سَكَنَ الزَمانُ وَلانَتِ الأَقدارُ | |
|
| وَلِكُلِّ أَمرٍ غايَةٌ وَقَرارُ |
|
أَرخى الأَعِنَّةَ لِلخُطوبِ وَرَدَّها | |
|
| فَلَكٌ بِكُلِّ فُجاءَةٍ دَوّارُ |
|
يَجري بِأَمرٍ أَو يَدورُ بِضِدِّهِ | |
|
| لا النَقضُ يُعجِزُهُ وَلا الإِمرارُ |
|
هَل آذَنَتنا الحادِثاتُ بِهُدنَةٍ | |
|
| وَهَل اِستَجابَ فَسالَمَ المِقدارُ |
|
سُدِلَ السِتارُ وَهَل شَهِدتَ رِوايَةً | |
|
| لَم يَعتَرِضها في الفُصولِ سِتارُ |
|
وَجَرَت فَما اِستَولَت عَلى الأَمَدِ المُنى | |
|
| وَعَدَت فَما حَوَتِ المَدى الأَوطارُ |
|
دونَ الجَلاءِ وَدونَ يانِعِ وَردِهِ | |
|
| خُطُواتُ شَعبٍ في القَتادِ تُسارُ |
|
وَبِناءُ أَخلاقٍ عَلَيهِ مِنَ النُهى | |
|
| سُوَرٌ وَمِن عِلمِ الزَمانِ إِطارُ |
|
وَحَضارَةٌ مِن مَنطِقِ الوادي لَها | |
|
| أَصلٌ وَمِن أَدَبِ البِلادِ نِجارُ |
|
أَعمى هَوى الوَطَنِ العَزيزِ عِصابَةٌ | |
|
| مُستَهتِرينَ إِلى الجَرائِمِ ساروا |
|
يا سوءَ سُنَّتِهِم وَقُبحَ غُلُوِّهِم | |
|
| إِنَّ العَقائِدَ بِالغُلُوِّ تُضارُ |
|
وَالحَقُّ أَرفَعُ مِلَّةً وَقَضِيَّةً | |
|
| مِن أَن يَكونَ رَسولُهُ الإِضرارُ |
|
أُخِذَت بِذَنبِهِمُ البِلادُ وَأُمَّةٌ | |
|
| بِالريفِ ما يَدرونَ ما السِردارُ |
|
في فِتنَةٍ خُلِطَ البَريءُ بِغَيرِهِ | |
|
| فيها وَلُطِّخَ بِالدَمِ الأَبرارُ |
|
لَقِيَ الرِجالُ الحادِثاتِ بِصَبرِهِم | |
|
| حَتّى اِنجَلَت غُمَمٌ لَها وَغِمارُ |
|
لانوا لَها في شِدَّةٍ وَصَلابَةٍ | |
|
| لَينَ الحَديدِ مَشَت عَلَيهِ النارُ |
|
الحَقُّ أَبلَجُ وَالكِنانَةُ حُرَّةٌ | |
|
| وَالعِزُّ لِلدُستورِ وَالإِكبارُ |
|
الأَمرُ شورى لا يَعيثُ مُسَلَّطٌ | |
|
| فيهِ وَلا يَطغى بِهِ جَبّارُ |
|
إِنَّ العِنايَةَ لِلبِلادِ تَخَيَّرَت | |
|
| وَالخَيرُ ما تَقضي وَما تَختارُ |
|
عَهدٌ مِنَ الشورى الظَليلَةِ نُضِّرَت | |
|
| آصالُهُ وَاِخضَلَّتِ الأَسحارُ |
|
تَجني البِلادُ بِهِ ثِمارَ جُهودِها | |
|
| وَلِكُلِّ جُهدٍ في الحَياةِ ثِمارُ |
|
بُنيانُ آباءٍ مَشَوا بِسِلاحِهِم | |
|
| وَبَنينَ لَم يَجِدوا السِلاحَ فَثاروا |
|
فيهِ مِنَ التَلِّ المُدَرَّجِ حائِطٌ | |
|
