بلقيــاكِ عمْــرُ الهوى يبتـــدي |
فأنــتِ مُنـــايَ فــلا تبعــــدي |
هجرتُ الديارَ وعفتُ الصحابَ |
وهِمْــتُ أفتّـشُ عن مقصـدي |
تركتُ الضــلالَ ورائي ورحْتُ |
بعينيــكِ يا قبلتي أهتـــــــدي |
حيــاتيَ مِنْ قبــلِ أن ألتقيــــكِ |
ضيـــاعٌ كأنــــيَ لمْ أُوجــــدِ |
فأمســــيْ توشّـــح أحزانــه ُ |
ويومي بكى خائفا منْ غدي |
وكمْ من مواعيد مرّتْ سرابا ً |
إلى أنْ أتيـــت بــلا موعــدِ |
تضوعين عطـرا كما الياسمين |
ترشّيــن وجْهي بروْحٍ ندي |
وكـــان البنفســج لِيْ والــدا ً |
وبيـــن أزاهيرهِ مولـــــدي |
سليمــانُ أنصــت مستبشــرا ً |
لهـــدْهدهِ وهْـــــوَ في المعبدِ |
تأمّــــل خيْــرا وأمّـــا أنـــا |
على كتفي قــدْ بكى هدهدي |
لمــــاذا تخــافين يــا حلْــوتي |
لمـــــاذا عيـــونكِ لمْ ترْقــدِ |
أشك ! وأشواقنـــا تغتلــــي |
ونارُ الهوى بّعْــدُ لمْ تخمــدِ |
أشكٌّ ! وقصتنــــا أصبحـــتْ |
لحــــونا بقيثـــارة المُنْشـدِ |
وتلك النجـومُ التي في السماءِ |
تحـــدّثُ عنْ حبّنـــا الأوحدِ |
هوانــا تُجَــنُّ لـــهُ الأمسيــاتُ |
وحتّــى الطيــورُ بــهِ تقتدي |
ألا تذكـــرين اللقــاءَ الأخيــرَ |
ومــا قلْت في ذلك َالمـوعدِ |
أحبّـــك منــذُ زمــانٍ بعيدٍ |
وأعــرفُ أنَــك لي سيّــدي |
ومــا كنت جــارية إنّــما |
سطعْــــت بقلبــي كالفرقدِ |
أريــد البكاءَ على كتــف ٍ |
هيَ الأمنُ والدفءُ في مرقدي |
وحين نظرت إليّ شعرت |
بلطــفٍ شبيــه النسيم النــدي |
بكيتُ...بكيتُ تمنّــيـتُ لـــوْ |
رجعــتُ هبـــاءً ولمْ أولــــــدِ |
|
سميـرة روحي الا تبصـرين َ |
بأن النجـوم غفــتْ في يدي |
وحولــــي زهْـــرٌ غريبُ الشذى |
وأغنيــــةٌ بعْــدُ لـمْ تُنْشــــــد |
وفوقــي للعشْقِ وحْـــيٌ تجلّـى |
ضيـاء من العالـمِ السرْمدي |
لقـــدْ سجــد العاشقونَ جميعا ً |
فآن الأوانُ بـأنْ تسجـــــدي |