روَّت ينابيعُ الضياءِ خباءَها | |
|
| وتنفسَ الصبحُ البديعُ بهاءَها |
|
وردٌ تفتحَ للمحبِّ أريجهُ | |
|
| والرائعاتُ المزنُ تنثرُ ماءَها |
|
تختالُ أعطافُ الجمالِ كأنها | |
|
| سحبٌ يتوهُ المجدِبونَ وراءَها |
|
يستحضرُ الحسنُ البهيُّ فريدَةً | |
|
| لم يحتملْ طوقُ الغرامِ ضياءَها |
|
ولها حكاياتُ اللسانِ وثغرهِ | |
|
| وعذوبةُ الألحانِ تعزفُ راءها |
|
رفعَ المتيَّمُ أمنياتِ شجونهِ | |
|
| فلعلَّ يلبسُ في الشتاءِ رداءَها |
|
وبتمتماتِ القلبِ ينظرُ والهاً | |
|
| حين الهوى للعينِ أوقدَ داءَها |
|
لا شعرَ يُسعِفُ عاشقاً ببلاغةٍ | |
|
| كيما يُسَطرُ في العيونِ رُواءَها |
|
أو صوتُ مشتاقٍ بليلَةِ سامرٍ | |
|
| ساقَ القصيدةَ يستمدُّ حِداءَها |
|
إيماءةٌ نادتْ لتتبعها الرُّؤى | |
|
| فتبادلتْ هدبُ الغرامِ نداءَها |
|
يقفُ المريدُ بصمتهِ متوجساً | |
|
| حذرَ الحديثِ ليستبينَ لقاءَها |
|
مستنكراً للَّحظِ يسكنُ هادئاً | |
|
| أوَ ما يرى شهباً تجوبُ سماءَها |
|
|
| بلغتْ حدودَ النُّطقِ تنزعُ لاءَها |
|
وتبيَّنَ البدرُ الجميلُ بليلِها | |
|
| فأبى الجمالُ المستبِدُّ غطاءَها |
|
متمِرِّداً متفرِّداً متوسِّداً | |
|
| بهوَ القِلادةِ قد أحلَّ فضاءَها |
|
ويغيبُ في بهوِ الجمالِ مغامرٌ | |
|
| ملَكَ الإثارةَ واستطابَ عطاءَها |
|
تسقي شرايينَ الغرامِ محبةً | |
|
| وتعيدُ للعينِ الكسولِ شفاءَها |
|
ولقد رأيتُ بما يرى متأمِّلٌ | |
|
| سفنَ الإيابِ توسدتْ ميناءَها |
|
حسبي من البحرِ العظيمِ سفينةٌ | |
|
| عبرتْ بعاشقِها ونالَ ولاءَها |
|