مَنْ سَمَّن الكلبَ أمسى منه مَعْقُورا |
يا جيرة «المَنْشِ»، هذا كلب«بلفورا» |
الذنبُ ذنبكُمُو، والكلبُ كَلْبُكُمو |
مازال يَسْمَن حتى بات مَسْعُورا |
لولاكمو، لم يجد نابا ولا ظُفُرا |
ولا رأت عينُه -لَوْلاَكُم- النُّورا |
وكيف يزجر هذا الكلبَ زاجرُهُ |
وليس عن عَضِّ من رَبَّاه مَزْجُورا؟ |
عَضَّ اليمينَ التي كم أطعمتْ فَمَهُ |
وكم سقَتْهُ النَّمِير العذبَ مقطورا |
وسوف يَعْقرُ أمريكا بفيه غدًا |
إن لم تُعِدَّوا له قَيْدًا وسَاجُورا |
وسوف يَنْبَحُ من لاقى ويَجْرَحُهُ |
ما دام يلقَى له نابًا وأظفورا |
ألقوه في جَوْف جُبٍّ لا قرار لهُ |
وخَلِّفُوه بجوف الجب محصورا |
إن تطرحوه بماء البحر، دنَّسهُ |
فطهروا منه ماءَ البحر تطهيرا |
بأَيِّ عينٍ نظرتم يومَ مَوْلِدِهِ؟ |
كانت عيونكمو حوْلاءَ أم عُورا؟ |
يَا ليتكم يوم أن ربَّيْتُمُوه لنا |
أبْدَلْتُمُونَا به أفْعَى وخنزيرا! |
دَلَّلْتُم الكلب حتى كاد سادتُكم |
يدعونه: ملكًا، أو إمْبراطورا |
إذا سمعتم نُباحًا منه أطْرَبَكُم |
كأنكم قد سمعتم منه مَزْمُورا |
وإن دنا منكمو قبَّلْتُمُوه كما |
يُقَبِّل الحورَ صبٌ يَعْشَق الحورا |
وإن تـجَهَّم قمتم حول مَضْجَعهِ |
حتى ينامَ قريرَ العين مسرورا |
وإن يَبُلْ في سرير من أسرَّتكم |
شَممْتُو بولَه: مِسْكًا، وكافورا |
إن الثِّقَاب الذي أشعلتموه، غدَا |
يُؤجَّجُ النار فوق الأرض تَنُّورا |
بالأمس أنكرتمو شرَّ اليهود إلى |
أن أصبح اليوم ملموسًا ومنظورا |
لم تُنصفوا يوم آوُيْتُم -بلا حذر- |
شعبًا على النَّفْي والتشريد مفطورا |
شمَّ الهواء؛ فثار الشر في دمه |
يا ليتهُ ظل تحت الأرض مطْمُورا! |
ما ضَرَّ أن حاولوا إنضَاج خبزهِمُو |
لو أحرقوا كوكبًا بالناس مَعْمورا؟ |
قد أسْكَر القومَ نصرٌ زائفٌ ظفروا |
به، فلا تَعْذِلوا من بات مخمورًا |
الفأرُ في حانة الخَمَّارِ إن تره |
لأَلْفِ هرٍّ تَصَدَّى، كان معذورا |
يا مَنْ جَلَبْتُم لنا هذا الوباءَ، خذوا |
نصيبَكم منه قبل الغير موفورا |
ما كنتُ أحسَب إسرائيلَ تنذركم |
وقد بنيتم بها من خَلْفِكُم سُورا |
أنتم حفرتم بها في الشرق ساحتكم |
يا ليته كان بالقرصان مخفورا! |
كم راع إِنذارُ إسرائيل ليثَ شرًى |
عن غابِهِ ارْتَّدَّ «نابليونُ» مقهورا |
تلفَّت الجيش عبر المَنْشِ من فزع |
إذ ذاك، وانتْقَضَ الأُسطول مذعورا |
ويْحي على الدولة العظمى؛ أتيح لها |
مَنْ راح يُوسِعُها ذُلاًّ وتحقيرا! |
زُجُّوا بقانونكم في البحر، والتمسوا |
سواه حتى تنالوا عَطْفَ «مائيرا» |
«جولدا» تُدِلُّ عليكم دَلَّ غانية |
ليس الدَّلال على الحسناء محظورا |
وكل تِيه من الحسناء مُحْتَمَلٌ |
وكل ذنب جَنتْه كان مغفورا |
إن لم تقوموا بتقديم الولاء لها |
يرتدَّ أُسطولُكم في البحر مَدْحورا |
وانهار شاطئكم من تحتِ أرجلكم |
وبات بالنار -قبل الماء- محصورا |
وكيف لا، ولها جيش تصولُ به |
لو حارب الجِنَّ طُرًّا عاد منصورا؟ |
ما بال دستوركم: عَدْلاً، وتسويةً |
بين الجميع؟ لَحَاهُ اللهُ دستورا! |
لقد تطوَّرت الدنيا بِرُمتَّها |
ولم يزل جامِدًا لم يلق تطويرا |
ويلٌ لهم! أئذَا جافى مطامِعهم |
قانونُ دولتكم عَدُّوه مَبْتورا؟ |
قولوا لهم، يضعوا أحكامَه لكمو |
أو فاجعلوا الأمر فيما بينكم شُورى |
دار الزمان؛ فصار العبد يَأمُر، أوْ |
ينهي؛ ومولاه مَنْهِيًّا، ومأمورا |
ما كان في شرعكم أمْتٌ ولا عِوَجٌ |
لكنْ تَجَنَّوا عليه وادَّعَوْا زُورَا |
متى نَفَى وطنُ الأحرار مهتضمًا |
يريد للوطن المحتل تحريرًا؟ |
إن تأوِ بعضَ ضحاياهم بلادُكمو |
فكم أوَتْ فاجِرًا منهمْ وشِرِّيرَا |
لا تتركوا أحدًا يرتاد واديَكم |
وصَيِّرُوهُ على الصِّهْيَون مقصورا |
مدَّ اليهود إلى التاميز أعينهم |
فهل يريدون في أحيائه دُورا؟ |
أهم بـ«لندن» في التوراة قد وُعدوا |
أو جاء ذلك في التلمود مسطورا؟! |
يا جيرة المَنْشِ، أضحى ليثُكم جُرَذًا |
وصار شاهينُكم في الجو عصفورا! |