أَيُّها المُنتَحي بِأَسوانَ داراً | |
|
| كَالثُرَيّا تُريدُ أَن تَنقَضّا |
|
اِخلَعِ النَعلَ وَاِخفِضِ الطَرفَ وَاِخشَع | |
|
| لا تُحاوِل مِن آيَةِ الدَهرِ غَضّا |
|
قِف بِتِلكَ القُصورِ في اليَمِّ غَرقى | |
|
| مُمسِكاً بَعضُها مِنَ الذُعرِ بَعضا |
|
كَعَذارى أَخفَينَ في الماءِ بَضّاً | |
|
| سابِحاتٍ بِهِ وَأَبدَينَ بَضّا |
|
مُشرِفاتٍ عَلى الزَوالِ وَكانَت | |
|
| مُشرِفاتٍ عَلى الكَواكِبِ نَهضا |
|
شابَ مِن حَولِها الزَمانُ وَشابَت | |
|
| وَشَبابُ الفُنونِ مازالَ غَضّا |
|
رُبَّ نَقشٍ كَأَنَّما نَفَضَ الصا | |
|
| نِعُ مِنهُ اليَدَينِ بِالأَمسِ نَفضا |
|
وَدُهانٍ كَلامِعِ الزَيتِ مَرَّت | |
|
| أَعصُرٌ بِالسِراجِ وَالزَيتِ وُضّا |
|
وَخُطوطٍ كَأَنَّها هُدبُ ريمٍ | |
|
| حَسُنَت صَنعَةً وَطولاً وَعَرضا |
|
وَضَحايا تَكادُ تَمشي وَتَرعى | |
|
| لَو أَصابَت مِن قُدرَةِ اللَهِ نَبضا |
|
وَمَحاريبَ كَالبُروجِ بَنَتها | |
|
| عَزَماتٌ مِن عَزمَةِ الجِنِّ أَمضى |
|
شَيَّدَت بَعضَها الفَراعينُ زُلفى | |
|
| وَبَنى البَعضَ أَجنَبٌ يَتَرَضّى |
|
وَمَقاصيرُ أُبدِلَت بِفُتاتِ ال | |
|
| مِسكِ تُرباً وَبِاليَواقيتِ قَضّا |
|
حَظُّها اليَومَ هَدَّةٌ وَقَديماً | |
|
| صُرِّفَت في الحُظوظِ رَفعاً وَخَفضا |
|
سَقَتِ العالَمينَ بِالسَعدِ وَالنَخ | |
|
| سِ إِلى أَن تَعاطَتِ النَحسَ مَحضا |
|
صَنعَةٌ تُدهِشُ العُقولَ وَفَنٌّ | |
|
| كانَ إِتقانُهُ عَلى القَومِ فَرضا |
|
يا قُصوراً نَظَرتُها وَهيَ تَقضي | |
|
| فَسَكَبتُ الدُموعَ وَالحَقُّ يُقضى |
|
أَنتِ سَطرٌ وَمَجدُ مِصرَ كِتابٌ | |
|
| كَيفَ سامَ البِلى كِتابَكَ فَضّا |
|
وَأَنا المُحتَفي بِتاريخِ مِصرٍ | |
|
| مَن يَصُن مَجدَ قَومِهِ صانَ عِرضا |
|
رُبَّ سِرٍّ بِجانِبَيكَ مُزالٍ | |
|
| كانَ حَتّى عَلى الفَراعينِ غُمضا |
|
قُل لَها في الدُعاءِ لَو كانَ يُجدي | |
|
| يا سَماءَ الجِلالِ لا صِرتِ أَرضا |
|
حارَ فيكِ المُهَندِسونَ عُقولاً | |
|
| وَتَوَلَّت عَزائِمُ العِلمِ مَرضى |
|
أَينَ مَلِكٌ حِيالَها وَفَريدٌ | |
|
| مِن نِظامِ النَعيمِ أَصبَحَ فَضا |
|
أَينَ فِرعَونُ في المَواكِبِ تَترى | |
|
| يَركُضُ المالِكينَ كَالخَيلِ رَكضا |
|
ساقَ لِلفَتحِ في المَمالِكِ عَرضاً | |
|
| وَجَلا لِلفَخارِ في السِلمِ عَرضا |
|
أَينَ إيزيسَ تَحتَها النيلُ يَجري | |
|
| حَكَمَت فيهِ شاطِئَينِ وَعَرضا |
|
أَسدَلَ الطَرفَ كاهِنٌ وَمَليكٌ | |
|
| في ثَراها وَأَرسَلَ الرَأسَ خَفضا |
|
يُعرَضُ المالِكونَ أَسرى عَلَيها | |
|
| في قُيودِ الهَوانِ عانينَ جَرضى |
|
ما لَها أَصبَحَت بِغَيرِ مُجيرٍ | |
|
| تَشتَكي مِن نَوائِبِ الدَهرِ عَضّا |
|
هِيَ في الأَسرِ بَينَ صَخرٍ وَبَحرٍ | |
|
| مُلكَةٌ في السُجونِ فَوقَ حَضوضى |
|
أَينَ هوروسُ بَينَ سَيفٍ وَنِطعٍ | |
|
| أَبِهَذا في شَرعِهِم كانَ يُقضى |
|
لَيتَ شِعري قَضى شَهيدَ غَرامٍ | |
|
| أَم رَماهُ الوُشاةُ حِقداً وَبُغضا |
|
رُبَّ ضَربٍ مِن سَوطِ فِرعَونَ مَضٍّ | |
|
| دونَ فِعلِ الفِراقِ بِالنَفسِ مَضّا |
|
وَهَلاكٍ بِسَيفِهِ وَهوَ قانٍ | |
|
| دونَ سَيفٍ مِنَ اللَواحِظِ يُنضى |
|
قَتَلوهُ فَهَل لِذاكَ حَديثٌ | |
|
| أَينَ راوي الحَديثِ نَثراً وَقَرضا |
|
يا إِمامَ الشُعوبِ بِالأَمسِ وَاليَو | |
|
| مِ سَتُعطى مِنَ الثَناءِ فَتَرضى |
|
مِصرُ بِالنازِلينَ مِن ساحِ مَعنٍ | |
|
| وَحِمى الجودِ حاتِمُ الجودِ أَفضى |
|
كُن ظَهيراً لِأَهلِها وَنَصيراً | |
|
| وَاِبذُلِ النُصحَ بَعدَ ذَلِكَ مَحضا |
|
قُل لِقَومٍ عَلى الوِلاياتِ أَيقا | |
|
| ظٍ إِذا ذاقَتِ البَرِيَّةُ غُمضا |
|
شيمَةُ النيلِ أَن يَفي وَعَجيبٌ | |
|
| أَحرَجوهُ فَضَيَّعَ العَهدَ نَقضا |
|
حاشَهُ الماءُ فَهوَ صَيدٌ كَريمٌ | |
|
| لَيتَ بِالنيلِ يَومَ يَسقُطُ غَيضا |
|
شيدَ وَالمالُ وَالعُلومُ قَليلٌ | |
|
| أَنقَذوهُ بِالمالِ وَالعِلمِ نَقضا |
|