إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الليل والسوق القديم |
خفتت به الأصوات إلا غمغمات العابرين |
وخطى الغريب وما تثبت الريح من نغم حزين |
في ذلك الليل البهيم |
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين |
والنور تعصره المصابيح الحزانى في شحوب |
مثل الضباب على الطريق |
من كل حانوت عتيق |
بين الوجوة الشاحبات كأنه نغم يذوب |
في ذلك السوق القديم |
كم طاف قبلي من غريب |
في ذلك السوق الكئيب |
فرأى وأغمض مقلتيه وغاب في الليل البهيم |
وارتج في حلق الدخان خيال نافذه تضاء |
والريح تعبث بالدخان |
الريح تعبث بالدخان |
الريح تعبث في فتور واكتئاب بالدخان |
وصدى غناء |
ناء يذكر بالليالي المقمرات وبالنخيل |
وأنا الغريب .. أظل أسمعه واحلم بالرحيل |
في ذلك السوق القديم |
يرمي الظلال على الظلال كأنها اللحن الرتيب |
ويرتق ألوان المغيب الباردات على الجدار |
بين الرفوف الرازحات كأنها سحب المغيب |
الكوب يحلم بالشراب وبالشفاة |
ويد تلونها الظهيرة والسراج أو النجوم |
ولربما بردت عليه وحشرجت فيه الحياة |
في ليلة ظلماء باردة الكواكب والرياح |
في مخدع سهر السراج به وأطفأه الصباح |
ورأيت من خلل الدّخان مشاهد الغد كالظلال |
تلك المناديل الحيارى وهي تومئ بالوداع |
أو تشرب الدمع الثقيل، وما تزال |
تطفو وترسب في خيالي هوّم العطر المضاع |
فيها وخضّبها الدم الجاري! |
لون الدجى وتوقّد النار |
يجلو الأريكة ثم تخفيها الظلال الراعشات |
يخبو ويسطع ثم يحتجب |
ودم يغمغم وهو يقطر ثم يقطر: مات ...مات |
الليل، والسوق القديم، وغمغمات العابرين |
وخطى الغريب |
وأنت أيتها الشموع ستوقدين |
في المخدع المجهول في الليل الذي لن تعرفيه |
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف |
حقل تموج به السنابل تحت أضواء الغروب |
تتجمع الغرباء فيه |
تلقين ضوءك في ارتخاء مثل امساء الخريف |
في ليلة قمراء سكرى بالأغاني في الجنوب |
نقر الداربك من بعيد |
يتهامس السعف الثقيل به ويصمت من جديد! |
قد كان قلبي مثلكن، وكان يحلم باللهيب |
نار الهوى ويد الحبيب |
ما زال يحترق الحياة، وكان عام بعد عام |
يمضي، ووجه بعد وجه مثلما غاب الشراع |
بعد الشراع وكان يحلم في سكون، في سكون |
بالصدر، والفم، والعيون |
والحب ظلله الخلود .. فلا لقاء ولا وداع |
لكنه الحلم الطويل |
بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل |
بالأمس كان وكان ثم خبا، وأنساه الملال |
واليأس، حتى كيف يحلم بالضياء فلا حنين |
الصيف يحتضن الشتاء ويذهبان وما يزال |
كالمنزل المهجور تعوي في جوانبه الرياح |
كالسلم المنهار، لا ترقاه في الليل الكئيب |
قدم ولا قدم ستهبطه إذا التمع الصباح |
ما زال قلبي في المغيب |
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء |
حتى أتيت هي والضياء! |
ما زال لي منها سوى أنا التقينا منذ عام |
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق |
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام |
أتسير وحدك في الظلام |
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق |
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد من بعيد |
أنا سوف أمضي باحثا عنها سألقاها هناك |
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك |
قالت ورجع ما تبوح به الصدى أنا من تريد |
أنا من تريد فأين تمضي؟ فيم تضرب في القفار |
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار |
أنا من تريد وقبلتني ثم قالت والدموع |
في مقلتيها غير أنك لن ترى حلم الشباب |
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب |
لولا الأغاني وهي تعلو نصف وسنى والشموع |
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء في ارتخاء |
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل |
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل |
لا يأس فيه ولا رجاء |
أنا أيها النائي القريب |
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون |
لك أنت أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون |
هذا الغرام أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب |
لعنات أمي وهي تبكي أيها الرجل الغريب |
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى لن تسير |
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك |
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد السير |
أنا سوف أمضي فاتركيني: سوف ألقاها هناك |
عند السراب |
فطوقتني وهي تهمس: لن تسير |
أنا من تريد، فأين تمضي بين أحداق الذئاب |
تتلمس الدرب البعيد |
فصرخت: سوف أسير ما دام الحنين إلى السراب |
في قلبي الظامي دعيني أسلك الدرب البعيد |
حتى أراها في انتظاري: ليس أحداق الذئاب |
أقسى على من الشموع |
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام |
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام! |
أنا سوف أمضي! فارتخت عني يداها والظلام |
يطغي ... |
ولكني وقفت وملء عيني الدموع! |
في ليلة العرس التي تترقبين، ولا الظلام |
والريح والأشباح أقسى منك أنت أو الأنام! |
أنا سوف أمضي! فارتخت عني يداها والظلام |
يطغي ... |
ولكني وقفت وملء عيني الدموع! |