عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > جنازة السلام !

مصر

مشاهدة
2451

إعجاب
5

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

جنازة السلام !

أرأيت إذا وُلد السلامْ
فنَوْه من قبل الفطامْ؟
وضعته «أوروبا» لنا
يا ليت «أوروبا» عُقام!
طفلٌ بريءٌ ذاق من
يد أمِّه كأسَ الحِمام
لهفي عليه ممزَّق الْ
أَوْصال منتشر العِظام!
عَصَفت به ريحُ الوغى
عصفًا وغطّاه القتام
فمضى شهيدًا؛ ماله
قبر يُزار ولا مَقام
ليس السَّلام بسائدٍ
مادام في الدنيا حُطام
ما النَّاس إلا الناسُ في
عصر الضياء أو الظلام
سيّان: مَنْ سَكن القصُو
ر الشُّمَّ، أو سكن الخيام
بسوي الدم المسفوح لا
يَرْوي لظامئهم أوام
وأَحَبُّ ما وقعَتْ علي
ه عيونُهم جُثثٌ وهام
وهو ابن آدم ينتشي
من حُمرة الدَّم والمُدام
الذئبُ كالإنسان لو
يتعلم الذئبُ النظام
فكلاهما وحش حد
يد الناب يلتمس الطعام
سيّان عند الفتك: نا
بُ اللَّيث، أو حدُّ الحسام
قالوا: السلام. فقلت: ما
عيَّ اللسان عن الكلام
وتعاهدوا؛ فسألتُهمْ:
ما حدُّ من خَفَرَ الذِّمام؟
أبغصن زيتون يجا
زَى أم بصَارم الانتقام؟
قالوا: السَّلام. فقلت: كم
قد حارب الرسُلُ الكرام
لا «الفاتكان» من الحرو
بِ نجا، ولا البيت الحرام
قد كانت الخلفاء تُصْ
لَبُ بين زمزمَ والمقام
كلِّ يشير إلى السلا
م بعين ذئب لا تنام
وأمامَه أسطولُه
ووراءه جيش لهام
فقد المهنَّد عرشَهُ
والمُلكُ ليس له دوام
نار وغاز فاتك
بدلَ الأسنة والسِّهام
شبحُ المنية جاثمٌ
فوق المياه أو الرَّغام
أو في السماء مرفرِفٌ
بجناحه مثلَ الحمام
جبَّارَ «روما» سوف تل
بس تاجَ «قيصر» في المنام
أتريد ويحك أن تؤخ
ر أهلَ جيلك ألفَ عام؟
ولَّى زمانُ القيصريَّ
ة والقياصرة العظام
أو ما رأيت الحكْم با
تَ الآن في أيدي الطَّغام؟
ولقد مشيت القهقرَى
ومشى الزمانُ إلى الأمام
أئذا صفا جوّ السلا
م زفرتَ؛ فانتشر الغمام؟
رحماك! هل تشكو إلي
ك الأرضُ من هَول الزحام؟
لم تخْبُ نارُ الفتنة ال
كُبرى وجُرْحُ الكون دام
ولقد تحدَّيْتَ الأنا
م؛ فكنت سخريَة الأنام
أسرفتَ ويحك فاتئد
ماذا جنى أبناء حام؟
لا تحْسَبنَّ مرابضَ الآ
ساد سهلة الاقتحام
هذي معاقلهم فمن
لك بالبواذخ من شمام؟
ها هم خصومُك حول ش
طَّ «المنش» إن رمت الخصام
القابضون على «جني
فَ» ورَهْطِها مثلَ السوام
قالوا: الحصارُ؛ فأَذعنَتْ
«والقولُ ما قالت حذام»
اتَخذوا على «روما» المسا
لك فهْي في ضيق المسام
عجبي على باغ يقو
ل لمن بَغى: هذا حرام!
استعمروا فتلثّموا
وخرجت مكشوفَ اللِّثام
رمْتَ التنمر مثلهم
فظهرت في ريش النعام
شررٌ «بروما» طار، يو
شك أن يكون له ضرام
الشعب هُدِّد بالطوَّى
والجيشُ بالموت الزؤام
يتساءل الأقوام: هل
«نيرونُ» بعد الموت قام؟
زعزعت أركان السلا
م، فذق مرارة الانهزام!
محمود غنيم

الرسالة 2 من ديسمبر سنة 1935م
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2016/01/13 04:12:02 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com