خَيرَ الشُّهُورِ بِكُلِ الشَّوقِ نَنتَظِرُ | |
|
| فَفِيكَ كُلُ شُهُورِ العَامِ تُختَصَرُ |
|
أَنتَ السَّبِيلُ الذِّي قَد بَاتَ يَجمَعُنَا | |
|
| فِي الذِّكرِ وَالشُّكر،أَنتَ الغَيثُ وَالمَطَرُ |
|
جَنّاتُ عَدنٍ بِفَضلِ اللهِ قَد فَتَحَتْ | |
|
| أَبوَابُهَا لِلَّذِي يَخشَى وَيَعتَبِرُ |
|
وَمَن إِذَا ذُكِرَ الله العَزِيز بَكَتْ | |
|
| عَينَاهُ بِالدَّمعِ كَالأَمطَارِ تَنهَمِرُ |
|
مِنْ حَظِّهَا أُمَّةُ الإِسلاَمِ زَيَّنَهَا | |
|
| هَذَا الصِّيَامُ وَهَذَا الشَّهرُ وَالقَمَرُ |
|
شَهرُ العِبَادَاتِ رَبُ الكَونِ فَضَّلَهُ | |
|
| وَالصَّومُ مَيَّزَهُ وَالذِّكرُ وَالسِّيَرُ |
|
وَفِيهِ لِلخَيرِ أَبوَابٌ مُفَتَّحَةٌ | |
|
| وَدَعوَة الخَاشِعِ المَظلُومِ تَنتَصِرُ |
|
مَنْ قَامَهُ مُؤمِنًا للهِ مُحتَسِبًا | |
|
| فَذَنبُهُ وَبِفَضلِ اللهِ يُغتَفَرُ |
|
هَذَا الصِّيَامُ اختِبَارُ العَامِ فِي زَمَنٍ | |
|
| قَلَّ النَّجَاحُ بِهِ، وَالحُلمُ يُفتقرُ |
|
وَاستَسهَلَ النَّاسُ بِالتَّرغِيبِ أَمرَهم | |
|
| وَلَم يَعُد مَبدَأُ التَرهِيبِ يَنتَصِرُ |
|
يُسَابِقُ الخَيرُ أَهلُ الخَيرِ فِي أَمَلٍ | |
|
| فَادفَعْ بِجُودِكَ فَالمَحرُومُ يِنتَظِرُ |
|
وَمَن يَصُومُ رِيَاءً .. بَات مَكسَبهُ | |
|
| كَأَبلَهٍ ظَلَّ تَحتَ الحَرِّ يَنصَهِرُ |
|
الصَّومُ تَقوَى وَتَكفِيرٌ وَمَغفِرَةٌ | |
|
| وَفِديَةٌ وَامتِحَانٌ مِنهُ تُختَبَرُ |
|
وَجُنَّةُ الصَّومِ لاَ أشيء يعادلها | |
|
| بِفَضِلَها عَن سَبِيلِ السُّوءِ نََنزَجِرُ |
|
وَأَجرُ مَا فَعَلَتْ يُمْنَاكَ مُرتَقَبٌ | |
|
| أَمَّا الصِّيَام ُ، فَفِيهِ الأَجرُ وَالظَّفَرُ |
|
وَمَن عَلَى مَسْلَكِ الرَّيَانِ مَدخَلهُ | |
|
| كُلُّ الذُّنُوبِ بِفَضلِ اللهِ تُغتَفَرُ |
|
يَا بَاغِيَ الخَيرِ أَقبِلْ فَالمُقَامُ هُنَا | |
|
| وَالشَّهرُ يَمضِيْ وَهَذَا العُمرُ يَندَثِرُ |
|
وَاهجِرْ مُلاَحَقَةَ الدُّنيَا وَبَهجَتِهَا | |
|
| فَإِنَّ مِن فِتنَةِ الدُّنيَا انتَشَتْ سَقَرُ |
|
وَأَنَّ مِن حُبِّهَا الدُّنيَا وَرَغبَتِهَا | |
|
| يَكَادُ عِقدُ ذَوِي الأَرحَامِ يَنفَطِرُ |
|
أَحرِصْ عَلَى العِلمِ وَالتَّقوَى وَفَضلِهِمَا | |
|
| وَلاَ تَكُنْ خَلفَ غَيم الجَهلِ تَستَتِرُ |
|
يَا عابرًا إِنَّمَا الدُّنيَا مَسَافَتنَا | |
|
| فِي رحلَة ٍاسمُهَا: عَاشُوا وَقَد قُبِرُوا |
|
هَذِي الحَيَاة فَلا تغفلْ حَقِيقَتهَا | |
|
| سَفِينَةُ الكَون فِيها النَّفعُ وَالضَرَرُ |
|
وَمِن مَفَارِقِهَا أَنَّ الأَنَامَ رَأَوْا | |
|
