كَأسٌ مِنَ الدُنيا تُدار |
مَن ذاقَها خَلَعَ العِذار |
اللَيلُ قَوّامٌ بِها |
فَإِذا وَنى قامَ النَهار |
وَحَبا بِها الأَعمارَ لَم |
تَدُمِ الطِوالُ وَلا القِصار |
شَرِبَ الصَبِيُّ بِها وَلَم |
يَخلُ المُعَمَّرُ مِن خُمار |
وَحَسا الكِرامُ سُلافَها |
وَتَناوَلَ الهَمَلُ العُقار |
وَأَصابَ مِنها ذو الهَوى |
ما قَد أَصابَ أَخو الوَقار |
وَلَقَد تَميلُ عَلى الجَما |
دِ وَتَصرَعُ الفَلَكَ المُدار |
كَأسُ المَنِيَّةِ في يَدٍ |
عَسراءَ ما مِنها فِرار |
تَجري اليَمينَ فَمَن تَوَل |
لى يَسرَةً جَرَتِ اليَسار |
أَودى الجَريءُ إِذا جَرى |
وَالمُستَميتُ إِذا أَغار |
لَيثُ المَعامِعِ وَالوَقا |
ئِعِ وَالمَواقِعِ وَالحِصار |
وَبَقِيَّةُ الزُمَرِ الَّتي |
كانَت تَذودُ عَنِ الذِمار |
جُندُ الخِلافَةِ عَسكَرُ السُل |
طانِ حامِيَةُ الدِيار |
ضاقَت كَريدُ جِبالُها |
بِكَ يا خَلوصي وَالقِفار |
أَيّامُكُم فيها وَإِن |
طالَ المَدى ذاتُ اِشتِهار |
عَلِمَ العَدُوُّ بِأَنَّكُم |
أَنتُم لِمِعصَمِها سِوار |
أَحدَقتُمُ بِمَقَرِّهِ |
فَتَرَكتُموهُ بِلا قَرار |
حَتّى اِهتَدى مَن كانَ ضَل |
لَ وَثابَ مَن قَد كانَ ثار |
وَاِعتَزَّ رُكنٌ لِلوِلا |
يَةِ كانَ مُنقَضَّ الجِدار |
عِش لِلعُلا وَالمَجدِ يا |
خَيرَ البَنينِ وَلِلفَخار |
أَبكي لِدَمعِكَ جارِياً |
وَلِدَمعِ إِخوَتِكَ الصِغار |
وَأَوَدُّ أَنَّكُمُ رِجا |
لٌ مِثلَ والِدِكُم كِبار |
وَأُريدُ بَيتَكُمُ عَما |
راً لا يُحاكيهِ عَمار |
لا تَخرُجُ النَعماءُ مِن |
هُ وَلا يُزايِلهُ اليَسار |