عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > مثنى ابراهيم دهام > أرض الأعاجيب

العراق

مشاهدة
531

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أرض الأعاجيب

ما بالها لمْ تزلْ تبكي وتنتحبُ
ما فاضَ فيها دمٌ أو أمطرتْ سُحُبُ
أو دبَّ فيها بنو صهيون صاخبةٌ
أحلامهم والرؤى أمٌّ لهم وأبُ
هل مرَّ فوق ثراها الشرُّ منتشياً
أمْ مرَّ فوق ثراها الخوف والتعبُ
أمْ أدركتها خيول الغاصبين وما
أودى بها رَهَبٌ في طيّه رَهَبُ
أرضُ الأعاجيب والتاريخ مطحنة ٌ
فيها وحربٌ وفيها الهول والعجبُ
ما مرَّ يومٌ عليها دون ملحمةٍ
صخّابةٍ هكذا قالتْ ليَ الكتبُ
تحيا وتلك الرّحى تحيا على دمها
وللجراح على أرجائها صخبُ
مُذ خَط َّ فيها حمورابي مسلّته
بالأحرف البكر والإنسان ينتحبُ
رفقاً بها لمْ تزلْ تعبى مواجعها
تخضلُّ من جرحها الآماد والحقبُ
الدهرُ يومان فيها، يوم فاجعةٍ
ويومُ نصرٍ لها في صبحهِ طربُ
فللمنايا على ساحاتها لعبٌ
وللمناقب في آفاقها لعبُ
معاول الهدم فيها منذ نشأتها
ولمْ تزلْ في مهبِّ الريح تنتصبُ
حينَ استفاقَ بها التاريخ داهمها
طيش الحضارات فاستشرى بها العطبُ
واجتاحها الزمن العاتي وما صنعتْ
فيها النوائبُ والحرمان والسغبُ
واليوم لا حرَّة ً تحيا سوى أملٍ
يحيا عليها ولا لومٌ ولا عتبُ
هذا زمان الردى ظلٌّ له ويدٌ
مخضوبة ُ الكفِّ منها يقدح الغضبُ
هذا هو الزمن المجنون علّمهُ
وحي الأساطير ما يعطي وما يهبُ
ما زال يلقي ظلالا ً والمدى حُجُبٌ
حتّى الثرى عن سماء الله يحتجبُ
والأرضُ ضارعة ٌ لله باكية ٌ
مُذ أصبحتْ بدم الإنسان تختضبُ
تصخابُ موتٍ عليها وامتزاج دم ٍ
فيها بدمع ٍ مع النهرين ينسكبُ
لا تعذلوها إذا ما أنبتتْ فزعاً
لا تعذلوها إذا باحتْ بما يجبُ
لا تعذلوها فما جدَّ الزمان بها
إلا وجدَّ عليها للأسى سببُ
من سالف الدهر عاث المجرمون بها
و الظالمون وما شاءوا وما رغبوا
من سالف الدهر والأيام حالكة ٌ
والشرُّ في حَلك الأيام يصطخبُ
من سالف الدهر ذا جرحٌ وذا لهبٌ
بلْ تلك أرضٌ بها التاريخ يلتهبُ
كمْ سالَ فيها دمٌ كمْ نالها ألمٌ
كمْ ضاع فيها غدٌ كمْ أظلمتْ حقبُ
كمْ روّعوها وكمْ داستْ مناكبها
جحافل الغزو والطغيان والنوَبُ
كمْ دبَّ فيها كما دبَّ الردى تترٌ
جاءوا إلى هذه الدنيا وما ذهبوا
مازال جنكيزها حيّا ً وغاصبها
يجثو عليها وموج الموت يضطربُ
والسافلون الألى قامتْ قيامتهمْ
لمّا رأوها إلى آفاقها تَثِبُ
أرض الأعاجيب لا يرضون أنَّ لها
مجد الحضارات والخير الّذي نهبوا
الغربُ ما غربتْ عنها مكائدهُ
والشرقُ تلكَ بنو صهيون والعربُ
والقاتلون الهوى فيها بلا سببٍ
إلا لأنَّ الهوى فيها هوىً عذبُ
والقاطعون بحاراً دونها طلباً
للحرب يا بئسَ ما شاءوا وما طلبوا
والحاشدون حشود الشرِّ جمَّعهمْ
في ملّة الشرِّ أنْ كلٌّ له أَرَبُ
الغاصبون السنا فيها وما اغتصبوا
والجالبون الردى فيها وما جلبوا
والناهبون غلالَ الأرض ضيّعهمْ
شيطانهمْ في روابيها بما نهبوا
إذْ يستفيقون من خوفٍ ومن هلع ٍ
والشمسُ في كبد الآفاق تحتجبُ
هذا العراق وهذا دأبه وطنٌ
لكل خطبٍ عظيم الهول يُنتدبُ
ماذا يقولون لو مادتْ أو انخسفتْ
أرض المنايا بهمْ واهتزَّت الشهبُ
ماذا يقولون لو آنَ الأوان وما
أبقى لهمْ ساعة ً ينجي بها الهربُ؟
أرض الأعاجيب والأيام تجرفني
نحو المجاهيل والساحات تلتهبُ
لا تعذليني إذا أسرفتُ في ألمي
لا تعذليني إذا أودَتْ بيَ النوَبُ
أرض الأعاجيب ما غنّيت أغنيتي
إلا لأنَّ الهوى في خافقي لجبُ
مثنى ابراهيم دهام

ديوان: أرض الأعاجيب
التعديل بواسطة: مثنى ابراهيم دهام
الإضافة: الأربعاء 2016/12/28 12:17:05 صباحاً
التعديل: الأربعاء 2016/12/28 02:52:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com