إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
هيروشيما |
أقرأ في عينيكِ جرحا ً غائرّ الجذورْ |
أقرأهُ رغم الذي تعكسه ُ عيناك ِ من سرورْ |
أقرأ فيه ِ محنة َ الإنسان ِ من بداية ِ العصورْ |
حين َ يحسُّ نفسه ُ يدورْ |
في فلك ٍ مسعورْ |
يعجّ ُ بالوحوش ِ والعقبان ِ والنسورْ |
أيّتها الحمامة |
كيف َ عبرت ِ تلكم ُ القيامة |
كيف َ انبعثت ِ منْ جديدْ |
كيف َ استعدت ِ وجهكِ الفقيدْ |
وأنت ِ أكوامٌ من الرمادْ |
في وسط ِ الجحيمْ |
كيف َ وصلت ِ لحظة َ الميلادْ |
كيف َ اختصرت ِ رحلة َ الأبعادْ |
أكادُ لا أصدّقُ النظرْ |
أنتِ هنا أميرةٌ |
يحسدكِ البشرْ |
ايتها المدينةُ الشمّاءْ |
يا صورةَ الصمودِ والإباءْ |
بالأمس ِ قدْ أرادت الأخيلةُ السوداءْ |
دفنك ِ في مقبرةِ الفناءْ |
لكنْ أردتِ العيش َ والبقاءْ |
فعشت ِ رغم َ النار ِ والعواصف المدمّرة |
وانتحر َ الموتُ على أبوابك ِ المستعرة |
كوبي |
مثل سماواتك هذا القلبْ |
صاف ٍ كما أوجده ُ الربْ |
غذاؤه ُ في الغربة ِ الحبْ |
يحترقُ الليل َ مع النهارْ |
يغيب ُ في غياهبِ الأسفارْ |
يعودُ في نداوةِ الفجر ِ الى شواطئ الأنهارْ |
أيتها المدينة ُ المعطارْ |
ألمحُ أكوانا ً من الأسرارْ |
تسكن ُ في عينيك يا أميرة َ البحارْ |
سيّدتي يا لوحة ً جادتْ بها الأقدارْ |
ماذا عسى تنقله ُ الأشعارْ |
عنك ِ وفيك ِ ما يُحيّرُ الأفكارْ |
نزلت ُ فيك ِ والهوى يُضرم ُ فيَّ النارْ |
حيثُ ندى الأسحارْ |
يقطرُ من جدائل ِ الأشجار |
وددتُ لو أنّي هنا أموتْ |
بين َ الندى والضوء ِ والتوتْ |
القنافذ |
الوهج ُ البرّاقُ في مدينة ِ الأقزامْ |
يهمي من النوافذْ |
تحملهُ القنافذْ |
ترشّه ُ في أعين النظارة |
فيصبح ُ الديك ُ هو َ الحمارْ |
ويخرج ُ النجم ُ من المدارْ |
تغيّرت عوالمُ الأشياء |
وغصّت الأرضون َ بالغوغاءْ |
وأنت َ منبوذ ٌ مع العراء ِ يا مسيحْ |
يصفعك َ اللوطيّ ُ والقوّادْ |
تُحرم ُ حتّى لقمة َ الزادْ |
تسيح ُ في الدروبْ |
تلتهمُ التراب َ والرمادْ |
وفي الحقول ِ تعبث ُ الكلابْ |
ويشبعُ الجرادْ |
وأنت َ من دهر ٍ مضى تصيحْ |
لا شئ َ يا مسيحْ |
لا شئ َ في الآفاق ِ غير ُ الريحْ |