إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
انْ لم تَخني الذاكرهْ |
على قلوعِ الراحلينْ |
وفوقَ قمصان السعاةِ والحفاةِ |
وفوقَ حباتِ دموع ِالمتعبينْ |
وفي احتراق ِالحرفِ |
بالمخاضِ والولادهْ |
نقشتُ وجهَكِ الحزينْ |
وفيه ادمنتُ هراءَ الشعرِ |
وفيه ادمنتُ حبوبَ الاسبرينْ |
كتبتهُ بادمعِ الخبازِ |
تحت جسرِنا القديمْ |
ومن شفاهِ الياسمينْ |
كنتُ اراهُ في عناقِ النهرِ للشطئانِ |
وفي توهجِ العروقِ في اكفِّ العاشقينْ |
ان لم تخني الذاكرهْ |
فان ذنبي كلُّه اني ولدتُ شاعرا |
أني خلقتُ لي الاهاً كافرا |
عبدتهُ، |
وكنتُ اخفيه اذا رحلتُ في عباءتي |
اخافُ ان تصيبَهُ العيونْ |
شيّدتُ للمعبودِ فوقَ كلِّ واحةٍ |
خباءْ |
اذا بكى |
تّزلزلُ الارضُ جميعاً |
تختفي |
ان لامَسَتْ اقدامُهُ القدسيةُ الصحراءْ |
تنتحرُ الزوابعُ المطيرةُ الهوجاء، ثم تمحي |
قدسْتُهُ في كلِّ صبحٍ ومساءْ |
اوقدْتُ في صومعتي له شموعَ العشقِ |
في التكايا |
ومن دمي لهُ اعتصرتُ الروحَ وجداً والقرابينْ |
عبدْتهُ |
في الجهرِ والخفاءْ |
ابحرتُ فوقَ موجِهِ |
من عامي العشرينْ |
حتى انتهيتُ هاهنا |
في بركةٍ من طينْ |
ضفدعةٌ تنقُّ في احمالِها الخمسينْ |
ترى امثلي انتِ ياصديقتي الشهيدهْ |
بالموتِ تحلمينْ؟ |
الارضُ وحدها تُدفينا |
وصحبُنا الطوالُ ياصديقتي يَجمعنا |
ولنْ نخافْ |
ولن نخافْ |
نعودُ توأمينِ في جنينْ |
في ذلك الديجورِ |
لاسنابكُ الخيولِ |
لالؤلؤ البحرينِ يستهوي الفاتحينْ |
لايأكلُ الكبارُ ياصديقتي الصِغارا |
او يُولدُ الحرفُ خلاسيًا |
بهِ تقدّسُ الدعارهْ |
في ذلك الديجور لاالهٌ |
يستمرئُ الجحودَ |
ويأكلُ المطاطَ والحديدَ والصديدَ |
والنشارهْ |
في ذلك الديجور |
لاتُرجمُ العذراءُ بالحجارهْ |
او تُصلبُ النبوهْ |
لابالمساميرِ تُفضُّ عنوةً |
اغشيةُ البكارهْ |
اني ولدتُ يارفيقتي شهيدْ |
فوقَ نصالِ القتلهْ |
ولنْ تجفَّ من سيوفِ قاتلي الدماءْ |
كيما تدين السفلهْ |
قدْ تُسلخُ الجلودْ |
وتُقلعُ العيونْ |
قدْ تَمّحي من قدمي الاصابعُ |
وتُنزعُ الاطفالُ من افواهِها النهودْ |
وربما تُسرقُ من اسفلتِها الشوارعُ |
وربما يعودُ للغابةِ |
انسانُ القرودْ |
فلنْ يموتَ الانبياءْ |
ولن يموت الفقراء |
ولنْ يموتَ الشعراءْ |
مادامَ في السيقانِ نسغٌ طالعٌ |
مادام في اكفانِنا |
تزمجرُ الزوابعُ |
اني ولدتُ يارفيقتي شهيدْ |