| وَمِنَ المَشانِقِ وَالسُجونِ جِدارُ |
|
أَبَتِ التَقَيُّدَ بِالهَوى وَتَقَيَّدَت | |
|
| بِالحَقِّ أَو بِالواجِبِ الأَحرارُ |
|
في مَجلِسٍ لا مالُ مِصرَ غَنيمَةٌ | |
|
| فيهِ وَلا سُلطانُ مِصرَ صِغارُ |
|
ما لِلرِجالِ سِوى المَراشِدَ مَنهَجٌ | |
|
| فيهِ وَلا غَيرَ الصَلاحِ شِعارُ |
|
يَتَعاوَنونَ كَأَهلِ دارٍ زُلزِلَت | |
|
| حَتّى تَقَرَّ وَتَطمَئِنَّ الدارُ |
|
يُجرونَ بِالرِفقِ الأُمورَ وَفُلكَها | |
|
| وَالريحُ دونَ الفُلكِ وَالإِعصارُ |
|
وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالأَناةِ سَلامَةٌ | |
|
| وَمَعَ المُجَدِّدِ بِالجِماحِ عِثارُ |
|
الأُمَّةُ اِئتَلَفَت وَرَصَّ بِناءَها | |
|
| بانٍ زَعامَتُهُ هُدىً وَمَنارُ |
|
أَسَدٌ وَراءَ السِنِّ مَعقودُ الحُبا | |
|
| يَأبى وَيَغضَبُ لِلشَرى وَيَغارُ |
|
كَهفُ القَضِيَّةِ لا تَنامُ نُيوبُهُ | |
|
| عَنها وَلا تَتَناعَسُ الأَظفارُ |
|
يَومَ الخَميسِ وَراءَ فَجرِكَ لِلهُدى | |
|
| صُبحٌ وَلِلحَقِّ المُبينِ نَهارُ |
|
ما أَنتَ إِلّا فارِسِيٌّ لَيلُهُ | |
|
| عُرسٌ وَصَدرُ نَهارِهِ إِعذارُ |
|
بَكَرَت تُزاحِمُ مِهرَجانِكَ أُمَّةٌ | |
|
| وَتَلَفَّتَت خَلفَ الزِحامِ دِيارُ |
|
وَرَوى مَواكِبَكَ الزَمانُ لِأَهلِهِ | |
|
| وَتَنَقَّلَت بِجَلالِها الأَخبارُ |
|
أَقبَلتَ بِالدُستورِ أَبلَجَ زاهِراً | |
|
| يَفتَنُّ في قَسَماتِهِ النُظّارُ |
|
وَذُؤابَةُ الدُنيا تَرِفُّ حَداثَةً | |
|
| عَن جانِبَيهِ وَلِلزَمانِ عِذارُ |
|
يَحمي لَفائِفَهُ وَيَحرُسُ مَهدَهُ | |
|
| شَيخٌ يَذودُ وَفِتيَةٌ أَنصارُ |
|
وَكَأَنَّهُ عيسى الهُدى في مَهدِهِ | |
|
| وَكَأَنَّ سَعداً يوسُفُ النَجّارُ |
|
التاجُ فُصِّلَ في سَمائِكَ بِالضُحى | |
|
| مِنكَ الحِلى وَمِنَ الضُحى الأَنوارُ |
|
يَكسو مِنَ الدُستورِ هامَةَ رَبِّهِ | |
|
| ما لَيسَ يَكسو الفاتِحينَ الغارُ |
|
بِالحَقِّ يَفتَحُ كُلُّ هادٍ مُصلِحٍ | |
|
| ما لَيسَ يَفتَحُ بِالقَنا المِغوارُ |
|
وَطَني لَدَيكَ وَأَنتَ سَمحٌ مُفضِلٌ | |
|
| تُنسى الذُنوبُ وَتُذكَرُ الأَعذارُ |
|
تابَ الزَمانُ إِلَيكَ مِن هَفَواتِهِ | |
|
| بِوَزارَةٍ تُمحى بِها الأَوزارُ |
|