عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > العراق > محمد مهدي الجواهري > جربيني!..

العراق

مشاهدة
3346

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جربيني!..

جرّبيني منْ قبلِ انْ تزدَريني
وإذا ما ذممتِني فاهجرِيِني
ويَقيناً ستندمينَ على أنَّكِ
من قبلُ كنتِ لمْ تعرفيني
لا تقيسي على ملامحِ وجهي
وتقاطيعِه جميعَ شؤوني
أنا لي في الحياةِ طبعٌ رقيقٌ
يتنافى ولونَ وجهي الحزين
قبلكِ اغترَّ معشرٌ قرأوني
من جبينٍ مكَّللٍ بالغُصونٍ
وفريقٌ من وجنتينِ شَحوبين
وقدْ فاتتِ الجميعَ عُيوني
إقرأيني منها ففيها مطاوي النفسِ
طُراً وكلُّ سرٍّ دَفين
فيهما رغبةٌ تفيضُ . وإخلاصٌ
وشكٌّ مخامرٌ لليقين
فيهما شهوةٌ تثورُ . وعقلٌ
خاذِلي تارةً وطوراً مُعيني
فيهما دافعُ الغريزةِ يُغريني
وعدوى وراثةٍ تَزويني
أنا ضدُّ الجمهور في العيشِ
والتفكيرِ طُرّاً . وضدُّه في الدِّين
كلُّ ما في الحياةِ من مُتَع العيشِ
ومن لذَّةٍ بها يزدهيني
التقاليدُ والمداجاةُ في الناسِ
عدوٌّ لكلِّ حُرٍّ فطين
أنجِديني: في عالمٍ تَنهشُ الذُئبانُ
لحمي فيه .. ولا تُسلِميني
وأنا ابن العشرين مَنْ مرجِعٌ لي
إنْ تقضَّتْ لذاذةَ العشرين
إبسِمي لي تَبسِمْ حياتي، وإنْ كانتْ
حياةً مليئةً بالشُّجون
أنصِيفيني تُكفِّري عن ذُنوبِ
الناسِ طُرّاً فإنهمْ ظلموني
إعطِفي ساعةً على شاعرٍ حر
رقيقٍ يعيشُ عيشَ السجين
أخذتني الهمومُ إلّا قليلاً
أدركيني ومن يديها خذيني
ساعةً ثم أنطوى عنكِ محمولاً
بكُرهٍ لظُلمةٍ وسكون
حيث لا رونقُ الصباح يُحييِّني
ولا الفجرُ باسماً يُغريني
حيثُ لا دجلةٌ تلاعبُ جنبيها
ظِلالُ النخيلِ والزيِّتون
حيثُ صَحبي لا يملكونَ مُواساتي
بشيءٍ إلّا بأنْ يبكوني
مَتِّعيني قبلَ المماتِ فما يُدريكِ
ما بعدَه وما يُدريني
وَهبي أنَّ بعدَ يوميَ يوماً
يقتضيني مُخلِّفاتِ الدُّيون
فمَنِ الضامنونَ أنَّكِ في الحشرِ
إذا ما طلَبتِني تجديني
فستُغرينَ بالمحاسنِ رُضواناً
فيُلقيكِ بين حُورٍ وعِين
وأنا في جهنَّمٍ معَ أشياخٍ
غواةٍ بِغيَّهمْ غمروني
أحرَجتني طبيعتي وبآرائِهم
ازدَدْتُ بَلةً في الطين
بالشفيعِ العُريان استملكي خيرَ
مكانٍ . وأنتِ خيرُ مكين
ودعيني مُستعرضاً في جحيمي
كلَّ وجهٍ مُذمَّمٍ ملعون
وستُشجينَ إذ ترينَ معَ البُزلِ
القناعيسِ حيرةَ ابن اللبون
عن يساري أعمى المعرَّةِ والشيخُ
الزهاويُّ مقعداً عن يميني
إئذَني لي أنزِلْ خفيفاً على صدركِ
عذْباً كقطرةٍ من مَعين
وافتحي لي الحديثَ تستملحي خفَّةَ
رُوحي وتستطيبي مُجوني
تعرِفي أنني ظريفٌ جديرٌ
فوقَ هذي النهود أنْ ترفعني
مؤنِسٌ كابتسامةٍ حولَ ثغريكِ
جذوبٌ كسحرٍ تلكَ العيون
إسمحي لي بقُبلةٍ تملِكيني
ودعي لي الخَيارَ في التعيين
قرِّبيني من اللذاذةِ ألمَسْها
أريني بداعةَ التكوين
إنزليني إلى الحضيضِ إذا ما شئتِ
أو فوقَ ربوةٍ فضعيني
كلُّ مافي الوجودِ من عقباتٍ
عن وصولي إليكِ لا يَثنيني
إحمليني كالطفلِ بين ذِراعيكِ
احتضاناً ومثلَه دَّلليني
وإذا ما سُئلتِ عني فقولي
ليسَ بِدعاً إغاثةُ المسكين
لستُ أُمّاً لكنْ بأمثالِ هذا
شاءتِ الأُمهات أنْ تبتليني
أشتهي أنْ أراكِ يوماً على ما
ينبغي مَن تكشُّفٍ للمصُون
غيرَ أني أرجو إذا ازدهتِ النفسُ
وفاضَ الغرامُ أنْ تعذُريني
اِلطمِيني إذا مَجُنتُ فعمداً
أتحرَّى المجونَ كي تَلْطمِيني
وإذا ما يدي استطالتْ فمِنْ شَعركِ
لُطفاً بخُصلةٍ قيِّديني
ما أشدَّ احتياجةِ الشاعر الحسَّاسِ
يوماً لساعةٍ مِن جنون
محمد مهدي الجواهري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأحد 2015/12/27 03:44:54 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com