حفظ الله صالحًا، وأدامَهْ |
ما عَدَتْه -ولا عداها- الشهامَةْ |
عربيٌّ على مُحيَّاهُ تبدو |
من سمات العُرْب الأوَالى علامة |
ليس من نجد، أو تِهامةَ، لكن |
تتباهى نجدٌ به، وتهَامة |
بل بأمثال صالح يتحدى |
شَعْبُ ليبيا، ويرفع الشرقُ هامَه |
إنما صالحٌ بقيةُ قومٍ |
بالمعالي نفوسُهُم مُسْتَهَامة |
يصنعون الجميلَ طبْعًا، وإن هم |
لم يُثَابُوا عليه يَوْم القيامة |
أرْيَحِيٌّ؛ يكاد يمنح أرْبَا |
ب الخطايا صلاتَهُ، وصِيَامه |
يُتْبعُ القولَ بالفعال، وكم من |
قائلٍ تَنْقُص الفعال كلامَه |
لَسْتَ تدري -إذا حَباك بفضل-: |
أنت معط، أم نائلٌ إنعامه؟ |
يملأُ السمع إن تحدَّثَ، والعيْـ |
ـنَ إذا لاح رَوْنَقًا، وَوَسَامه |
يملأُ القلبَ حين يَبْدو لرائيـ |
ـه؛ فلا يستطيعُ إلا احترامه |
شِاهرٌ سَيْفَهُ لرَدَّ فلسطيـ |
ـن المفدَّاةَ، شارعٌ أقلامه |
فإذا ما التمستَه في مجالِ الـ |
زَّحف، كان كالمهندَ الصَّمْصَامَه |
وإذا ما التمستَه في مجالِ الْـ |
ـبَحْثِ، كان المحقِّقَ العَلاَّمة |
وإذا حلَّ صالحٌ في مكان |
كان غابًا يحلُّ فيهِ أُسامة |
لا، لَعَمْري، فما أسامَةُ إلا |
كاذب حين يَدَّعي إقدامه |
بطل ما انـحنى غَدَاةَ نَفَوْهُ |
لا، ولا يوم قَرَّروا إعدامه |
رُب حكمٍ قد أَصْدَرُوهُ عليه |
فتلقى صُدُورَهُ بابتسامه |
يُبْتَلىَ الحرُّ دائمًا بأُنَاس |
لا تساوي هاماتُهم إيهامه |
إن صور الأحرار يعلو وإن هُمْ |
كمَّمُوا كل ناطقٍ بكمامة |
إن تاريخ صالح صفحاتٌ |
من كفاح، بل قصة، بل «درامه» |
من يُرِدْ خدمةَ العروبة والإسْـ |
ـلامِ، يَجْعَلْه في الجهاد إمامه |
من شباب ثَارُوا على كل طغيا |
نٍ بليبيا، وحَطَّموا أصنامه |
ومشى ركبُهم إلى ساحة التضـ |
ـحيةِ الكُبْرَى حاملاً أعلامه |
بارك الله فيه عَهْدًا جديدًا |
أدرك الشعب فيه معنى الكرامة! |
صنع المعجزات وَهْوَ وليدٌ |
لم يكد عمره يجاوِزُ عامه |
يا ابنَ مسعود، قد أتيت بما لم |
يُرْوَ عن حاتم، وكعب بن آمه |
أنت قد طرتَ بي إلى عرفات |
وإلى المصطفى؛ فزرت مقامه |
لكَ، يا صاح، نصفُ أجرِ طوافي |
ووقوفي، وإن أبَيْتَ اقتسامه |
أسأل الله ذا الجلال السلامة |
لكَ في كلِّ رحْلة وإقامة |