عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > قومي بين الشرق والغرب

مصر

مشاهدة
625

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قومي بين الشرق والغرب

قومي، لأنتم عبرةُ الأقوامِ
هل تنسبون ليافثِ أو سامِ؟
أبناءُ عمي من نزارَ ويعربِ
ليسوا بأعراب ولا أعجام
يترسَّمون الغربَ حتى يُوشكوا
أن يعبدوه عبادة الأصنام
ما قلدوهم مبصرين؛ وإنما
تَبِعُوا نظامَهمو بغير نظام
للغرب عاداتٌ مسّممةٌ، سرت
في الشرق مسرى الداء في الأجسام
إني رأيت جيوشه لم تغزُنا
في الحرب، بل في مشرب وطعام
لا تأمنوا المستعمرين؛ فكم لهم
حربٌ تَقنَّع وجهُها بسلام
حربٌ على لغة البلاد وعادِها
ليست تُشَنُّ بمدفع وحسام
والشعب إن سَلمت له أخلاقه
ولسانه، لم يخْشَ قطع الهام
ما صاغَ ربك من نضار خالص
شعبًا، وشعبًا من حصى ورغام
هي محضُ أوهام! أعيذ الشرق من
أمم تعيش أسيرة الأوهام
إني أعيذ الشرق من متَمسِّح
بالأجنبِّي، لقومه هدَّام!
إن لامه الغربيُّ في أوطانه
أنحى بلائمه مع اللُّوَّام
وإذا رنا نحو الغريب، فإنما
يرنو بمجْهَر راصِد الأجرام
وإذا أعار بني أبيه نظرة
فبمقلة الأعمى أو المتعامي
والعين تخدَعُ ربَّها، ولربما
خلقت عمالقة من الأقزام
وإذا تنكَّر للحمى أبناؤه
فهمو أضرُّ له من الأخصام
ما بالُ بحرِ الروم من يجتازُهُ
يومًا تناسى سالفَ الأيام؟
فإذا به خَلقٌ جديد ما مضى
من عمره حُلمٌ من الأحلام
تتغير الدنيا عليه؛ فكلُّها
في عينه نقصٌ بغير تمام
هل تغرق العاداتُ من أربابها
في ذلك البحر الخِضَمِّ الطامي؟
ما اجتاز شرقيُّ عجاجة موجه
إلا وَعَاد مزودًا «بمدام»
إن التكافؤ في الدماء فريضة
ولوَ أنها لم تأت في الأحكام
وهو القران إلى تخالف أهلُه
جنسًا، فعقدته لغير دوام
كم زيجةٍ مازال يدمَى جرحها
ومن الجروح: ذوابلٌ ودوامي!
لا أعرفُ العربيَّ يكشفُ رأسه
نحو المجالس مُومئًا بسلام
إنْ زِيرَ، تَخْرجُ عِرسُهُ من دُوِنِه
للزائرين بثغرها البسام
بدوارس الأطلال يُلحقُ أمَّهُ
ويرى أباه رابعَ الأهرام
يعصى الإله، فإن أشارت عِرسُهُ
بإشارة، فالقولُ قولُ «حذام»
ويكاد يسلخ نفسه من قومه
لو تستطاع قطيعة الأرحام
ويكاد يمسخ خلقه، لو كان في
يمناه قَلْبُ معالم الأجسام
لا أعرف العربي يلوي فكَّه
إن همَّ يومًا فكُّه بكلام
إن فاه، تسمعُ لكنةً ممقوتة
من فيه «سكسونيَّةَ» الأنغام
لفظًا من الفصحى، وآخرَ نابيًا
كالقار ممزوجًا بكأس مُدام
لغة إذا قرَعَت بجندل لفظها
أذنَ السميع، شكت من الآلام
لهفي على الفصحى! رماها معشرُ
من أهلِهَا، شَلَّت يمينُ الرامي
لم يهتدوا لكنوزها؛ فإذا همو
يرمونها بالفقر، والإعدام
الدر في طيِّ البحور مخبأ
والتبرُ إن تنشدْهُ تَحْت رغام
لن يستعيد العُرْبُ سالف مجدهم
ولسانهم غرضٌ لكل سِهَام
إن يرفعوا ما انقضَّ من بنيانهم
فالضادُ أولُ حائطِ ودعام
أبنى نزارَ ويعربِ، أوصيكمو
بذخيرتين: الضادِ، والإسلام
المسلمون على شتات ديارهم
فرضَ الإلهُ خضوعهم لإمام
الله بالجمعات وحَّد بينهم
وبحجِّ بيت في الحجاز حرام
دين ابن عبد الله دينٌ باسمه
قبض الرشيدُ على الورى بزمام
هو دولةٌ كبرى، وملكٌ شامخٌ
لا محضُ تكبيرٍ، ومحضُ صيام
إن يُزهَ بغير العُرْب من
أجداده الأتراك، والأروام
فأنا الفخورُ بأنني: لا ينتمي
للغير أخوالي، ولا أعمامي
إن تسألوا عني: إلى من أنتمي؟
فإلى رعاة النوق والأغنام
أبغير مجد بني نزارَ ويعربِ
يُزهى عراقيِّ، ويفخر شامي؟
محمود غنيم

الرسالة 17 من مارس سنة 1939م
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2016/01/14 03:58:29 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com