عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > ظلع وشيب!

مصر

مشاهدة
790

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ظلع وشيب!

وأَصبرُ في الحياة على هُمُوم
تَضيقُ ببعضها ذرْعُ الحليم
طريقيَ كلُّه صخرٌ، وإني
لأَعثر بالحصاة على الأديم
وكم خِلٍّ حميم لم أزُرهُ
وبي شوقٌ إِلى الخِلِّ الحميم
ولوْ أنِّي استطعت وَصَلْتُ أهْلي
وصحبي، بل سَعَيْتُ إلى خُصُومي
ألَمْ تسرَنِي أخا ظَلْعٍ إذا ما
مشيتُ، وكنت أعدي من ظَلِيم؟
كأَنِّي من أسَايَ على شبابي
أُمثِّل مِشْيَةَ الطفل الفطيم
حملت عصاي مُتَّكَأً، وكانت
لمحْضِ الزَّهوِ في الزمن القديم
وما كانت لتَجبُرَ ضعفَ ساقي
ولو كانت عصا موسى الكَلِيم
وهل تُغْنِي عصًا من عُود نَبْعٍ
إذا ما السَّاقُ كانت من هَشِيم؟
ورُبَّ مُجَامل لي عِنْد سَيْرِي
أُحسُّ بطعنه ليَ في الصميم
آنَفُ أَن يَمُدَّ إِلَّى حُرٌّ
يَدًا، وأضِيقُ بالقلب الرحيم!
وأفزع حين تُبْدِلُني حَنَانًا
بحبٍّ ربَّةُ الوجه الوسيم
وأَسمع إِن دَعَتْنِي الغِيدُ عَمًّا
هزيمَ الرَّعْدِ في الصوت الرخيم
فإِن تَكُ ساقِيَ اعتلَّتْ، فما إن
مَشتْ إلا على نَهْج قويم
وحَسْبي أَنَّ سَاقِيَ وَهْيَ تشكو
سَعَت بي بين زَمْزَمَ والحَطيم
وحسبي أن يصيبَ الدَّاءُ جسمي
وتَسْلَمَ منه أخلاقي وَخيمي
وَإِنْ تقصر خُطَايَ، فرُبَّ خطْوٍ
قصيرٍ نمَّ عن خُلُق كريم
أما يمشي عبادُ الله هَوْنًا
كما في آية الذِّكْرِ الحكيم؟
أما تَعْدُو الأَرانبُ والهُوَيْنَا
تُمَثِّلُ مِشْيَة الأسد الشتيم؟
وليس العيبُ في ساقي ورُسْغي
لعمرُ أبيك، بل شَيْبِي غَريمي
إذا ما الرأُسُ شاب، فكلُّ طبٍّ
يضاعِفُ علَّة العضو السَّقيم
تزيد مفاصلي الإِبَرُ التهابا
كأنَّ المصلَ يُصْنَع من سموم
وقالوا: الشيب حَزْمٌ، قلت: كلاَّ
سليمُ العقل في الجسم السليم
ومن شَغَفِي بلون سَوَاد شَعْرِي
أَلِفْتُ السُّهد في الليل البهيم
ولم أر مثل داءِ الشَّيْب أعْيا
أُناسًا يَصعَدون إلى النجوم
يئستُ من الوَرَى، وَوَثِقْتُ فيمن
يُعِيدُ الرُّوحَ في العظم الرَّمِيم
قضيت العمر أَمْقُتُ كلَّ ضعفٍ
فكيف مُنيتُ بالضعف المُقِيم؟!
كفاني أَنَّني قد عشتُ حتى
سمعتُ هَزِيجَ غِرْبان، وبوم
وأني صِرتُ مطمعَ كلِّ عَادٍ
قليلِ الحَوْلِ ذي خدٍّ لطيم
وليس يرى الكريمُ أشدَّ وقعًا
عليهِ من معاداة اللئيم
وإنَّ الحرَّ تأبَى نَعْلُه أنْ
تصافحُ هامةَ العبد الزنيم
فلا يُنْكرْ أَخلائي سُكُوتي
ولا يعجبْ خصومي من وجومي
وأقبحُ ما تراه العين خَلْقٌ
دميمٌ نَمَّ عن خُلُقٍ ذميم
وسِرْحانٌ يقلِّدُ ليْث غابٍ
وقِرْدٌ يدَّعي لَفَتَاتِ ريم
وذُو قَلَمٍ تجِلُّ الفَأسُ عَنْهُ
يفاخرُ بالنَّثِير وبالنَّظيم
وبعض الناس ذُو وَجْهٍ صَفِيقٍ
ينافس بَرْدهُ بَرْدَ الحُسُوم
وبعض الناسِ عند الرَّجْمِ أولى
بِهِ من كل شَيْطَان رجيم
أقِيمي، أوْ فَرِيمي، يَا حَياتي
سواءٌ: أَنْ تُقيمي، أو تَرِيمي
إذا ما عِشْتِ في جِيل جديد
فإنَّكِ فيه أشْبَهُ باليتيم
وحسبكِ أن تَرَىْ حَدَثًا غَريرًا
إليك بنظرة شزْراءَ يُومي
إذا شابَتْ نواصي اللَّيْثِ، هَمَّتْ
فريستُه عليهِ بالهُجوم
قَلَبْنَا الموت وهْو على قِلانَا
له يشفى من الدَّاءِ العَقيم
إذا ما الطِّبُّ أفلس، كان طِبًّا
لِمَا استعصى عليه من الكُلُوم
لعمرك، قد يكون الموت أحْنَى
على الأَحياء من أُمٍّ رءُوم
ولم أر مثلَ طيف الموتِ ضيفًا
يُلِمُّ بساحة الحُرِّ المَضِيم
محمود غنيم
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2016/01/08 04:17:19 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com