إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لايرحلُ الوطنْ |
ولا يُحبُّ الرّاحِلينْ! |
يخافُ أنْ يبقى وحيداً عندما يأتيْ المساءْ |
بلا صهيلٍ |
ينادمُ السّكونَ في سُوحِ الدِّيارْ |
بدون ضوضاء القنا |
أو بارقٍ |
يشقُّ عتمَ الليلِ يستدعي بواكيرَ النهارْ . |
*************** |
لنْ يرحلَ الوطنْ: |
مادامتِ الغيماتُ أُمّاً للمطرْ |
والغُصْنُ حمّالُ الثَمرْ |
وتُنْفَخُ الحياةُ في روحٍ، وأخرى تُحْتَضَرْ |
مادام عنقودُ الثّريّا يَسكبُ الصَّهْبا ضِياءْ |
وتَنسلُ الشّمسُ الشّروقْ |
ويَخْلُفُ الفَجْرَ الضَّحَاءْ . |
مادامتِ الأْسْدافُ للمشغوفِ حِرْزاً كلّما |
صَبَا لتلْهيبِ اللقاءْ |
وتمرحُ الأشواقُ معْ غمزِ القمرْ! . |
وطالما الأقداح يُشْقيْ صَفوَها |
قُرْبُ السّحَرْ |
لن يرحلَ الوطنْ |
لأنّه أصْلُ البقاءْ |
لأنّهُ هنا |
قبلَ الحياةِ ذاتها، قبلَ الأزلْ |
جُذورُهُ مُمتدّةٌ |
حتّى عَلَتْ، في الطّرفِ الآخر للكُرَةْ! |
حتّى تبدّتْ في الفضا! . |
لكنّهُ |
يخافُ أنْ يبقى وحيداً عندما يأتيْ المساءْ! |
*************** |
ويلٌ لكمْ |
خَذلْتموهُ .. |
أمسى وحيداً عندما حَلَّ المساءْ |
فأيقظَ الدَّيْجُورُ خفّاشاً خَبِلْ |
يَرُوقُه الكَلْم الذي لمْ يَلْتئمْ: |
يَكْفيه بعضُ النّبْشِ كي |
يَعودَ بالآلامِ طفْحاً بعد طولِ الإنحسارْ! |
يكْفيه بعض النفخِ كي |
يَؤُجّ وقداً |
حتى تجفّ الرُّوحُ في شَرْيانهِ! |
فلا يظلُّ فيه نَزْفٌ أو بقايا منْ دماءْ |
*************** |
قُبْحاً لكمْ |
قدْ فاخرَ الخفّاشُ مزهوّاً على جثمانهِ ..! |
وقَطِّرَ الأحشاءَ مسعوراً وَقَاحْ |
فَفاضَتِ الأحشاءُ في الأقداحِ راحْ |
يعبُّ منها بعد حينٍ كلُّ أبناء السِّفاحْ! . |
أَعلَنهُ، وليمةً للرّاغبينْ: |
فما تخلفّتْ |
عصائبُ الغِيلانِ من خلفِ البِحارْ |
ولا توانى |
قطيعُ أضباعِ الجِّوارْ! |
وصارت الذُّئْبان أضيافَ الشّرفْ! |
تبادلوا الأنخابَ فوق الإنكسارْ: |
هذا الذي بالأمس كان القُرْبُ منهُ حُرْمَةً |
اليوم أضحى كلّه عِرْضٌ مُباحْ |
وَرَنَّمَ الطاعونُ لحنَ الإنتصارْ: |
عادَ الوباءْ |
عاد الوباءْ! |
*************** |
أوطانكمْ دثاركمْ، أستاركمْ |
لاتأكلوا أستارَكمْ! |
ففي ثناياها شَذا |
عَجَاج حِطّينٍ، وذي قارٍ بَزَهْوِها . |
وغصن زيتونٍ وَغارْ! |
ذات الصّواريْ، في ضَجَرْ |
تشوقها تلك البِحارْ! . |
وفي ثناياها دعاء الوالداتْ |
وربّما طفولة، أو حُلمها |
وبعض أسرارِ الصّغارْ |
وطيْف جِنّيٍّ مَرِحْ |
يُراقصُ العنقاءَ والغول الغبيْ . |
روائح الجدّات في خيطانها |
والزَعتر البريّ فيها، والبَخُورْ . |
*************** |
لاتأكلوا أستارَكمْ |
بدونها لاشيء يُخفيْ عيبَكمْ . |
بدونها، تَعْويْ بكمْ عوراتكمْ |
تَهويْ وُريْقاتٌ عليها منذ أزْمانٍ ذَوَتْ! . |
سحقاً لكمْ . |