إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لمن الخيولُ مطهماتٍ لا تحسُّ ولا تبالي
|
تستسْهل الغور العميق وتستقِلُّ ذُرا الجبالِ
|
لمن المدافع والبنادق والصوارم والعوالي
|
ولمن ترى هذي الجنود تكاد تقذف بالتعالي
|
مشدودة النظرات نحو حدائق العرب العوالي
|
لمن الصليب يسير في عُدَدِ التناحر والقتال
|
سكرانَ يدفعه الترنح لليمين وللشمال
|
كم سره ما يستعينُ به من العدد الثِّقال
|
تمشي وراء لهيبها الآلاف من أُسْدِ الرجال
|
في كل مِقْبَضِ نبلةٍ سُمٌّ يهدِّدُ بالزوال
|
وبكل فوهة مدفع رعدٌ يهدم كلَّ عال
|
قد بيَّتَتْ زُمَرُ الصَّليب الصفرُ غدرا بالهلال
|
حُدَاء خائن |
وعلى ضفاف النهر حيث الخصبُ يَعْبَقُ بالمفاتِنْ
|
كانت زغاريد الظِّبَاءِ تُزَفُّ للمحظوظ شادن
|
وتماوجت قُبَلُ العبير الثَّرِّ تبعث كل ساكن
|
فالنهر يشدو للربيع، وليس في الغدرانِ آسن
|
ومضى شعاعُ البدر يطُرُدُ عبسة الظلم الدَّواكن
|
يالزوارق أصبحتْ تُزْري برائعة السفائن
|
تنداحُ في سطح النَّمير تُزَفُّ للمحظوظ شادن
|
حتى إذا ختمَ المحافلَ مسكُ تكبيرِ المآذن
|
كان الصليب يسيرُ بالموت الزُّؤام إلى المخازن
|
وإذا سيوف الغَدْرِ تَفْصِلُ رَأْسَ آمنةٍ وآمنء
|
فتضرجت بِدِمائِها العذراء هاتِيكَ المَساكن
|
وهوتْ أزاهيرُ البراءةِ تحت إعصارِ المداخِن
|
يا للمصيبةِ كان يحدوها إلى الأوطان خائن
|
الواقعة |
وترددت في المغرب الموتور: حيَّ على الكفاحْ
|
فإذا الرجالُ قذيفةٌ في جبهةِ الغدرِ الوقاحْ
|
يتسابقون إلى اعتناق الموت في عزم الرياحْ
|
يا للجبين الأسْمَرِ العربيِّ يقطرُ بالسماحْ
|
قد جلَّلَته موجةٌ منْ غضبةِ الوطنِ المباحْ
|
يا للزنود وقد شددن إلى الرماح
|
لكأنما هيبةُ العزْمِ المبشِّر بالفلاحْ
|
وتتابعَتْ للجوِّ طَلْقاتُ المدافع في اجتياحْ
|
وعلا ضباب القاصفات يعيثُ في النُّورِ المُتاحْ
|
فإذا ظلام الموتِ يبسُطُ ظلَّهُ فوقَ البِطاحْ
|
يا كم شهيد خرَّ يختضنُ الشهادة في جراح
|
قد راح يخطُرُ في دماء الطهر في أبهى وشاح
|
فقضى ومدَّ لسانهُ المعقودَ: حيَّ على الكفاح
|
حتى إذا بزغَتْ سرايا النُّورِ تبتدئُ الصباح
|
وقفت فلول الغدرِ في ذل لتلقي بالسلاح
|
وتفر بالنزع الأخير فأخطأت سبلَ النجاح
|
وإذا مياه النهرِ تَخْنُقُ ما تبقَّى من طِماحْ
|
وإذا غثاءُ السيلِ يجتذبُ الطغاةَ بألفِ راحْ
|
وإذا ترانيم الهلالِ تتيهُ عابقةَ الصُّداحْ
|
تمشي بأزهار السلام إلى مرابعنا الفساحْ
|
آه يا مراكشُ الحمراءُ يا كنزَ البطولةْ
|
أبدا تاريخك اليافِعُ لا يدري كهولةْ
|
مراكش والخيانة |
هو في شرخ الشباب النَّضْر في بدء الرجولةُ
|
إنها قصة في حلبة المجد طويلة
|
نفحة الزنبق فيها كشذى زهر الخميلةْ
|
حسبنا أن نقطفَ اليومَ من الزهر جميلةْ
|
يومَ أن عادت سيوف الله بالنصر صقيلةْ
|
تحمل الفرحةَ والبشر إلى كل قبيلة
|
فرأيت مشهدا لن تُعدمي بعدُ مثيلهْ
|
عندما تنكشف الأستارُ عن كل دخيلةْ
|
فتزُفين إلى النار ضحاياك ذليلةْ
|
مثلما شعبك قبل اليوم قد أشفى غليله
|
بعد أن أوقدَ في محْشُوَةِ التِّبْنِ فتيلةْ
|
آه يا مراكشُ الحمراء يا كنزَ البطولةْ
|
أبدا تاريخكِ اليافعُ لا يدري كهولةْ
|
هو في شرخِ الشباب النَّضْر في بدء الرجولةْ
|
إنها قصة في حلبة المجد طويلة |