إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
تباركْتَ يا أيّها السَّوْمَريُّ، |
وطُوبى لما يتساقطُ من شجرِ الأُرجوانِ عليكْ |
إلى أينَ تمضي؟ |
وأيُّ رصيفٍ سيُعشبُ من دَمعتيكْ؟ |
وكلُّ الدروبِ مُفخَّخةٌ، |
والسواحلُ تَرتابُ مِنْ قمرٍ ماتَ بين يديْكْ |
*** |
ستبزُغُ دونَ سماءٍ، |
وتجلِسُ مُرتبكاً في العَشاءِ الأخيرْ |
تُوزِّعُ أَختامَكَ العَدَميَّةَ |
للفائضينَ عن السيْفِ، |
والخارجينَ على بَصَماتِ الأَميرْ |
أَزْرارَ كلِّ السواقي، |
وتهتِفُ بين زجاجِ المكاتبِ، بين المطاراتْ |
ألا فارفعوا قبّعاتِكُمُ عالياً بالتحيِّةِ إنّي الأَميرْ |
*** |
تباركْتَ كم كُنتَ مُنشغِفاً بالنهايةِ، |
كم أفْلَتَتْ منكَ أَندَلُسٌ؛ |
واتكأْتَ على سُورِ غَرناطةٍ وبكيتْ |
وسَدَّ مُلوكُ الطوائِفِ |
كلَّ الدروبِ عليكَ فراوغْتَهُمْ وَمَضيتْ |
خُذِ الريحَ تعويذةً أيّها المَطريُّ؛ |
فإنَّ النبوءةَ تبدأُ من قدميكْ |
*** |
تَلوَّثَ جمرُكَ بالبردِ فلْتسترحْ، |
ولْتُدَفِّىء يديكَ بيأسِ الغيومِ |
مُثقَّبةً بالشظايا |
وكُنْ حذراً ياصديقَ المَرايا |
لبعضِ النوارسِ تقتربُ الشرُفاتْ |
وما يتبقَّىيفتِّتُهُ الموجُ والزبدُ المُستريبْ |
لبعضِ السفائنِ |
ما يذْخَرُ البحرُ من جُزُرٍ لا تُكرَّرُ |
والقاعُ مِنفضةٌ للبَقايا |
فإيّاكَ أن تُغمضَ القلبَ، |
في ليلِ عاصمةٍ لمْ تبايعْكَ، |
إيَّاكَ يا سَوْمَريُّ لغير هواكَ تُشيرْ |
فأنتَ الذي قد رأيتْ |
وجُبْتَ البلادَ تفتّشُ عن عُشْبَةٍ وسماءٍ وبيتْ |
وأَرشدْتَ دجلةَ نحو مَصبِّ الفراتْ |
وظِلُّكَ بين المصابيحِ |
يَشْحَبُ..... يَشْحَبُ..... ثم يَغيبْ |
تُوثِّقُ ما سَوفَ يُنسى من الحزْنِ، |
بين الوُعولِ التي أَكَلَتْ عُشْبَها السُّرفاتْ |
وطفلٍ بإحدى مَدارسِ أوروكَ يبكي، |
يضُمُّ أصابعَهُ اللّبنيَّةَ مُنطفِئاً |
ثمّ يكتبُ: |
ماتَ أبي في الهواءِ الغريبْ. |
*** |
تباركْتَ حين تُراودُ سُوقَ عُكاظٍ، |
بحرْفٍ تَشرَّدَ من أبجديتِهِ، |
ومُعَلَّقةٍ لم تَجدْ من يُعلِّقُها |
تُراودُ سوقَ الشيوخِ |
على حَجَرٍ يَتضاغَنُ، أو خِنْجرٍ يَتطامَنُ، |
والأُمسياتُ تَضيعُ كقافلةٍ في طريقِ الحريرْ |
مَواعيدُ للنايِ في شفتيكْ |
وحزنُ سُنُونوَّةٍ لا تطيرْ |
تمرُّ على سُفنِ الليلِ |
ذاكرةً شمَّستْها الطفولةُ، |
والنرجسُ الصعْبُ، |
إذْ يتحفَّى على زُرْقِةِ الانتباهْ |
وتَغْريبةُ الذهبِ المتورِّقِ بين العَرائِنِ، |
في ذُرْوَةِ الخجلِ المَوسميِّ |
تُقطِّرُهُ اللاّفتاتْ |
على ما تَراكمَ من تعبٍ في المياهْ |
دموعُكَ تندسُّ بين خُطى عاشقَيْنِ؛ |
يغطِّيهما اللّيلُ بالبهَجاتْ |
وأنتَ على غَسَقِ الصفْرِ تغفو وحيداً، |
تَدُقُّ يداكَ على أُفقٍ لا تَراهْ |
وأَغصانُ صَوتِكَ تَدْهسُها الشاحناتْ |
تباركْتَ يا سَوْمَريُّ، |
فلا جهةٌ غيرَ وجهِكَ حينَ تَضيعُ الجهاتْ |