عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > المغرب > أحمد المجاطي > من وحي واقعة وادي المخازن

المغرب

مشاهدة
1267

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

من وحي واقعة وادي المخازن

لمن الخيولُ مطهماتٍ لا تحسُّ ولا تبالي
تستسْهل الغور العميق وتستقِلُّ ذُرا الجبالِ
لمن المدافع والبنادق والصوارم والعوالي
ولمن ترى هذي الجنود تكاد تقذف بالتعالي
مشدودة النظرات نحو حدائق العرب العوالي
لمن الصليب يسير في عُدَدِ التناحر والقتال
سكرانَ يدفعه الترنح لليمين وللشمال
كم سره ما يستعينُ به من العدد الثِّقال
تمشي وراء لهيبها الآلاف من أُسْدِ الرجال
في كل مِقْبَضِ نبلةٍ سُمٌّ يهدِّدُ بالزوال
وبكل فوهة مدفع رعدٌ يهدم كلَّ عال
قد بيَّتَتْ زُمَرُ الصَّليب الصفرُ غدرا بالهلال
حُدَاء خائن
وعلى ضفاف النهر حيث الخصبُ يَعْبَقُ بالمفاتِنْ
كانت زغاريد الظِّبَاءِ تُزَفُّ للمحظوظ شادن
وتماوجت قُبَلُ العبير الثَّرِّ تبعث كل ساكن
فالنهر يشدو للربيع، وليس في الغدرانِ آسن
ومضى شعاعُ البدر يطُرُدُ عبسة الظلم الدَّواكن
يالزوارق أصبحتْ تُزْري برائعة السفائن
تنداحُ في سطح النَّمير تُزَفُّ للمحظوظ شادن
حتى إذا ختمَ المحافلَ مسكُ تكبيرِ المآذن
كان الصليب يسيرُ بالموت الزُّؤام إلى المخازن
وإذا سيوف الغَدْرِ تَفْصِلُ رَأْسَ آمنةٍ وآمنء
فتضرجت بِدِمائِها العذراء هاتِيكَ المَساكن
وهوتْ أزاهيرُ البراءةِ تحت إعصارِ المداخِن
يا للمصيبةِ كان يحدوها إلى الأوطان خائن
الواقعة
وترددت في المغرب الموتور: حيَّ على الكفاحْ
فإذا الرجالُ قذيفةٌ في جبهةِ الغدرِ الوقاحْ
يتسابقون إلى اعتناق الموت في عزم الرياحْ
يا للجبين الأسْمَرِ العربيِّ يقطرُ بالسماحْ
قد جلَّلَته موجةٌ منْ غضبةِ الوطنِ المباحْ
يا للزنود وقد شددن إلى الرماح
لكأنما هيبةُ العزْمِ المبشِّر بالفلاحْ
وتتابعَتْ للجوِّ طَلْقاتُ المدافع في اجتياحْ
وعلا ضباب القاصفات يعيثُ في النُّورِ المُتاحْ
فإذا ظلام الموتِ يبسُطُ ظلَّهُ فوقَ البِطاحْ
يا كم شهيد خرَّ يختضنُ الشهادة في جراح
قد راح يخطُرُ في دماء الطهر في أبهى وشاح
فقضى ومدَّ لسانهُ المعقودَ: حيَّ على الكفاح
حتى إذا بزغَتْ سرايا النُّورِ تبتدئُ الصباح
وقفت فلول الغدرِ في ذل لتلقي بالسلاح
وتفر بالنزع الأخير فأخطأت سبلَ النجاح
وإذا مياه النهرِ تَخْنُقُ ما تبقَّى من طِماحْ
وإذا غثاءُ السيلِ يجتذبُ الطغاةَ بألفِ راحْ
وإذا ترانيم الهلالِ تتيهُ عابقةَ الصُّداحْ
تمشي بأزهار السلام إلى مرابعنا الفساحْ
آه يا مراكشُ الحمراءُ يا كنزَ البطولةْ
أبدا تاريخك اليافِعُ لا يدري كهولةْ
مراكش والخيانة
هو في شرخ الشباب النَّضْر في بدء الرجولةُ
إنها قصة في حلبة المجد طويلة
نفحة الزنبق فيها كشذى زهر الخميلةْ
حسبنا أن نقطفَ اليومَ من الزهر جميلةْ
يومَ أن عادت سيوف الله بالنصر صقيلةْ
تحمل الفرحةَ والبشر إلى كل قبيلة
فرأيت مشهدا لن تُعدمي بعدُ مثيلهْ
عندما تنكشف الأستارُ عن كل دخيلةْ
فتزُفين إلى النار ضحاياك ذليلةْ
مثلما شعبك قبل اليوم قد أشفى غليله
بعد أن أوقدَ في محْشُوَةِ التِّبْنِ فتيلةْ
آه يا مراكشُ الحمراء يا كنزَ البطولةْ
أبدا تاريخكِ اليافعُ لا يدري كهولةْ
هو في شرخِ الشباب النَّضْر في بدء الرجولةْ
إنها قصة في حلبة المجد طويلة
أحمد المجاطي
بواسطة: المصطفى رجوان
التعديل بواسطة: المصطفى رجوان
الإضافة: الأربعاء 2015/12/16 06:01:09 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2015/12/16 07:06:39 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com