عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > يا أخت عموريْة!

مصر

مشاهدة
2447

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يا أخت عموريْة!

قُلْنَا، وأصْغَى السامعون طويلا
خلُّوا المنابر للسيوف قليلاَ
سُقْنَا الأدلَّةَ كالصباح لهم؛ فما
أَغنَتْ عن الحق الصُّراحِ فَتيلا
مَنْ يستدِلَّ على الحقوق، فلن يَرَى
مثلَ الحسامِ على الحقوق دليلا
إِن صَمَّت الآذانُ، لن تَسمعْ سوى
قَصْفِ المدافع منطِقًا معقولا
لغةُ الخصومِ من الرجوم حروفها
فلْيَقْرَءُوا منها الغداةَ فصولا
لما أََبَوْا أَنْ يفهمُوا إلاَّ بها
رُحْنَا نرتِّلُها لهم ترتيلا
أَدَّتْ رسالتها المنابرُ، وانبرى
حدُّ السلاح بدوره ليقولا
ولقد بحثْتُ عن السلام، فلم أجد
كإراقةِ الدّمِ بالسلام كفيلا
يا آلَ إسرائيلَ، أين المُلْكُ؟ هل
مضَت الرياحُ بمُلْك إسرائيلا؟
أَتحقَّقتْ آمالُكم في دولةٍ
تمتَدُّ عَرْضًا في البلاد وطولا؟
خَدَعَتْكم الأحلامُ في سِنَة الكرى
ما أكذبَ الأحلامَ والتأويلا!
يا بانيًا بالرمل حائطَ مُلكِهِ
فوقَ العُبابِ، أرى البناء مهيلا
هي بِنْيَةٌ قامتْ بغير دعامةٍ
هي دولة قد أنْشِئَتْ لتزولا
لمَّا استهلَّتْ راح يطلب أهلُها
مهدًا فكان النَّعْشُ منه بديلا
طلَبُوا القوابل إذ دنا ميلادها
فتلقَّفَتْها كفُّ عِزْرائيلا
قل للأُلَى نفخوا بها من روحهِم:
هيهاتَ قد وُلدَ الجنينُ قتيلا!
لو أنَّ عيسى جاء يُحييه لما
وَجَدَ الجنينُ إلى الحياةِ سبيلا
ليس الثَّرَى للشاردين بمسكنٍ
رحْبٍ ولا للمُتْعَبينَ مَقِيلا
ولقد يَصِيرُ لناب ليثٍ طُعْمَةً
مَنْ باتَ في غاب الليوثِ نزيلا
«حَيْفَا» فديتُك! ما لجفِنك ساهدًا
ولِلَحْنكِ الشادي استحال عويلا؟
ما بالُ أهلك شُرِّدُوا، وشرَاكِ قد
أمسى بغير لُيُوثِهِ مأهولا؟
أعززْ على أبناءِ يعرُبِ أن يَرَوْا
عَلَمًا يرفُّ على حماك دخيلا!
الْجَوُّ يرقُبُ خَفْقَهُ مستنكرًا
والطيرُ ينظر نحوه مذهولا
لأجاده الغيثُ الهتونُ، ولا هفا
ليلاً برقعته النسيمُ عليلا
يا أختَ «عمُّوريَّةٍ»، لبَّيكِ! قد
دقَّتْ حُماتُك للحروبِ طبولا
ناديتِ «مُعتصمًا»؛ فكان غياثُهُ
جيشًا شَرُوبًا للدماء، أكولا
ما كان بالألفاظ جرسُ جوابهِ
بل كان قَعْقَعةً، وكان صليلا
وأزيزَ أسرابٍ تَصبُّ شُواظَها
فوق الحصون، فتستحيلُ طلُولا
لن يغفرَ العرَبُ الأُباةُ لغادر
هتك الحرائرَ والدَّمَ المطلولا
غَضِبَ الأباةُ لعرضهم فتخضَّبي
يا أرضُ، واجري يا دماءُ سُيُولا
إِنَّا لقَوم ليسَ يُمْحَى عارهُم
حتى يُرَى بدمائهم مغسولا
إِنَّا جعلنا أرضنا للمعتدي
قبرًا، وظِلاٍّ للنزيل ظليلا
فَلْتَطُلب الأوطانُ ما شاءته من
دمنا، تجدْهُ مُرْخَصًا مبذولا
وليشهَد التاريخُ «لليَرْمُوك»، أو
«ذي قارَ» في العصر الحديث مثيلا
وليعلَمِ الثَّقلانِ: أنَّا لم نَزَلَ
نَحْمِي، كما حَمَتِ الجدودُ الغِيلا
الصارمُ العَضْبُ الذي فتحَ الورى
مازال في يدِ أهله مسلولا
النيل لا يرضى هَوَانَ أخ، ولو
أجرى الدماءَ بكلِّ قطر نيلا
لما رأيتُ النيل عبَّأَ جيشَهُ
أتْبَعْتُه التكبيرَ والتهليلا
وذكرتُ «ركنَ الدين» في حَمَلاتِه
إذْ كان يحدو الجيش والأسطولا
فلطالما دكّ القلاع بعزمه
ولطالما ردَّ الجيوش فُلولا
جيشُ الصلاحيِّين سار، كأنني
أبصرت بين صفوفه جبريلا
وكأنني «بابن الوليد»، «وطارقٍ»
«وأبي عبيدة» يركبون خيولا
قلبت طرفي في الجنود؛ فلم أجد
إلا فروعًا يتْبعون أصولا
يتسابقون إلى اللقاء، كأنما
هُوَ نزهةٌ بين الرياض أصيلا
ويُسارعون إلى الحِمامِ، كأنهم
يجدون مُرَّ مذاقِهِ معسولا
الطعنة النجلاءُ تحكي عندهم
طَرْفًا غضيضًا جفنُهُ مكحولا
ويكادُ يحسبُها الجريحُ بجسمه
ثَغرًا؛ فيومئُ نحوَها تقبيلا
يا مصرُ، جيشُكِ جال في ساح الوغى
لا واهنًا عزمًا، ولا مخذولا
داوَي جراحَ الشرق حدُّ سلاحِهِ
وحمى الذِّمارَ، وحقَّقَ المأمولا
ولا زلتِ حصنًا للعروبة شامخًا
يرتدُّ طرْفُ الدهر عنه كليلاَ
محمود غنيم

عندما أعلن قيام دولة إسرائيل، فنشبت الحرب بين العرب وبينها، سنة 1948م.
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2016/01/22 07:44:16 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com