عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمد التهامي > صوت من المخيم

مصر

مشاهدة
909

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

صوت من المخيم

من قديمٍ ألِفتُ هذى الحكايهْ
طولَ عمري فقد نسيتُ البِدايهْ
بين قَتْلِى ومولدي مُفْزِعاتٌ
هن عمري ومسرحي والروايهْ
تَخْلِطُ الموتَ بالحياةِ ففيها
ليس للعمر مُبْتَدى أو نهايهْ
تارةٌ يسبقُ الفناءُ وجودي
قبل نَبْضِ الحياة تسعى الجِنايهْ
طالما شُقَّت البطونُ الحبَالى
فانتهت مُضْغَةٌ وصارت نُفايهْ
أو هوَىَ المهد فاستُرِدَّت حياةٌ
ما لها بالحياةِ أدْنى دِرايهْ
أو عَوى مدفعٌ فطارت رءوسٌ
خندقت حولنا تصدُّ الرمايهْ
***
أصبح القتلُ في حياتي طريقًا
ورفيقًا على الطريق وغايهْ
صار اسمي إذا ذُكِرتُ بأرضٍ
عن قتيلٍ بغير ذنْبٍ كنايهْ
حلَّ ذَبْحِي لكل مَنْ كان حتى
بالغوا فيه حِرْفَةً وهِوايهْ
غار أهْلي من العدا فتَبَارَوْا
ثم صاروا أشدَّ منهم نِكايهْ
وزَّع القتلَ في المخيم رهطٌ
كان في وَهْمِنا رسولَ العنايهْ
يَفْجَعُ القتلُ إن رَمَتْهُ يمينٌ
كنت في حضنها نشدْتُ الرعايهْ
قد قصدنا حماهُمُ ليت أنَّا
ما لجأنا ولا نَشدنَا الحمايهْ
***
عربدَ الغولُ حين أُوهم أنَّا
قد فقدنا غِطاءنا والوِقايهْ
وتولَّى من راحتينا سلاحٌ
وزَّعتْه الرياحُ في كل غَايهْ
وغدونا لكل غاوٍ متاعًا
يبتغيه ويستَطِيبُ الغِوايهْ
فانبرى يزعم الولاية فينا
حاسبًا أن يُدِيَر فينا الوصايهْ
فإذا العزمُ شامخٌ في حمانا
وله وَحْدَه تعزُّ الولايهْ
ذلك الكائنُ العجيب لشعب
قد بنَتْهُ الخطوب أعْتَى بنايهْ
كل طفل وطفلة فيه صَخْرٌ
مَنْبِتٌ في ذُرا فلسطينَ رايهْ
***
رُوِّعَ الغولُ حين أدرك فينا
لكثير من الأعاجيبِ آيهْ
نحن والقَتْل كالمحبين ذابَا
في غرام ولوعةٍ وشِكايهْ
قد تمادى لقاؤُنا فائتلفنا
لا عزولٌ يصدُّنا أو وِشايهْ
كم سَعَى بيننا سُعَاةٌ كِثَارٌ
ثم ولت ولم تُعَقِّبْ سِعايهْ
إن ضللنا لقاءنا بعض يَوْمٍ
عاودتنا فجمَّعَتنا الهِدايهْ
***
فانظروا فالحياة والموت فينا
واحد، واشهدوا، كفاكم عمايهْ
ليس من مات راحلاً بل مقيمًا
مثل من عاش يستحث النهايهْ
كائنٌ قد تحارُ فيه البَرايَا
صامدٌ خالد يعيد الحكايهْ
قد أذهلَ الهَوْلَ أننا لا نراه
بل نرى فيه ما استحق الزرايهْ
حَيَّر الغولَ أننا قد كشفنا
أن هذا العواء بعض الدعايهْ
أنبتَ القهرُ مخلبًا في يدينا
وسقى الناب بالسموم سِقايهْ
لنذيقَ البعيدَ عنا عذابًا
ونُرَبِّى القريبَ منا رِبَايهْ
قد أكلنا لحومهم حين جعنا
عَطَّلً الشَّرْعُ في المجاعات آيهْ
وسحقنا عظامهم وحفظْنَا
ها لنلقى لَدَى الحصارِ الكفايهْ
ذاك بَعضٌ من الذي قَدَّمُوه
فعَلَى مَنْ جَنَى نَرُدُّ الجِنايهْ
ونعيشُ الحياةَ طولاً وعرضًا
ليتم الرجوعُ هَذى الروايهْ
محمد التهامي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: السبت 2007/03/17 11:10:25 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com