يناديني إلى الأشعارِ حائي |
ويطلبُ خدُّكِ الوضّاءُ بائي |
فنسكنُ في خيال الحرفِ قَصْرا |
وكمْ سكنتْ خيالاتي فضائي |
أُضيّفُ كلّ حرفٍ في فؤادي |
وأبني من تمرّدِهِ خِبائي |
أنا المكلومُ بالأشعارِ لكنْ |
سيبقى الشعرُ في سِقَمي دوائي |
وزيف الحرف يسقيهِ اعتكارٌ |
وحرف الشعر يسْقى من صفاءِ |
طليقُ الشوق والأحلام زادي |
وتأسرني مداءاتُ التنائي |
لكلّ قصيدةٍ بنتُ القوافي |
أهدهدها على لامي وخائي |
أنا المقتولُ شعرًا لستُ أدري |
بأي قصيدةٍ وُلِدَ انتهائي |
لقد فاحتْ ليالي الشعر عطْرا |
إذا لبستْ دياجيها بهائي |
أنا المتصفّحُ الليلي شعري |
فأقرأهُ على أُذنِ المساءِ |
إذا اسوّدتْ دروبُ الحلم تيهًا |
أُلوِّنُ كلَّ يأسٍ بالرجاءِ |
كأنَّ الحلمَ تقتلهُ الأماني |
كأنَّ النورَ يُشنَقُ بالضياءِ |
لقد عانيتُ في عينيكِ بُعْدا |
وقد تَعبتْ عيونكِ من عنائي |
على كلِّ الرموشِ أرى دروبي |
سوادُ الرمش يمنحني زَهائي |
دموع الشوق تسري في وريدي |
كأنَّ الدمعَ خالطهُ دمائي |
وهل تُرْوَى قفارُ الوصلِ بُعْدا |
وبعض الماء يظمأُ للجفاءِ |
فإنَّ البيدَ لا تُروى ببيدٍ |
وإنَّ الماءَ لا يُروى بماءِ |
لنا رَقْصٌ من القبلاتِ , حِضنٌ |
وقد رقصتْ ثيابكِ في ردائي |
وما لمستْ فمُ التضليل كأسي |
وما أسقيتُ غدرًا من وفائي |
لنا سرُّ الورودِ يفوحُ صمتا |
وسرُّ الورد يبقى في النقاءِ |
إذاصار الحياءُ بلا حياءٍ |
سيجذبني إلى قلبي حيائي |
ولي زفراتُ تحنانِ الصبايا |
إذا شهقتْ من النجوى هوائي |
ستنتصرُ الهزيمةُ يا ابن ضعفي |
فضعْ في القلبِ سيفكَ لا تُرائي |
حملتُ هزائمي حزنًا بعيني |
وكفُّ النصرِ ما حملت لوائي |
على أذنِ الرجاء وضعت صدري |
لتسمعَ ما أُسِرُّ من النداءِ |
أراقصها إذا دخلت كهوفي |
وتتركني إذا دخلت سمائي |
وأضحكُ دمعةً في كلّ عينٍ |
وأهربُ للبكاءِ من البكاءِ |
أمارسُ في القصيدةِ كلَّ عشقٍ |
ويخطبُ حرفها أحلى النساءِ |