من قديمٍ ألِفتُ هذى الحكايـهْ |
طولَ عمري فقد نسيتُ البِدايهْ |
بين قَتْلِى ومولـدي مُفْزِعـاتٌ |
هن عمري ومسرحي والروايهْ |
تَخْلِطُ الموتَ بالحيـاةِ ففيهـا |
ليس للعمر مُبْتَـدى أو نهايـهْ |
تارةٌ يسبقُ الفنـاءُ وجـودي |
قبل نَبْضِ الحياة تسعى الجِنايهْ |
طالما شُقَّت البطونُ الحبَالـى |
فانتهت مُضْغَةٌ وصارت نُفايـهْ |
أو هوَىَ المهد فاستُرِدَّت حياةٌ |
ما لها بالحيـاةِ أدْنـى دِرايـهْ |
أو عَوى مدفعٌ فطارت رءوسٌ |
خندقت حولنا تصـدُّ الرمايـهْ |
* * * |
أصبح القتلُ في حياتي طريقًـا |
ورفيقًا على الطريـق وغايـهْ |
صار اسمي إذا ذُكِرتُ بـأرضٍ |
عن قتيلٍ بغيـر ذنْـبٍ كنايـهْ |
حلَّ ذَبْحِي لكل مَنْ كان حتـى |
بالغوا فيـه حِرْفَـةً وهِوايـهْ |
غار أهْلي من العـدا فتَبَـارَوْا |
ثم صاروا أشدَّ منهـم نِكايـهْ |
وزَّع القتلَ في المخيـم رهـطٌ |
كان في وَهْمِنا رسولَ العنايـهْ |
يَفْجَعُ القتلُ إن رَمَتْـهُ يميـنٌ |
كنت في حضنها نشدْتُ الرعايهْ |
قد قصدنا حماهُـمُ ليـت أنَّـا |
ما لجأنا ولا نَشدنَـا الحمايـهْ |
* * * |
عربدَ الغولُ حين أُوهـم أنَّـا |
قد فقدنـا غِطاءنـا والوِقايـهْ |
وتولَّى مـن راحتينـا سـلاحٌ |
وزَّعتْه الرياحُ في كـل غَايـهْ |
وغدونـا لكـل غـاوٍ متاعًـا |
يبتغيـه ويستَطِيـبُ الغِوايـهْ |
فانبرى يزعـم الولايـة فينـا |
حاسبًا أن يُدِيَر فينا الوصايـهْ |
فإذا العزمُ شامخٌ فـي حمانـا |
ولـه وَحْـدَه تعـزُّ الولايـهْ |
ذلك الكائنُ العجيـب لشعـب |
قد بنَتْهُ الخطوب أعْتَى بنايـهْ |
كل طفل وطفلة فيـه صَخْـرٌ |
مَنْبِتٌ في ذُرا فلسطيـنَ رايـهْ |
* * * |
رُوِّعَ الغولُ حيـن أدرك فينـا |
لكثير مـن الأعاجيـبِ آيـهْ |
نحن والقَتْل كالمحبيـن ذابَـا |
في غـرام ولوعـةٍ وشِكايـهْ |
قد تمـادى لقاؤُنـا فائتلفنـا |
لا عزولٌ يصدُّنـا أو وِشايـهْ |
كم سَعَى بيننـا سُعَـاةٌ كِثَـارٌ |
ثم ولت ولـم تُعَقِّـبْ سِعايـهْ |
إن ضللنا لقاءنا بعـض يَـوْمٍ |
عاودتنـا فجمَّعَتنـا الهِدايـهْ |
* * * |
فانظروا فالحياة والموت فينـا |
واحد، واشهدوا، كفاكم عمايهْ |
ليس من مات راحلاً بل مقيمًا |
مثل من عاش يستحث النهايهْ |
كائنٌ قد تحـارُ فيـه البَرايَـا |
صامدٌ خالـد يعيـد الحكايـهْ |
قد أذهلَ الهَوْلَ أننـا لا نـراه |
بل نرى فيه ما استحق الزرايهْ |
حَيَّر الغولَ أننـا قـد كشفنـا |
أن هذا العواء بعض الدعايـهْ |
أنبتَ القهرُ مخلبًا فـي يدينـا |
وسقى الناب بالسموم سِقايـهْ |
لنذيـقَ البعيـدَ عنـا عذابًـا |
ونُرَبِّى القريـبَ منـا رِبَايـهْ |
قد أكلنا لحومهم حيـن جعنـا |
عَطَّلً الشَّرْعُ في المجاعات آيهْ |
وسحقنـا عظامهـم وحفظْنَـا |
ها لنلقى لَدَى الحصارِ الكفايهْ |
ذاك بَعضٌ من الـذي قَدَّمُـوه |
فعَلَى مَنْ جَنَى نَـرُدُّ الجِنايـهْ |
ونعيشُ الحياةَ طولاً وعرضًـا |
ليتم الرجوعُ هَـذى الروايـهْ |