عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > معترك السباب!

مصر

مشاهدة
463

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

معترك السباب!

سَكن الحسامُ إلى القرابِ
وأقيم معتركُ السِّباب
ترك النُسورُ مكانهم
لطنين أجنحة الذبابُ
وخلا المجالُ لكل صوَّ
ال بلا ظفر وناب
قومي نِعَامٌ في الحرو
ب، وفي التنابز أسْد غاب
يتراشقونَ بكل مُنْ
دِية كمسموم الحراب
الشملُ محلولُ العرَا
والصُّحْفُ حاسرة النقاب
والشعب يندُبُ قائلاً:
هذا النضالُ على حسابي!!
تهمٌ تُصَبّ، كأنها
غيثٌ تدفَّق من سحاب
ليست روائحها كريح
الزهر أو ريح الملاب
لسو أُلقيتْ وَسَط العُبا
ب، لعكرت صفْو العباب
اليوم تنظر مصرُ قا
دتَها بمقلة الارتياب
عِيبَ المبرأ منهمو
ورَمى سواه بألف عاب
إن يكذبوا في الاتها
م، فحسبهم عارُ الكِذاب
أو يصدقوا فيه فيا
لله من هَوْل المصاب!
غَضُّوا الحديث، فلستمو
يا قومُ في أرضٍ ببَاب
وحديثكُم يتلوه نَشءٌ
طاهرٌ غضُّ الإِهاب
حربُ الخَنا والفُحْش فا
رسُها العييُّ عن الجواب
الثورةُ الكبرى التي
جدنا لها بدم الشباب
ما بالها انقلبت موا
ئدَ للطعام والشراب؟
أمست مسارح للظهو
ر، وأصبحتْ سوقَ اكْتساب
لا در درُّ الحكم؛ كم
دس المعاطس في التراب
الكلُّ حين يَشمُّ رِي
حَ الحكم سيسالُ اللعَاب
حزبان: ذاك على أرا
ئكه، وذلك في ارتقاب
قالوا: أراد الشعبُ، قل
تُ: الشعبُ مظلوم الجناب
وقد تكشف بارق ال
دُّستور عن ومْضِ السّراب
خلت العهودُ، فأيُّ عه
د لم يكن عهد انقلاب؟
أين الذي ولىَ الأمو
رَ، فلم ينكلْ أو يحاب؟
إنا جعلنا الحكم عن
وان المثوبة والعقاب
إني أرى حزبَّيةً
هوجاءَ طائشة الصوابِ
رَمَت الأقارب بِالشتا
ت، وفرَّقت بين الصحاب
سَقَت البلاد بكفها
كأسين: من سم، وصاب
حزبيَّة قامت على
أُس من الشهَّوَات ناب
حارت وحار رجالها
بين المروق والانتساب
ومن المبادئ ما يبدَّ
لُ مثلَ تبديل الثياب
القوم طال سكوتهُم
والصخرُ يومئُ بالخطاب
أيقال: أبطالُ الحمى
وضعوا المطالب في العياب؟
وتمخضتْ عزَماتهُمْ
عن قصة الملح المذاب؟
وطوت مقاليدُ الأمو
رِ حماسَهم على الكتاب؟
الشرقُ يركضُ نحو غا
يته، ووادي النيل كاب
أين الذي طلبَ الجلا
ء وراح يصدُقُ في الطلاب؟
غابَ المطالب بالحقو
ق، ولجَّ في طول الغياب
في وقت تقرير المصي
رِ، وَوَقِت تحرير الرقاب
فاروقُ، يا زينَ الشبا
ب، وشبل آساد غضاب
مهما تفرقت الشِّعا
بُ، فأنت مُجْتَمَعُ الشعاب
أنت المؤمَّل في الخطو
ب، المرتَجَى عند الصعاب
أدرك بحكمتك السفي
نةَ؛ فالسفينةُ في اضطراب
الريح تجري زعزعًا
والموج يعلو كالقباب
إن الرعاة تفرقوا
ويح القطيع من الذئاب!
محمود غنيم

اللواء الجديد 5 من ديسمبر سنة 1945م
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2016/01/13 04:30:26 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com