أهوى الغناءَ وإنّي من محبيهِ |
مستثنيا ً منهُ ما انحطّتْ معانيهِ |
ولعت ُ بالشعرِ والألحانِ مِن صغري |
والفنّ أنفقتُ وقتي في نواديهِ |
ميّادةٌ هي للأجيالِ مفخرةٌ |
وكوكبٌ لا يُجارى في أعاليهِ |
لها الصدارةُ والأسماعُ شاهدةٌ |
إذا الغناءُ تبارى فيهِ شاديهِ |
فنٌ أصيلٌ وإبداعٌ ممّيزةٌ |
سماتُهُ غيرُ محتاجٍ لتشبيهِ |
لها أداءٌ جميلٌ لا نظيرَ لهُ |
وصوتها لمْ أجدْ صوتا ً يضاهيهِ |
لهُ على النفسِ سحْرٌ حينَ تخفضهُ |
ويملأُ ُ القلبَ شوقا ً حينَ تُعليهِ |
فاللحنُ يصبحُ أحلى حينَ تنشدهُ |
والشعرُ أعذبَ وَقْعا ً إذْ تغنّيهِ |
قد أسكرَ القلبَ من ميّادةٍ نغمٌ |
أنساهُ عالمهُ القاسي وما فيهِ |
فقلتُ لمّا انتشى الوجدانُ من طربٍ |
هذا الغناءُ الذي يسمو بأهليهِ |
هذا الجمالُ الذي قدْ كانَ يلهمني |
وقدْ بدا الآن في سامي تجلّيهِ |
فاصدحْ لمطربةِ الأجيالِ نجمتنا |
ولْتتْركِ الشعرَ يُهديها قوافيهِ |
ستسمعُ البلبلَ الشادي يكرّمها |
والروضُ ينفحُها زاكي أقاحيهِ |
والبحرُ سوفَ يناغيها بأغنيةٍ |
حتّى تعودَ إلى سكرٍ شواطيهِ |