إني سأبدأُ مدحهُ وأقولُ |
مهما امتدحتكَ مدحنا لقليلُ |
جاءت حروفُ الشعر من نبض الأسى |
والحرفُ في مدح الرسولِ جميلُ |
في يوم مولدهِ تفتّحتْ الدنى |
والخير من فيض السماء هطولُ |
وتلألأ الكونُ الرحيبُ بوجههِ |
من قبلهِ كلُّ النجومِ أفولُ |
كان الزمان مُصحّرًا , لمّا أتى |
زُرعتْ ببيداء الزمان نخيلُ |
لا حبَّ في الدنيا كحبِّ محمدٍ |
فبحبّهِ كلُّ الهموم تزولُ |
لا فصلَ لي إلا ربيع محبّةٍ |
وبحبّهِ كلُّ السنينِ فصولُ |
لا عمرَ لي إلا الرحيل عن الدنا |
والعمر في ذكر الحبيب يطولُ |
لا خِلَّ في دنيا بها زيفٌ طغى |
فهو الحبيب وسيدي وخليلُ |
ذكراهُ روْضُ النفس في صحرائنا |
وبدونِ ذكراهُ النفوسُ ذبولُ |
هَجَرَ الفؤادُ اليوم كلَّ ملذّةٍ |
قلبي بحب محمدٍ موصولُ |
مِلْنا فمالتْ دربنا عن دربهِ |
فنما على سَنَنِ الدنى تقتيلُ |
كنّا بصدر قصيدةٍ نوريّةٍ |
صرنا كقافيةٍ بها تزييلُ |
هي أمةٌ بالحق ينطقُ سهمها |
ولقد أصاب حقيقها التضليلُ |
يطغى على صوت الحقيقة لحننا |
وكأن صوت زيوفنا ترتيلُ ! |
هي أمةٌ وهنت فغيض بريقها |
قد طالها في دارها التنكيلُ |
كثرتْ دساتيرُ الخلائقِ سيّدي |
والكل فيها تائهٌ مخذولُ |
قابيلُ حَلَّ بأمةٍ لمّا طغتْ |
مظلومها يا سيدي مقتولُ |
كنا سراجًا والدنى من حولنا |
والآن نحن بلوحها تظليلُ |
بحداثةٍ إنّا رقصنا ها هنا |
في كلِّ ساعات الدنى- بَنْدول - |
يا سيدي إنّا تفرقنا مدىً |
لا وحدّةٌ بلْ أَرْهطٌ وفصيلُ |
لقويمنا لا فضلَ في أزماننا |
لقبيحنا في أمرنا تفضيلُ ! |
فَلِمَ انجرفنا في ظلام حداثةٍ |
يزهو على أسبابنا التعليلُ |
غجريّةٌ ألفاظنا , واستبدلوا |
قد حلَّ فوقَ ربيعنا - إبريلُ- |
إني أسائلكم بنصفِ إجابةٍ |
عن شرعةٍ فيها الهدى أبديلُ ؟ |
لا والإلهُ فإنَّ شِرْعةَ أحمدٍ |
فيها مغاليق الدجى , قنديلُ |