| أَمَامَهُمْ عِبرَةُ الأَيَامِ، مَا اعتَبَرُوا |
|
وَلَم يرقهم حَلاَل المَالِ فاختطفوا | |
|
| حَرَامهُ، وَنَعيم الخُلدِ قَد خَسَرُوا |
|
وَأَن طَاعَة مَخلُوقٍ لِخَالِقِه ِ | |
|
| تَجَاوَزُوهَا إِلَى العِصيَانِ مَا شَعَرُوا |
|
كُلٌ صَغِيرٌ إِذَا مَا مَسَّهُ خَطَرٌ | |
|
| كُلٌ صَغِيرٌ إِذَا مَا مَسَّهُُ الكِبَرُ |
|
وَالحُبُ أَصبَحَ فِي أََيَّامِنَا صُوَّرًا | |
|
| نَعِيشُهَا وَغَدًا قَدْ تُقلَبُ الصُّوَرُ |
|
دَوَّامَةُ الكَونِ فِي سُكْرٍ تُصَاحِبُنَا | |
|
| وَقَدْ تَمَايَلَ مِنَّا الرَّأْيُ وَالنَّظَرُ |
|
وَلَمْ يَعُدْ بَينَنَا مَنْ سَيْفِهُ يَقِظٌ | |
|
| قَدْ ابتَلَينَا وَغَابَ السَّبْعُ والنَّمِرُ |
|
كَالغَارِقِينَ بِبَحرٍ لاَ حُدُودَ لَه ُ | |
|
| كَالمُسْتَغِيثِينَ، لَكِنْ كُلَّهُمْ عَسِرُ |
|
وَلاَ مُغِيث، فَمِثلُ المُستَغِيثِ بَدَا | |
|
| كِلاَهُمَا لِضَمِيرِ الأَمسِ يَفتَقِر |
|
أَعْيَتْكَ كُلُ هُمُومِ الكَونِ يَا رَجُلا ً | |
|
| وَقَد تَقَدَّمَ فِيكَ الضُّعفُ وَالعُمُرُ |
|
وَحِينَ تَجتَمِعُ الأَمرَاضُ في جَسَدٍ | |
|
| أَموَالُ قَارُونَ لَوْ طَوَّعْتَهَا هَدَرُ |
|
وَكُلُ مَا مَلَكَتْ يُمنَاكَ خَالِصَة | |
|
| إِلَى قَدِير ٍ وَرَبُّ العَرشِ مُقتَدَرُ |
|
أَنتَ الغَنِيُّ فَقِيرًا.. لَوْ أَرَادَ بِكُمْ | |
|
| رَبُّ السَّمَوَاتِ لاَ يبْقِيْ وَلاَ يَذَرُ |
|
وَلاَ تَزَالُ عَلَى الدِّينَارِ صَحوَتنَا | |
|
| فَهْوَ الذِي يجمَعُ الخِلاَّنَ إِنْ نَفَرُوا |
|
وَهْمُ المعِيشَةِ في الدُّنيَا يُصَاحِبُنَا | |
|
| عَلَى جِنَان ٍمِنَ الفِردوسِ يَنتَشِرُ |
|
إِحسَاسُنَا في مَهَبِّ الرِّيحِ رِقَّتُهُ | |
|
| وَعَطفُنَا قَدَرٌ قَدْ شَابَهُ الكَدَرُ |
|
حَتَّى القُلُوب غَدَتْ لاشَيءَ يَربِكهَا | |
|
| مَهمَا رَأَتْ مَثلهَا فَالمِيْتُ وَالحَجَرُ |
|
وَالعُودُ يَصْمُتُ وَالنَّايَاتُ مَا عَزَفَتْ | |
|
| وَالطَّبلُ سَيِّدُنَا وَالرَّقصُ وَالضَّجَرُُ |
|
تَنَافَسَ النَّاسُ فِي مَال ٍ وَمَملَكَةٍ | |
|
| وَشَيَّدُوا القَصرَ وَالأَيَام تُحتَضِرُ |
|
وَمِنْ عَجَائِبِهَا تِلْكَ القُصُورُ سَمَتْ | |
|
| لَكِنَّهَا ضَحِكَتْ لَمَّا دَنَا السَفَرُ |
|
قَالَتْ: أَيَا بَشَرًا هَلْ ضَاعَ لُبَّكُمُ | |
|
| فَقَبلكُمْ عَمَّرَ الأََسْلاَفُ وَاندَثَرُوا |
|
لاَ مَالُ قَارُونَ بَعدَ المَوتِ أَنقَذَهُ | |
|
| وَمَا استُرِدَّ بِهِ زَيدٌ وَلاَ عُمَرُ |
|
مَتَى الوُصُولُ وَقَد مَالَتْ سَفِينَتُنَا | |
|
| وَنَحنُ نَغرِقُ يَا دُنيَا وَ نَنْتَحِرُ |
|
