عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > انتصار الجزائر

مصر

مشاهدة
852

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

انتصار الجزائر

قمْ، نادِ: حيَّ على الفلاحْ
الفجرُ فجرُ السلم لاحْ
ولكلِّ غاشيةٍ مدىً
ولكلِّ داجيةٍ صباح
كفَّ المجاهدُ في الجزا
ئر عن مواصلةِ الكفاح
ألقى السلاحَ، ولم تزل
يَدُهُ تشدُّ على السلاح
وإلى الدماء بكفِّهِ
تتعطش البيضُ الصِّفاح
جندُ الصليبيِّين في
أوراس هادنَهم صلاح
إن يصدقوا فالسّلم، أَو
فالسَّيف إن كذَبَتْ سجاح
حقٌّ إلى أربابهِ
ردَّتْه أطرافُ الرِّماح
ما سلَّم العادِي بهِ
عن طيبِ نفسٍ أو سَمَاح
كفلَتْ لهم عَزَماتُهم
لا مجلسُ الأمنِ النجاح
دقُّوا عليه بابهُ
وبوجههِ عنهم أشاح
لم يُجْدِهمْ عَرْض اقترا
ح، أو مناقشةُ اقتراح
ما للحقوقِ بغيرِ نا
رِ الحرب نورٌ واتّضاح
لما رأَوْا صمَمَ الدُّعا
ةِ إلى السلام عن الصياح
هبُّوا يصدُّون الدَّخي
لَ عن العرين المُسْتَباحَ
بعزائمٍ يَقْدَحْن ني
رانًا إذا نَبَتَ القداح
من كل أعزلَ؛ نارُهُ
وحديدُه: الحقُّ الصُّرَاح
إيمانُهُ نفَّاثةٌ
تطوي الفضاءِ بلا جناح
وثباتُهُ جيشٌ تمو
ج به الرَّوابِي والبِطاح
إن خاض نارَ الحرب فهْ
وَ أَهَبُّ من هُوجِ الرياح
العار يخشاه ولا
يخشى على الرُّوح الرَّوَاح
عربٌ يَزينهمُ السما
حُ، وبالكرامة هم شِحَاح
يردون حوض الموت، أو
يحيوا بأعراض صحاح
وكأَن طعم الموت في
أفواههم شهد وراح
كم من غزالٍ في الجزا
ئر علَّم الكبشَ النطاح
بيضٌ، لها بالبيضِ والسُّم
رِ: انتطاقٌ، واتِّشاح
تستقبل الموتَ الزُّؤا
مَ بأوجه غُرٍّ صِباح
لكِ، يا جميلةُ، سِيرةٌ
مثلُ الزهور لها نُفاح
أنا لستُ أدري: من زئي
رٍ كان صوتُكِ أم صُداح؟
حَسْبُ الفرنسيِّين أن
يَخْشَوْا مُسَاوَرةَ المِلاح
ألبَسْتِهم عارًا، وبع
ضُ العارِ لا يَمْحُوه ماح
قابلتِ حكمهمو علي
كِ بكلِّ بشرٍ وارتياح
السِنُّ تضحك، والمحيّ
ا مشرقٌ، والوجه ضاح
حتى إذا الجلاَّدُ نا
دى: يا جميلةُ، لا براح
أشْعلتِها نارًا علي
هِ؛ فاسترحْتِ، وما استراح!
ما كان حكمهمو علي
كِ سوى وسام أو وُشاح
ومن المحاكم ما يشا
بُ الجدُّ فيهِ بالمُزاح
بالعدل تهتف وهْوَ من
أحكامها دامي الجراح
أيْن الذين على العَدا
لةِ يُكثِرون من النّواح؟
هل للألى نصحوا بتح
قيق المساواة انتصاح؟
وما بالُهم لم يوحِ غي
رهمو بالاستبداد وَاح؟
قوم دَعَاوَاهمُ عِرَا
ضٌ حين تَذْرَعُها فِساح
فَضَحتْ معاملةُ الجزا
ئر دَجَلهم أيَّ افتضاح
قالوا: العدالة بنتُ ما
ءِ السِّينِ، قلنا: من سفاح
أئذا غزا النازي فرن
سَا لا تكفُّ عن النّباح؟!
لكنَّ مَنْ يغزو الجزا
ئرَ ما عليه من جُناح
حيِّ ابنَ بِلاَّ، وَاتْلُ في
أُذْنَيْه سورةَ الانشراح
وقل السلامَ على جوا
دٍ لا يلينُ له جماح
لك من قَريضي باقةٌ
لا من عَمارٍ، أو أقاح
أنا لا أخَصُّك دون قو
مكَ، يا ابْنَ بِلاَّ، بامتداح
سِفْرُ الجهاد همو، وإن
شابَتْه صفْحة الافتتاح
إن قيَّدوك فقد أُصِي
بوا بعد قيدكَ بالكُساح
ما كان سجنُك إذْ نزلْ
تَ به سوى غُرَف وَساح
فكأَنَّ سَاجنَكَ السجي
نُ، وأنتَ منطلقُ السَّراح
ثمن العلا والمجد ما
قدَّمتموه من أضَاح
ما سال من دمكم لهُ
عَرْفٌ كعَرفٍ المسْكِ فاح
من كل جُرحِ سائلٍ
تمتدُّ أَلسِنةٌ فصاح
اجْتَحْتُم المتهجمي
ن على الحِمَى أيَّ اجتياح
وسقَيْتُموهم دمْعَهم
بدلاً من الماء القَراح
للعُربْ أجمعَ قد تحقَّ
ق ذلك النصرُ المتاح
وطن العروبة ليس لل
راعين بالكلأِ المباح
صونوا مكاسبَكم وما
حققتموه من الرباح
السلم ناحِيَةٌ، وقد
بقيتْ أمامكمو نواح
لا يستخفَّكم المِرَا
ح؛ فربما قتل المِرَاح
إني أعيذُ صفوفَكم
من كلِّ خُلْفٍ أو تلاح
والحقد فاطَّرِحوه، ما
للحِقْد إلا الأطِّراح
والله، ما يُرْجَى لقو
مٍ بينهم إِحَنٌ صلاح
الشرق أغفى حِقْبَةً
واليوم جَفْنُ الشرق صاح
صوت الشعوب مدوِّيًا
بكِيان الاستعمار طاح
ما عاد هذا المسخُ يُزْ
عجُنا بطلْعَتِه الوَقاح
بعدالة ألقى عصا
ه فوق عاتقه وراح
محمود غنيم

قالها الشاعر بمناسبة انتصار ثورة الجزائر على فرنسا، ونيل الجزائريين استقلالهم.
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2016/01/06 05:44:52 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com