عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > في مهرجان الجزائر

مصر

مشاهدة
919

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في مهرجان الجزائر

زار البقيعَ، وحجَّ زائرْ
شدَّ الرحالَ إلى الجزائرْ
لبَّيْتُ حين نزلتُها
وأقمتْ للحجِّ الشعائر
ونضَوْتُ أثوابي بها
واعتضتُ عنها بالمآزر
وخلعتُ نعلي فوق تر
بٍ مثلِ تُرب الطُّور طاهر
شدُّ الرِّحالِ إليكمو
للذنبِ عند الله غافر
جبلُ الجزائر أنت، يا
أُوراسُ، أم جبلُ المجازر؟
هل فيك شبرٌ لم يخضَّ
بْهُ دَمٌ جُرح ثائر؟
مَثَلٌ لِعَمْري، أنت، لل
حُرِّيَّة الحمراءِ سائر
يا أُمةَ الشهداء، يا
عِرِّيسةَ الأُسْد الزوائر
الحاملين على العدا
مثلَ السيول أو الأعاصر
الصاعدين على الهضا
ب، الهابطين إلى المغاور
المؤثرين لطعنةٍ
من قاتلٍ عن قيد آسر
المنكرين ذواتِهم
حتى تراهم بالمجاهر
ما مَنْ يجاهد خُفيةً
خلف الستار كمن يجاهر
لم يطمعوا إذا دافعوا
عن أرضهم في أجر آجر
من ذاد عن أوطانه
لينال أجرًا، فهْو تاجر
إن غاب حدُّ سلاحهم
فيقينُهم بالله حاضر
أغناهمو إيمانُهم
عن كلِّ طائرةٍ وطائر
هدُّوا المدافع بالفئو
س، وبالعصيّ، وبالخناجر
ما كان أعزلُهم بوا
هي العزمِ في الهيجاء خسائر
لو لم يجد فأسًا ولا
حجرًا، ولحارب بالأظافر
شبَحُ المنيَّةِ إن أغا
روا، لا يدور لهم بخاطر
لو مات منهم تِسعَةٌ
لم يرهب الإِقدامَ عاشر
إن يركبوا كانوا قَسَا
وِرَ، تَحتها خبلٌ ضوامر
وإذا مشَوْا نَقَبْوا الثرى
نقبًا كأنَّ لهم حوافر
من كل رامٍ حاذق
في الرمي والتَّسديد ماهر
بالرُّوحِ تَسمح نفسه
وبِعِرضْه في بُخْل مَادر
ما مات منهم واحدٌ
برصاصةٍ من كفِّ غادر
إلا انبرى للثأر من
هُ ألفُ ثائرةٍ وثائر
كم زان سيفٌ مِعْصَما
كانت تزيَّنُه الأساور
كم غادةٍ هيفاءَ يش
كُو جيدُها حملَ الجواهر
ما آدها حملُ السلا
ح ولا شَكَتْ ثِقْلَ الذخائر
بالسهدِ، لا بالكُحْل، يو
مَ الزحفِ كحَّلَتِ النواظر
نسجَتْ حَمائلَ سيفها
في الحرب من سُورِ الغدائر
كم ذاتِ جفنٍ فاترٍ
صالت بعزمٍ غيرِ فاتر
كم للجزائر قصة
تُتْلى كما تتلى المزامِر
قام الرُّواةُ ينقلها
فَصَغَا إليها كلُّ سامر
أهلَ الجزائرِ، أنتمو
ملءُ الخواطرِ، والمشاعر
لو صُغْتُ كُلَّ مشاعري
شَكَت المحابِرُ، والدفاتر
أنا لست أسْلُو حُبَّكم
«غيري على السُّلوان قادر»
أنتم لطُلاَّب الحقو
قِ إذا همو ضَلَّوا منائر
أنتم لتاريخ الشعو
بِ إذا هي انتَفْضَتْ مصادر
أنتم أساتذةُ الورى
في حربِ تقريرِ المصاير
جُرْحُ العروبةِ في احتلا
لِ القدسِ عزَّ على الجبائر
عجبي على الذؤبانِ: كي
ف عَدَتْ على الأُسْدِ الكواسر؟!
