أخي، هذه الأرضُ ما شأنْهَا؟ |
يكادُ يُنَاجِيكَ بنيانُها! |
تكادُ لفَرْطَ أسَاها تفيضُ |
من الدَّمع -لا الماءِ- غدرانُها! |
بِرَبِّك: هل فَقَدتْ أهلَهَا |
فزادتْ على الأهل أحْزَانُها؟ |
لقد حلَّهَا غيرُ سُكَّانها |
وعنها تَرَحَّلَ سُكَّانُها |
على بابها صاح طَيْرٌ غريبٌ |
فَنَاحَ على طْيره بَانُها! |
إذا ذُكر العُرْبُ؛ حنَّتْ، وأنَّتْ |
وراحَتْ تُلوِّحُ أغصانها! |
وصاحت تُهيبُ بجيرانهَا |
فهل سَمعَ الصَّوْتَ جيرانُها؟ |
فلَسْطِينُ، أرضُ العُرُبة عَيْنٌ |
وأنتِ من العَيْن إِنْسَانُها |
فلا غَمَضَتْ عنك عينُ فتَاكِ |
ولا ذاقَت النَّوْمَ أجفانُها |
إلى أن أُقَبِّل أرضَكِ سَبْعًا |
فتهدأ نفسي وأشجانُها |
فإن عشت، تـخْمُدْ بقلبي حقودٌ |
تَسَعَّرُ في القلب نيرانُها |
وإن متُّ، لم تُنسنيكِ الجنانُ |
وَحُورُ الجنَانِ وَولْدَانُها |
وَخَلْفي لِثأري وثَأر بلادي |
أُسُودُ الحُرُوب وفُرْسانُها |
إذا صفَحَاتُ البطولةِ خُطَّتْ |
فإِنَّ العروبةَ عُنْوَانُها |
ودينُ العُروبةِ -بعد الإِله |
وبعد النَّبِيِّينَ- أوطانُها |
فلَسْطين: أرواحُنا الغالياتُ |
ببابكِ تَرْخُصُ أَثْمَانُها |
بلادِيَ ليست لغيري، ونَفْسِي |
ونَفْسُ وَحِيدِيَ قُرْبَانُها! |