قَليلُ التِلادِ غَيرَ قَوسٍ وَأَسهُمٍ | |
|
| كَأَنَّ الَّذي يَرمي مِنَ الوَحشِ تارِزُ |
|
مُطِلّاً بِزُرقٍ ما يُداوى رَمِيُّها | |
|
| وَصَفراءَ مِن نَبعٍ عَلَيها الجَلائِزُ |
|
تَخَيَّرَها القَوّاسُ مِن فَرعِ ضالَةٍ | |
|
| لَها شَذَبٌ مِن دونِها وَحَواجِزُ |
|
نَمَت في مَكانٍ كَنَّها وَاِستَوَت بِهِ | |
|
| فَما دونَها مِن غيلِها مُتَلاحِزُ |
|
فَما زالَ يَنجو كُلَّ رَطبٍ وَيابِسٍ | |
|
| وَيَنغَلُّ حَتّى نالَها وَهوَ بارِزُ |
|
فَأَنحى إِلَيها ذاتَ حَدٍّ غُرابُها | |
|
| عَدُوٌّ لِأَوساطِ العِضاهِ مُشارِزُ |
|
فَلَمّا اِطمَأَنَّت في يَدَيهِ رَأى غِنىً | |
|
| أَحاطَ بِهِ وَاِزوَرَّ عَمَّن يُحاوِزُ |
|
فَمَظَّعَها عامَينِ ماءَ لِحائِها | |
|
| وَيَنظُرُ مِنها أَيَّها هُوَ غامِزُ |
|
أَقامَ الثِقافُ وَالطَريدَةُ دَرأَها | |
|
| كَما قَوَّمَت ضِغنَ الشَموسِ المَهامِزُ |
|
فَوافى بِها أَهلَ المَواسِمِ فَاِنبَرى | |
|
| لَها بَيِّعٌ يُغلي بِها السَومَ رائِزُ |
|
فَقالَ لَهُ هَل تَشتَريها فَإِنَّها | |
|
| تُباعُ بِما بيعَ التِلادُ الحَرائِزُ |
|
فَقالَ إِزارٌ شَرعَبِيٌّ وَأَربَعٌ | |
|
| مِنَ السِيَراءِ أَو أَواقٍ نَواجِزُ |
|
ثَمانٍ مِنَ الكيرِيِّ حُمرٌ كَأَنَّها | |
|
| مِنَ الجَمرِ ما ذَكّى عَلى النارِ خابِزُ |
|
وَبُردانِ مِن خالٍ وَتِسعونَ دِرهَماً | |
|
| وَمَع ذاكَ مَقروظٌ مِنَ الجِلدِ ماعِزُ |
|
فَظَلَّ يُناجي نَفسَهُ وَأَميرَها | |
|
| أَيَأتي الَّذي يُعطى بِها أَم يُجاوِزُ |
|
فَقالوا لَهُ بايِع أَخاكَ وَلا يَكُن | |
|
| لَكَ اليَومَ عَن رِبحٍ مِنَ البَيعِ لاهِزُ |
|
فَلَمّا شَراها فاضَتِ العَينُ عَبرَةً | |
|
| وَفي الصَدرِ حُزّازٌ مِنَ الوَجدِ حامِزُ |
|
وَذاقَ فَأَعطَتهُ مِنَ اللينِ جانِباً | |
|
| كَفى وَلَهاً أَن يُغرِقَ السَهمَ حاجِزُ |
|
إِذا أَنبَضَ الرامونَ عَنها تَرَنَّمَت | |
|
| تَرَنُّمَ ثَكلى أَوجَعَتها الجَنائِزُ |
|
قَذوفٌ إِذا ما خالَطَ الظَبيَ سَهمُها | |
|
| وَإِن ريغَ مِنها أَسلَمَتهُ النَواقِزُ |
|
كَأَنَّ عَلَيها زَعفَراناً تُميرُهُ | |
|
| خَوازِنُ عَطّارٍ يَمانٍ كَوانِزُ |
|
إِذا سَقَطَ الأَنداءُ صينَت وَأُكرِمَت | |
|
| حَبيراً وَلَم تُدرَج عَلَيها المَعاوِزُ |
|