إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لِماذا تدورُ الحُروفُ التي تَلفُظُ اسْمكِ |
في قَبضةِ الرِّيحِ |
قُبَّعةً |
حينَ أذكرُ أحبابَ قلبِيَ |
أنثرُ أسماءَهُمْ |
وَاحداً |
واحداً |
حينَ أذكرُ أحبابَ قَلبِيَ |
هَلْ أنتِ سائحةٌ |
يَستَبي الرَّملُ أحلامَكِ الْبَارِيسيةَ، |
ها أنا ذا أُمسكُ الرِّيحَ |
أَنسجُ من صدإِ الْقَيدِ رايَهْ |
ومِن صدإِ الْقَيدِ |
مَقْبرةً للحروفِ |
ومِحبرةً للسُّيوفِ |
وقَثارةً لِلشَّجنْ |
وَأنتِ، على شِرعةِ الصَّمتِ، |
مَمْدوةٌ |
بينَ قَيدي وبيني |
وبينَ حدودِ الْوطَنْ |
أُسامرُ فيكِ رِياحَ الأحبهْ |
أُسامرُ أمطارهُمْ |
في المنافي |
وأشلاءَهُمْ في بُطون الْفَيافي |
وأنتِ على شِرعةِ الصَّمتِ: |
أغمضتُ عَينيكِ |
قَبل الصَّلاةِ |
وقبلَ مُباشرةِ الدَّفنِ |
ثم الْتَقَيْنا على حافةِ النَّهرِ: |
وَجهُكِ لافتةٌ في الشَّوارِعِ |
صَوتكِ كانَ الإشارةَ، |
واجهتُ ثانيةً مصرعي |
كان بيْني وبينَ رماةِ الطَّوارِقِ |
صمتُكِ |
حينَ اكْتشفتُكِ خَمَّارةً |
فاستدار بِيَ الكأسُ |
أبحرتُ |
أبحرتُ |
حتى افْتَقدتُكِ |
كان القِطارُ يُفتِّتُ وجهِيَ |
يرسمُ في كل شِقٍّ |
هُويّهْ |
تَساءَلتُ: |
هل أنتِ عاشِقتي |
لِمَ لَمْ تَزرعِينيَ في رَحم الأبديةِ |
أو تزرعينيَ بينَ التَّرائِبِ |
والصُّلبِ |
ظَلَّت عيونُكِ شاخِصةً |
كنتِ حبلَى |
احْتَوتني الزَّنازِنُ |
أَبصرتُ أحبابَ قَلبِيَ |
أبصرتُ أحبابَ قَلبِيَ |
قَتلى |
وها أَقبلَ الصَّيفُ يَطرِقُ بِالشمسؤ والدَّمِ |
أبوابَكِ الْمُقفلَهْ |
وها أَقبلَ الصيفُ |
فانْتَعشتْ في الكُهوفِ الجَنائِزُ |
والْتَحمتْ بالجَنائِزِ أنسجةُ |
الرَّايَةِ الْمُشْعَلَهْ |
فَماذا تقولُ الخناجرُ |
هل سقطَ الرأسُ؟ |
أمْ سقطتْ في الدَّياجِيرِ |
أعمدةُ المِقصلهْ ...؟ |
بُيوتكِ ترحلُ من ذِكرياتي |
أمدُّ سوادَ عيوني جسراً |
وأنتِ على الضَّفَّةِ الأَلفِ |
مُبحرةٌ في السعالِ |
وفي عثراثِ الرِّجالِ |
ومُبحرةٌ |
يَسقطُ النهرُ فيكِ |
وتسقطُ كلُّ البَنادِقِ |
قَتلَى |
وتدخلُ كلُّ الدَّواوين في زَمنِ الصَّمتِ |
والدَّمعةِ الْمالِحهْ |
فَيا أُختَ غرناطةِ الجُوعِ |
شُقّي قميصي |
امْسحيهِ على جبلِ الرِّيفِ |
واستَخلصي من بَقايايَ |
شَيئا |
سِوى الخَمر |
والشَّهوةِ النَّابِحهْ |