عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > فلسطين > فيصل سليم التلاوي > يا وَحشَةَ الدرب

فلسطين

مشاهدة
1922

إعجاب
6

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا وَحشَةَ الدرب

ألقِ الرحالَ وخَلِّ الدمعَ رقراقا
يَمحُ الذي ذُقتَهُ هَولاً وإرهاقا
ياوحشةَ الدرب قد حُفَّت جوانبهُ
بكل ما حَسِبتهُ النفسُ ترياقا
حتى تبدى لها سُمًّا تَغَصُّ به
يا قُبحَ ساقيهِ والكأس الذي ساقى
من بعد سبعين قد شارفتَ جانبها
ماذا تُرَجِّي وقد طوَّفتَ آفاقا
وخُضتَ في لُجَّةً عمياءَ مظلمةٍ
ما لاح فيها على مَرآكَ إشراقا
ما إن يوافيكَ نجمٌ وسطَ داجيةٍ
تهفو إلى ومضاتِ الضوءِ مُشتاقا
حتى يُمَرِّغَهُ عتمٌ، وتوسِعَهُ
من كل جَنْباتِها الظلماءُ إطباقا
يا خيبةَ الأملِ المَرجُوِّ طلعَتُهُ
ونحن مَن أنفق الأعمار إنفاقا
تلكَ الأماني التي كانت تُراودنا
فاستوطنَت مُهَجًا منا وأحداقا
يا لهفَ نفسيَ كم تاقت إلى حُلُمٍ
وكم تَمَوِّجَ هذا الصدرُ دَفّاقا
في صَبوةٍ يوم كُنا حالمينَ بآ
مالٍ نميلُ لها هامًا وأعناقا
ومطمحٍ أن نرى للعُربِ وحدتهمْ
وأن نرى علمًا بالعزِّ خَفاقا
شِخنا وشاخت أمانٍ خُلّبٌ ومَضَت
في دربها، وطريحُ الوهمِ قد فاقا
ما نالنا صَيِّبٌ مما نُؤمِلُهُ
والكون يَزخَرُ إرعادًا وإبراقا
ضاع الذي كان من حلمٍ ومن أملٍ
وبُدِّلَ الأملُ الموعودُ إخفاقا
ومُزقت شرَّ تمزيقٍ مواطننا
كأنما خِرَقًا كانت وأوراقا
وأهلها شُرِدوا، هاموا بِحَيرتِهمْ
باتوا على طُرقاتِ الأرض طُرَّاقا
بكل أرضٍ تراهم واقفين على
باب اللئامِ فلا يَلقون إشفاقا
لهفي على أهل سوريا وجيرتها
والموت يوسعهم حرقًا وإغراقا
بالأمس كانوا ملوكا في ديارهمُ
وأكثر الناس إكرامًا وإغداقا
كانوا ملاذًا لمن يهفو لجيرتهم
يَنسى الذي عندهم من قبلُ ما لاقى
سلوا فلسطينَ تُنبي وهي صادقةٌ
بأن صًدر الشآمِ الرحب ما ضاقا
سلوا العراقَ بَنيهِ حين عثرَتِهِمْ
هل كانت الشامُ إلا الحضنَ تواقا
واسأل بلبنانَ عن شامٍ وجيرتها
تجبك فيروزُ إعزازًا وإحقاقا
شآمُ أهلوكِ أحبابي وموعدنا
في قاسيون نُساقي الكأسَ عُشاقا
حتى إذا مازجت انفاسنا بردى
تقافزَ النهرُ نشوانًا وصفّاقا
وازّينت مَرجةٌ تزهو كعادتها
بالغارِ قد كُللت تاجًا وأطواقا
ومادت الغوطةُ الحسناءُ من وَلَهٍ
ووجهها المُشرقُ الفتّانُ قد راقا
يا شامُ يا ابنةَ حرمونٍ ومهجتهُ
بالشهدِ من بردى يسقيكِ رقراقا
كأنما الكوثرُ الموعودُ طاف بها
والفيجة انبجست دفقًا وإهراقا
أرواحنا لو غَلَت نفدي الشآم بها
وليس نُخلِفُهُ عهدًا وميثاقا
كانت دمشقُ وتبقى حصنَ أمتنا
تهفو القلوبُ لها وجدًا وأشواقا
فيصل سليم التلاوي

11/12/2015
التعديل بواسطة: فيصل سليم التلاوي
الإضافة: السبت 2015/12/12 02:35:41 صباحاً
التعديل: الأحد 2015/12/20 12:45:43 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com