أُشَيِّعُ مَن حانتْ مَنِيَّتُه قبلي |
وفاءً لهُ، لا للأقارب والأهْل |
يقولون: مَنْ هذا؟ وأعرف فضل مَنْ |
بأَعواده سارُوا، ويعرفُ لي فضلي |
وكم من عزيز ما استطعت وداعه |
أَحَاوِلُ أن أسعى؛ فتخذلني رِجْلي! |
يشيِّعُه: قلبي، ولبى، وخاطري |
إلى القبر إن لم تَقْوَ ساقي على حَمْلي |
ويا رب مُلْتَاع على المَيْت ما سَعَى |
إليه، وساعٍ لم يَدُّقْ لوْعَة الثُّكل! |
وما أبتغي -إن حان حَيْنيَ- زَفَّةً |
بِحَسْبِي من الساعين مَنْ كُلِّفوا نقلي |
لقد عشت لا أُعْنَى بطبل يُدَقُّ لي |
فما حاجني بعد الممات إلى طبْل؟! |
إذا كنتُ مقبولا، فما بِيَ حاجة |
إلى كثرة الأفْواج أو زَحْمَة الحَفْل |
وإن كانت الأُخرى، فليس بِنَافِعي |
وفودٌ من الساعين في عَدَدِ الرمل |
وأَعْلَمُ أن الله ليس بِخَاذلي |
فلِلَّه فضلٌ لا يحيط بهِ عَقْلي |
جِبَالُ ذنوبي -حين أَذْكُر عفوَه |
ورحمتَه الكبرى- أدَقُّ من النَّمْل! |
ألا ليت شعْري: هل تُلاحقُني غدا |
متاعبُ ألقاها على كَتِفي نَسلي؟ |
سَيعْلَمُ أهلي -بعد فَقْدي- مكانتي |
فتبكي دَما عِرْسي، ويبكي دَمًا نَجْلي! |
إذا ولدي ناءُوا بأَعْباءَ نسْلِهِمْ |
دَرَى ولدي كم حَمَّلونيَ من ثقلي |
وأُقْسِمُ لم أرهقْ أبي في حياته |
ولا سَهِرَت أُمِّي اللياليَ من أجلي |