فسدَ القياسُ؛ وما أصا
بَتْ في حَزِيرانَ المعاير
خَسِرَ القضيةَ صاحبُ ال
فوزِ، المبينِ وفاز خاسر
لو تنطقُ الأفلاكُ، قا
لتْ: تلك نادِرَةُ النوادر
أنا لا أُصدِّق ما أرى
عَقْلِي عن الإِدراكِ قاصر
أنا حائرٌ في سِرِّ ذَا
لِكَ الاندحار، وألفُ حائر
أمرٌ تطيشُ له العقو
لُ، ومنه تنْفَطِرُ المرائر
قالوا: تُظَاهِرُهُم قوي ال
عدوانِ، قلنا: فَلْتُظَاهر
في شعب «فِتْنَامَ» الأَبِيِّ
المُسْتَمِيتِ لنا بصائر
هل بين مَنْ قهروا الصلي
بيين للصِّهْيَوْنِ قاهر؟
شُذَّاذُ أهلِ الأرضِ في
«حَيْفَا» أذلَّوا كلَّ كابر
وَعَنَا لهم عَرَبٌ عَنَتُ
لهُمُ القَيَاصِرُ، والأكاسر
قالوا: اليهودُ، فقلت: شع
بٌ من قديم العهدِ فاجر
من يومِ أجْلاَه النبيُّ
عن المدينة وهُْوَ صاغر
إن ينسَ ماضيَه مع ال
إسلامِ، فالتاريخُ ذاكر
بَرِئَ الخليلُ وسبْطُه
يعقوبُ من تلك العناصر
حَتَّام، يا قومي، نُفا
خِرُ بالأَوائل إذْ نفاخر؟
أنعيش عالاتٍ على
زمنٍ بعيدٍ العَهْدِ غابر؟
خَلُّوا صلاحَ الدين خَلُّ
وا خالدًا رهْنَ المقابر
كلٌّ علينا ساخِطٌ
في قَبْرِهِ، والكلُّ ساخر
لا تذكروا مجدِ الأوا
ئلِ، واذكروا عمَلَ الأواخر
الصبرُ طال على الهوا
نِ، فهل يُثَابُ عليه صابر؟
صَبْرُ الكريم على المذلَّ
ةِ والأَذى إحدى الكبائر
طال الوقوفُ على القنا
ة، أَمَا لهذا الماء عابر؟
ماذا يفيدُ بغيرِ ضَرْ
ب صارمٌ في كفِّ شاهر؟
شُدُّوا على أعدائكم
أو سَرِّحُوا تلك العساكر
ما العارُ في الخذلانِ، ل
كِنْ في الرضاءِ به المعايِرْ
لا تحذَروا خطرَ الهجو
م؛ فليس يظفرُ مَنْ يحاذرَ
بل قَامِرُوا بمصيركم
فلَرُبَّمَا فاز المُقَامر
فِتيانُ فَتْح وحدهم
في الحظ ليس لهم مؤازر
وكمِيُّهُمْ بين العِدَا
ومكايدِ العملاء حائر
لله دَرٌ فنى العر
وبة: ياسر؛ ورجال ياسر!
