نجيُّكِ يخشى مِن جفاكِ تَعَلُّقا
|
ومن زعلٍ بالزيزفون يخاطرُ
|
يفتشُ عن صوت السهارى مُحَلَِّقا
|
كأنْ فرحةُ الماضين حزنٌ مُعاصِرُ!
|
يقول: حنانيك ممّا بدا ليْ
|
فأمسى يقلِّبُ حالاً بحالِ
|
|
|
وساحلَها عانقتُ إذْ كان مُغرِِقا
|
وكافورُها عند التنشِّق كافرُ!
|
ويمضي إليها الآن عمري تشوُّقا
|
كأشرعةٍ شُدَّتْ إليها مجامرُ!
|
أعاهدُها قُبلةً في الظلامِ
|
يفيقُ عليها هديلُ الحمامِ
|
ويمكثُ في الصحو حتى تنامي
|
|
غديرٌ طليقُ الخطو أفقاً تسلَّقا
|
يسائلهُ الناسُ السكون وما دروا
|
قُبَيلَ لُحَيظاتٍ دراها تَحَقُّقا
|
أَسرَّةُ بعضِ العاشقين غدائرُ!
|
مُنَىً راقصاتٌ لمَعْنَ اقترابا
|
|
هو الثلجُ يا رائباً كيف رابا
|
أما عشتَ قبل المشيب شبابا!؟
|
تبعثرتُ في محراب عشقك كاللُّقى
|
فما لكِ أبهرتِ الذي هو باهرُ؟
|
شتاءٌ بأنوار الصواعق أغدقا
|
على الشوق إذْ دوّى وعزَّ مُناصِرُ!
|
يحدِّثني الرمشُ إذْ تخجلُ
|
|
|
فكيف إذا هَجْرُنا يُقْبِلُ!؟
|
لكَ النورُ يا قلباً أحبَّ وأورَقا
|
فحريةٌ في الحب طيرٌ مُهاجِرُ
|
طرائقُ نحو المجدِ ليست تَصَدُّقا
|
ملوكٌ تهاووا دونها وقياصرُ!
|
تطلُّ قليلاً كما حُمَّرهْ
|
|
ولو كان قمحاً لكي تبذرَهْ
|
لغطّى المواسمَ ... فالمعذرهْ!
|
وبغدادُ في برلينَ أعذبُ مَشرِقا
|
إليَّ وعندي من شذاها مناظرُ
|
وطيفٌ سقى روحي رحيقاً مُعَتَّقا
|
هي الروح فوق الكائناتِ مَجاهِرُ
|
|
|
|
|
تَهاربَ من كفيْ مَراحاً وصفَّقا
|
فلا هو مأمورٌ ولا هو آمرُ
|
وحطَّ على أحجارِ حقلٍ لتنطقا
|
وقد تَنطقُ الأحجارُ والصوتُ آسرُ!
|