي |
وَأَصْنَعُ مِنْ أَجْلِنَا |
أَلْفَ ذَاتْ |
دَعِينِي أُقَاوِمُ مَوْجَ رَزَايَايَ |
يَا زَوْرَقِي |
وَسَوْفَ أُهَيِّئُ فِي الْعُمْرِ عُمْرًا |
لِكَيْ نَلْتَقِي |
دَعِينِي أَنَامُ عَلَى رَاحَتَيْكِ |
لِيَرْتَاحَ هَذَا الْكِيَانُ الشَّقِي |
تَعَالَيْ |
وَلَوْ خَطْوَةً لِلتَّرَاضِي |
دَعِي بَيْنَنَا خَيْطَ بَوْحٍ شَفِيفٍ |
وَمُدِّي بِهِ سَاحَةً لِلْبَيَاضِ |
تَعَالَيْ |
تَعَالَيْ |
فَإنِّي هُنَا |
تائهاتٌ أَمَانِيَّ |
خَاوٍ وِفَاضِي |
سَئِمْتُ وُقُوفِي |
لِأُحْصِي الخُوَاءَ |
وَأَرْسُمُ قَوْسَ غُرُوبِ الشَّغَفْ |
وَلَا شَيءَ |
إِلَّا أَثِيرٌ يَغِيبُ |
وَآخَرُ فِي إثْرِهِ يَنْكَشِفْ |
تَعِبْتُ كَثِيرًا أَلُمُّ الدُّرُوبَ |
وَهَا أَنَا فِي آخِرِ الْمُنْعَطَفْ |
تَعِبْتُ أَهُزُّ الْمَدَى يَا أَنَا |
وَيَمْتَدُّ رَجْعُ الصَّدَى بَيْنَنَا |
أَجِيبِي فَهَذَا النِّدَاءُ الْأَخِيرُ |
أَجِيبِي.... إِذَا كُنْتِ أَصْلًا هُنَا! |