لا تطلبوا الإنصافَ مِنْ
قاضٍ بواشنْطونَ جائر
حُكَّام وَاشُنْطُون عن
د الحكمِ ليس لهم ضمائر
لا تَبْسُطوا الأَعذارَ؛ ما
في الناسِ للمغلوبِ عاذر
الناسُ أنصارُ القَوِيِّ
وليس للضعفاء ناصر
لا تُوسِعُوا الأَقدارَ لَوْ
مًا، أو تقولوا: الجَدُّ عَاثِر
شرٌّ صنَعْنَاهُ بأَي
دينا، فما ذنْبُ المقادر؟
حتَّام يَحْتَدم الخلا
فُ، وفيمَ تفترقُ العشائر؟
الجوُّ لا يصفو لنا
إلا إذا صَفَتِ السرائر
والنصرُ طوعُ العُرْبٍ، ما
عَقَدوا على النصر الخناصر
أحسبتُمُ النصرَ المبي
نَ يجيئكُم معَ صُبْحِ باكر؟
في سَلَّة خضراءَ حُفَّ
تْ بالورد، وبالأَزاهر؟
وجنودكم رهنُ الكَرى
بين المخادع، والمقاصر؟
النصر دون سبيلهِ
قبضُ الأكُفِّ على المجامر
النصرُ دون بلوغهِ
عَرَقٌ كموج البحرِ زاخر
ودمٌ يمورُ على الثَّرى
متأججُ القطرات فائر
هيهات! لا تَأسُو جرا
حاتِ الحمى خُطَبُ المنابر
الحقُّ يؤخذ بالخنا
جرِ، لا هتافاتِ الحناجر
لغةُ المدافع وحدها
أسلوبُها في الحرب ساحر
وقذائفُ البارود أب
لغُ من قصائد ألفِ شاعر
وزئيرُها عند الوغى
من بعضِ رنَّات المزاهر
وشواظُها قَبَسٌ يُضِ
ئُ لنا المسالِكَ في الدَّيَاجر
لَهْفِي على الأَحرار من
أَهْلِ العروبة والحرائر
سكن العراءَ رجالُهم
ونساؤُهم بعدَ العمائر
يا لاجئين، وجرحُكم
مُتَغَلْغِلٌ في القلبِ غائر
لا تيئسوا يا قوم؛ سو
ف تدقُّ للنصرِ البشائر
هي هجرةُ قمتم بها
والنصرُ يُكْتَبُ للمهاجر
لكأَننَّنِي بِغَدٍ وقدْ
دارَتْ عَلى الباغِي الدوائر
كما ضاحكٍ في يومه
يبكي غدًا ملءَ المحاجر
يا رُبَّ شاك منكمو
قد عادَ يومًا وهْوَ شاكر
العُرْبُ نحن وليس يُفْ
لتُ من يد العَرَبِيِّ واتر
أنتم على سفرٍ، وسو
ف يعُودُ للوطنِ المسافر
أملَ العروبةِ، يا ابْنَ مد
ينَ، من يَلُذْ بك فَهْوَ ظافر
تدري العروبةُ كم لنَجْ
دَتِها ركبتَ من المخاطر
ولرُبَّمَا عقَدَتْ على النَّ
وَم الجُفونَ وأنت ساهر
للهِ قلبُك! إنهُ
بالحبِّ والإِسلامِ عامر
مُسْتَرْشِدٌ بهدى الحني
فةِ، باسمها ناهٍ، وآمر
في عالمٍ مُتَحَلِّل
بالدين والديَّانِ كافر
أقسمتُ، ما زجرَ الورى
عن غَيَّهم كالدين زاجر
وهي الحضارةُ؛ كم علي
ها للحنيفة من مآثر
كم باسمها نشر العلو
مَ، وأَسَّسَ العَرَبُ الحواضر
ولقد تشيبُ الشمسُ، وال
إسلاُم غضُّ العُودِ، ناضر
تدري العروبةُ، يا ابْنَ مد
ين، أنكَ الرجلُ المغامر
لك في جميع ربوعِها
ذكرٌ كنفحِ المسْك عاطر
كَذَبَ الذي زعم العرو
بةَ لم تعُدْ تَلِدُ العباقر
فلأنتَ أكبر شاهد
ما أُمَّةٌ ولدتْكَ عاقر
للعُربُ أنت، وأنورٌ
ومعمَّرٌ، إن غابَ ناصر
محمود غنيم
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2016/01/06 06:09:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com