عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود غنيم > تمثال فينوس

مصر

مشاهدة
2552

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

تمثال فينوس

حيِّ الجمال وأَطرِهِ
إِن زرُت بابلَ سحرِه
عرج على تمثاله
والثَم جوانب صخره
واحنِ الجبينَ بقُدسِ مح
راب الفنون وطهره
ما بالُ هذا الحسنِ أف
تَى الجامدون بستره؟
مَن قال: إنَّ الفنَّ يخ
ضَعُ للجمود وأسره؟
ما الكونُ إن لم يَنطلق
فيه انطلاقةَ طيره؟
الفنُّ بدريٌّ له
ما لا يحلُّ لغيره
إنْ شُوِّه استعمالُهُ
فالوِزرُ ليس بوِزره
دع عصبةً نَقَمت علي
ه؛ لأنها لم تَدرِه
يقفون والفَلكُ المحرَّ
ك دائبٌ في سيره
اطبَع على الفنِّ الشَّبا
ب، وبالتَّذَوُّق أغره
إنْ تصقُلوا ذوقَ الشبا
ب، أمنتمو من شره
فِينوسُ يا رمزَ الجما
لِ العبقريِّ وسرِّه
ما أَنتِ إلاَّ متعةُ الرَّ
ائي ومسرحُ فكره
يا ربَّةَ الشَّعر الذي
ما حال أَصفرُ تبره
كرَّ الزمانُ على الحسا
ن، وما حفَلتِ بكرِّه
أبدًا شبابُك ناضرٌ
في مأمنٍ من دهره
أَشَغَفتِه حبٍّا فلم
تعبث يداه بنَضره؟
لم يُبلِ منك سوى الثيا
ب بنابه وبظفِره
لوحي لنا مثل الجُما
ن مجرَّدًا من قشره
الحسنُ وهْو مقنَّعٌ
كالبدر آخرَ شهره
ما حسنُ أُفقٍ سُحبُهُ
يحُجبنَ صفحة بدره؟
من حسنُ روضٍ تَحبِسُ الْ
قُضْبَانُ يانعَ زهره؟
الطِّيب في أحقاقه
متجردٌّ من عطره
والطيرُ فوقَ الغُصن غي
رُ الطيرِ داخلَ وكره
والرِّيمُ يَظهر حسنهُ
في القاع لا في خِدره
يا حاجبينَ الحسنَ، قد
واريتُمُوه بقبره
كم للمُهيمن آيةٌ
منقوشةٌ في سفره
إنِّي أرى الرحمن في
نَبتِ الحقول ونوره
في الرَّملِ أصفرَ ناعمًا
متموِّجًا في قفره
في الماءِ كالبلَّور، يَر
قُصُ موجُه في بحره
في النُّور لمَّاح السَّنا
متأَلِّقًا في فجره
اللهُ في الوجهِ الجمي
لِ، وفي ابتسامةِ ثغره
في الخدِّ كالتفاح لا
يَخبو توقُّدُ جمره
في صُدغ كلِّ مهفهفٍ
كالليل فاحمُ شعره
فل كلِّ أغيدَ ناهدٍ
نَمت الثمارُ بصدره
في كلِّ أهيفَ جاء يخ
طرُ كاشفًا عن نحره
يَسبِي العيُونَ بلدنِ قا
مته ودقَّةِ خَصره
الحسنُ خمرُ الرُّوح فام
لأ، واسقني من خمره
بالله لا تبخل به
أضَمِنتَ طيلةَ عمُره؟
أنا شاعرٌ متحرِّرٌ
لا راهبٌ في ديره
يهوى الجمال، وفي الجما
لِ يصوغُ رائعَ شعره
أنا من أُناسٍ يعرفو
ن له جلالة قدره
الزَّهر لا يَرعَونَهُ
بل يَقنَعُونَ بنشره
حُبُّ الجمال تبتُّل
يحظى المحبُّ بأجره
هذا هو الرأي الذي
لا أَرعَوِي من نشره
مَنْ شكَّ فيه، فإِنه
متخلِّفٌ عن عصره
محمود غنيم

وقف الشاعر أمام تمثال فينوس ربة الجمال، فأوحى إليه بالقصيدة التالية:
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2016/02/03 04:22:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com