إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
في اللَّيلِ |
لا جبلٌ يصولُ إذا مَشَوْا |
لا غيمةٌ تَدنو |
لِتَنفُثَ رعبَها الثَّلجِيَّ |
عبرَ المُرتَقَى |
كانوا هُنالِكَ |
تشردُ الأحلامُ في خُطُواتِهِمْ |
تَتَعذَّبُ الأوتارُ |
في لَحنٍ يكفٍّنُ صولةَ الْماضي |
يفتِّحُ لاصطخابِ المَوْجِ |
أقبِية السكينَه |
كانتْ عناقيدُ الَّهيبِ |
إذا ارتمتْ فوقَ الجْبالِ |
أَلُمُّها في الحيِّ |
أمسحُ جبهَتي منْها |
أحسُّ تمرُّدَ الأمواتِ فيها |
نكهةَ البعثِ |
التئامَ الجرحِ |
في الغُصَصِ الدفينهْ |
كانوا إذا ناءَتْ جِرَاحُهمُ |
تحلِّقُ كاسراتُ الطّير |
فوقَ وُجُهِهِمْ |
لا تغمسُ المِنقَارَ في عينٍ |
ولا تسعَى بِمِخلَبِ كاسرٍ |
يَمْتَصُّ مْن شفَقِ |
تجمَّد في شقوقِ الصّدرِ |
كانتْ ربما مَسَحتْ بجانِحِها |
بقايا الحُلْمِ في نَظراتِهِمْ |
أَوْ لَوَّنتْ مْمَّا يَحوكُ الفجرُ |
حزنَ دُموعِهِمْ |
كانوا إذا ماتوا |
تَشِعُّ مَواقِدُ الزَّيتونِ |
في القِمَمِ الحصينهْ |
أنا بالثَّورةِ عانَقْتُ السّضماءْ |
أنا نَبعُ اللهِ |
في قَلْبِي ارْتوَى |
ذَوَّبتُ نهرَ الدَّمِ |
في قطرةِ ماءْ |
أنا لَمْ أضحكْ |
ولكنَّ الذي استَغْوى أساريري |
انتِصاراتي علَى الْموتِ |
امْتِدادي في مهَبِّ الرِّيحِ |
تَفْجيري الأسَى |
في سَطوةِ الدّهرِ الَّعينَهْ |
أنا من أسلَمَ للخًلْدِ يَقينهْ |
حِينَ عادوا كَحَّل الصَّمتُ جفونَهْ |
مَدَّ للفجر يداً |
أَرخَى جُنونَ الضَّوءِ |
في لَيلْ المَدينهْ |
وأفاق الغَجَرُ المصلوبُ |
والخمرُ اسْتباحتْ خُلوةَ الصَّفصافِ بالشَّمسِ |
ارتَمتْ نهراً عقيقيّاً |
وباتَتْ دارُنا تكبرُ |
وامتدتْ مِنَ الفرحةِ غاباتٌ |
وسالَ النَّجمُ في الرملِ |
فلَو فَجّرتَ أحزانَ اليتامَى |
في جناحِ اللَّيلِ لاخْضلتْ يَنابيعُ |
وفاضَ اللَّحنُ في الكأسِ الحزينهْ |
كذبتِ يا رُؤِيا |
طريقُ الصَّمتِ لا تُفضِي |
لِغيرِ المَقبرهْ |
رأيتُهم مَرُّوا بلا عمائِمٍ |
تَفَرّقوا عبرَ الدُّروبِ |
أطفأُوا سُيوفَهُمْ |
تَفَرّدوا على ظُهورِ الخَيلِ |
صاروا كالضَّبابِ الجُونِ |
قيلَ أبيضٌ كالقُطنِ |
قيل أسودٌ كالْموتِ |
قيلَ أفْرختْ حرباءُ |
في وُجوهِهِمْ |
وقيلَ باضتْ |
قُبَّرهْ |
عتمة الأدغالِ في الغاباتِ |
تَدري أيُّهُمْ عادَ |
وتَدْري |
كيفَ فاضَ الماءُ في التَّنُّورِ |
حتَّى نغلتْ بالدُّودِ |
عينُ الشَّمسِ |
حتَّى أورقَ الانجيلُ |
في عينِ الخطيئَهْ |
عادَ مِنهم جسدٌ لا يَرْوتَوي، |
حماءةُ طينٍ، |
شبقٌ، |
عادوا |
وفي ألسنِهِمْ من ذَنبِ الضََّبِّ |
حبالٌ |
أبداً ما نَفَذت عيني |
لِما خلف البُطونِ الصفْرِ |
ما خلف الأساريرِ |
القَميئَهْ |
أبداً بيني وبينَ الشَّمعِ |
في نَشْوتِهِمْ |
عُمقُ البِحارِ السُّودِ، |
يا قلباً رَمَى المِرساةَ |
لِلرِّيحِ الجَريئَهْ |
قِفْ على مَوتاكَ |
وادفِنْ سَوْرةَ الثّلجِ |
بعينَيكَ، |
حُطامٌ حُلمكَ المُشْعلُ |
من رُؤيا |
بَريئَهْ |