فِي كُلِّ صَحوٍ رِيَاحُ الغَرْبِ تَمطُرُنَا | |
|
| بِكُلِ مُحْدَثَةٍ تَهوَى فَنَنفَجِرُ |
|
صَنَاعَةُ الغَربِ تَجْرِيبٌ لِفُرْقَتِنَا | |
|
| وَمِن تَفَرُّقِنَا الإِقصَاءُ يُبتَكَرُ |
|
وَصَاحِبُ الحُكْمِ لا يُعنِيهِ مَقتَلُنَا | |
|
| فَبِالمُوَالاَةِ مُعْتَزٌ وَيَفتَخِرُ |
|
وَالُكلُّ يَسأَلُ مَا جَدوَاكِ فِتنَتُنَا | |
|
| وَمَا سَيجنِيهِ مِنكَ الفَوزُ وَالظَّفَرُ |
|
وَمَا أَصَابَ عُقُولاً فِيكِ هَائِمَة | |
|
| قَد فَضَّلَتكِ عَنِ الفِردَوسِ يَا سَقَرُ؟ |
|
قَد ضَلَّ مَن لَمْ تَكُنْ في الشَّهرِ تَوبَتَهُ | |
|
| وَاختَارَ نَهجًا بِهِ النِّيرَانُ تَستَعِرُ |
|
اخْتَرْ رَفِيقَكَ مَنْ لِلدِينِ وجهَتُهُ | |
|
| حَاسِبْ لِسَانَكَ إِنَّ الدَاءَ مُنتَشِرُ |
|
وَلاَ تَسِيءُ إِلَى مَنْ أَنتَ تَجهَلُهُ | |
|
| وَلاَتَكُنْ بِقَلِيلِ العِلمِ تَفتَخِرُ |
|
فَحَامِلُ الحِقْدِ مَفضُوٌح بِفِعلَتِهِ | |
|
| أَمَّا اللَّبِيبُ بِهَا الأَخلاَقُ يَنسَتِرُ |
|
يَا فِتنَةَ النَّاسُ يَا دُنيَا نُهِيمُ بِهَا | |
|
| أَنتِ الصَّبَابَةُ وَالأَحلاَمُ وَالعُمُر |
|
يَسِيرُ في حُبِّكَ المجنُونُ مَرْكَبُنَا | |
|
| وَكُلُ يَومٍ إِلَى مَهْوَاكِ يَنْحَدِرُ |
|
النَّفسُ طَيِّعَةٌ تَبدُو بِمَا كَسَبَتْ | |
|
| نَصُدُّهَا عَن هَوَى الدُّنيَا فَتَنْتَهِرُ |
|
لَكِنَّهَا عَندَمَا الشَّيطَانُ يَأْمُرُهَا | |
|
| تَخُونُنَا ثُمَّ بَعدَ العُسْرِ تَعتَذِرُ |
|
نَلْهُو بِجَنَّتِهَا الدُّنيَا فَتَحضُننَا | |
|
| وَفِي الجَمَاعَةِ مَنْ بِالإِثمِ يَفتَخِرُ |
|
المَوتُ أَقرَبُ أَنْ تَأتِيكَ بَغْتَتُهُ | |
|
| وَكُلُّ حَيٍّ لَهُ نَزْعٌ وَ يَنتَظِرُ |
|
يَا رَبُّ عَفوَكَ مَشمُولٌ بِمَغفِرَةٍ | |
|
| وَرَحمَة مِنكَ تُرجَى مِثلُهَا المطَرُ |
|
خَلاَقُنَا لَمْ يُعْد مُلْكًا لِنَصنَعه ُ | |
|
| فَقَدْ تَوَلاَّهُ خِبٌّ سَاقَهُ القَدَرُ |
|
فِي حَلْقَةٍ مِنْ فَرَاغِ الدَّهرِ أَدْخَلَنَا | |
|
| إِلَى مَتَاهَةِ جَهْلٍ كُلُّهَا خَطَرُ |
|
وَجَازَ أَنْ نَتَخَلًىَ عَنْ مَبَادِئِنَا | |
|
| وَضِمْنَ شُلَّتهَا الأَغْرَابِ نَنْصَهِرُ |
|
أَرضٌ يُغَيَّرَ هَذَا اليَومُ مَعْلَمَهَا | |
|
| وَبَيْنَ هَذَا وَذَاكَ المُنكَرُ النُّكُرُ |
|
يَأتِي وَيَرحَلُ وَالأَيَامُ مُسرِعَة | |
|
| وَالخَيرُ مِنْ كَفِّهِ كَالماءِ يَنْهَمِرُ |
|
أيامه تَنْقَضِيْ وَالنَّفسُ غَافِلَة | |
|
| عَنِ الحَيَاةِ التِي بِالموتِ تَنْبَتِرُ |
|
يَا رَبِّ واجعله يَومُ الحَشْرِ مَدْخَلنَا | |
|
| بِفَضلِهِ عَن غَوَايَا النَّفسِ نَنتَصِرُ |
|