سبعة ٌنحن: أجابت بانفعال، نسمةٌ تخطرُ من صوب الشمالْ
|
قد صحا النرجس في العينين وانداح َعلى الخدين لونُ البرتقال
|
وعلى مبسمها الواعدِ والحالم ترنيم ٌوأصداءُ ابتهال
|
نبتةُ الريف التي تبهرني، ألقٌ يسطعُ من جفن الرمال
|
غضةٌ ضَفَّرَها المرج بإكليلٍ من الزهر علا هام التلال
|
سبعةٌ نحن ألا تعرف؟ وانثالَ على خاطرها القولُ انثيال
|
الأخ الأكبر هل تعرفهُ؟ ركب البحرَ وأرضُ الله جال
|
والذي يصغرُهُ قبلني ومضى للنصر في ساح القتال
|
وانقضى عامٌ وعامٌ بعده وإلى لقياه نزدادُ اشتعال
|
وانتظرناه مع الصيف الوفي، يقطف الكرم فتزداد الغلال
|
وانتظرناهُ شتاءً ما أتى، غير أنا في انتظارٍ لا نزال
|
مريمٌ أختي ألا تعرفها؟ تُنشدُ الشعرَ بشوقٍ وانفعال
|
وحدها في هذه الضيعةِ أمٌ وأبٌ إن غاب في يومٍ رجال
|
أسمعتنا أعذب الألحان وانساب إلى آذاننا السحر الحلال
|
وأخي عيسى الذي يرقد نشوانًا ويرتاح إلى حضن الظلال
|
منذ عام الثلج وسّدناهُ، أغفا هانئا يسبح في دنيا الخيال
|
وعلى جبهته زنبقة شقت التربَ وتاقت للوصال
|
وإلى يمناه أختي زهرةٌ ذبلت شوقا وأعياها سعال
|
ذات ليلٍ في شتاءٍ لاحقٍ عضّها البرد بأنياب صِقال
|
حين ناداها فذابت لهفةً تسرع الخَطو وتستدني المآل
|
وأنا أعدو إلى حوضيهما إذ ينادي الشوق ساعات طوال
|
وأخي يتبعني في حبوه، يُدمِنُ السير ولا يشكو الكلال
|
كلما ناديتهم عاد الصدى موحشٌ فيه خشوع وجلال
|
خمسة أنتم إذا يا حلوتي إذ مضى اثنان إلى دنيا المُحال
|
أبدا، وانفجرت في عنفها وردة الجوري استُفِزَت للنزال
|
أبدا، بل سبعة يا سيدي، سبعة في القلب مهما البعد طال
|