عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > لاح الهلال

مصر

مشاهدة
2380

إعجاب
7

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لاح الهلال

أذيعت بمجلة الشرق الأدنى أول العام الهجري ه ديسمبر سنة م
لاح الهلالُ لنا يومض شعاعِ
يحكي بريقَ الثَّغر خلفَ قناعِ
أحسَسْتُ خفْقَ القلب حين لمحتُه
يزدادُ بينَ جوانب الأضلاع
تبدو الأهلَّةُ في السماء وتختفي
ويسيرُ ركْبُ العمْر في إسراع
ما الحَوْلُ حين يحولُ إلا بَضعةٌ
من كلِّ نفسِ آذنت بوداع
يأيها العامُ المُطلُّ تحية
من خير سكان بخير بقاع
أملُ العروبة فيك أعْرَضُ جانبًا
من سؤدُد تبكي عليه مُضاع
أملٌ تكادُ تُحِسُّ وقعَ دبيبه
بين القلوب منافذُ الأسماع
ماذا ادخرتَ لآمليك؟ سلمتَ من
صَوْبِ الدِّماء وسيلها الدفَّاع
ستٌّ سواك خَلَتْ فما تركتْ سوى
مُلتاعةِ في الكون أو مُلتاع
فتِّشْ بربك هل ترى في الشرق أو
في الغرب غير مشردين جياع؟
ركن الحضارة مال في ساح الوغى
أتقيمُ حائطَ ركْنها المتداعي؟
إن الذي شادتْ يمينُ العلم في
حقَبٍ محتْهُ شِماله في ساع
الغرب أُولِعَ بالدماء فما ترى
إلا قراعًا فيه إثْرَ قراع
يبتاع بالعمران نصرًا زائفًا
خسرت لعمرك صفقةُ المبتاع
لا حرية أبْقتُ ولا بسلامه
شُفيَتْ لنا كِبدٌ من الأوجاع
ويحَ السلام جنى القويُّ ثمارَهُ
وكوى الضعيفَ بجمْره اللَّذاع
ما بال من أبدى الشجاعة في الوغى
خاضَ السلامَ فكان غيرَ شجاع؟
الحرب يفتك بالنفوس صِراعُها
والسلم فاتكةٌ بغير صِراع
خَطُّوا الوثائقَ في المحيط فحينما
أَمنُوا العدوَّ رَمَوْا بها في القاع
مضت الحروب بقدْسها فإذا بها
في السلم بضعةُ أسْطر ورقاع
كُتبَ الشقاءُ لأمة مهضومة
تجري وراءَ سرابها الخدَّاع
قالوا: السلامُ. فقلتُ: كم هتفوا به
ودعا له فوقَ المنابر داع
فإذا الدعاة إلى السلام عُداتُهُ
ليس المخالفُ أمرَه بمطاع
يا رُبَّ سلم أعلنوا ميلادَهُ
فنعاه من قبل الفطام الناعي
إن التناحرُ في النفوس طبيعة
والناسُ مذ خُلقوا عبيدُ طباع
لا الماء جفَّ من الحياض ولا الثرى
ضنت منابتُهُ على الزُّراع
لم يفقد الناسُ الحطامَ وإنما
قلَّ الحطامُ بكثرة الأطماع
أفنى مواردَ كلِّ شعبٍ ناهضٍ
جَيْشًا هجومٍ حوله ودفاع
قل للمبشر بالسلاح وحدِّه
ليس السلاحُ وسيلةَ الإِقناع
«الله أكبر» وهْي بضعَةُ أحرفٍ
دكت بناء معاقلٍ وقلاع
فَتحٌ لو أن السيف جرِّد وحدَهُ
في مدِّه ما امتدَّ قيدَ ذراع
شقَّ الأذانُ إلى القلوب طريقهُ
وكأنه ضَرْبٌ من الإيقاع
صوتٌ إذا ما انْسَابَ فوقَ منارة
أزرى بصوت حمامها السَّجَّاع
البِيدُ أهدت للوجود مشرِّعًا
ما خطَّ فوق صحيفة بيراع
جادت به كصفَاتها في عزمه
وكشمسها في الدفء والإشعاع
من مكةَ انبعثَتْ أشعة هدْيِهِ
فتغلغلتْ في سائر الأصقاع
فَتحَ القلوبَ محمدٌ بمبادئٍ
كمجاج نحْل لا لعابِ أفاع
الناسُ في الدنيا سواسية فما
من عِلْية في شرعه ورَعاع
والأمرُ أمرُ المسلمين جميعِهم
والفَيْءُ يُقسمُ بينهم بالصاع
وأميرهم منهم وإن كانوا له
نِعْمَ الرعيَّةُ وهْو نعم الراعي
ملأ ابنُ آمنةَ الزمانَ حضارة
وبنو الزمان سوائمٌ بمراع
وأجدَّ للتاريخ دينُ محمد
عصرًا له في العلم أطولُ باع
تلك الحواضرُ يا رعاة الشاءِ مَنْ
أرسى قواعدَها بكَفِّ صَناع؟
أمسَتْ ومتعةُ كلِّ عينِ حُورُها
وحِوارها للروح خيرُ متاع
طفَحتْ بألوان الحياة صِحافُها
فمذاقها متعدِّدُ الأنواع
مُدُن يحفُّ بها الجلالُ أَديمها
أبراجُ أقمارِ وغيلُ سباع
ذكرى وموعظة أسوقهما إلي
قومي فهل للقوم سمعٌ واع؟
هل يجمعون لدى الخطوب أمورهم
فالخيرُ كلُّ الخير في الإجماع؟
أبناءَ يعْربَ لا حياة لأمة
بالذكريات بل الحياةُ مساع
فثبُوا إلى الأهداف وثْبَ مغامر
لا واجفٍ قلبًا ولا مُرتاع
لا تطلبوا بالضعف حقًا ضائعًا
ما للضعيف الحولِ من أشياع
مَن عالج البابَ العصيَّ فلم يلنْ
ليديه حطَّم جانب المصراع
الشِّرْك في الأوطانِ شِرْك آخرٌ
وطنُ الكريم الحرِّ غيرُ مشاع
فيم الجمودُ ودينكم متصرِّف
وزمانكم متغَيِّر الأوضاع؟
ولقد تطوَّرت الحياة وفُلْككم
مازال يمخر ماءَهُ بشراع
تُرمى الحنيفة بالعيوب وإنما
عيْبُ الحنيفة غفوة الأتباع
الله صوَّرَ أرضكم من جنَّتي
عدْنٍ فأبدعَ أيما إبداع
وحباكمو من عنده برسالة
قدُسٍ وفضل في الكتاب مذاع
محمود غنيم
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأربعاء 2016/01/13 03:52:21 صباحاً
التعديل: الأحد 2022/06/26 11:35:15 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com