أمّا الجَوَادُ، فَقَدْ بَلَوْنَا يَوْمَهُ، | |
|
| وَكَفَى بِيَوْمٍ مُخْبِراً عَنْ عَامِهِ |
|
جَارَى الجِيَادَ، فَطَارَ عَنْ أوْهامها | |
|
| سَبْقاً، وكَادَ يَطيرُ عَنْ أوْهَامِهِ |
|
جَذْلانُ، تَلْطُمُهُ جَوَانبُ غُرّةٍ، | |
|
| جَاءَتْ مَجيءَ البَدْرِ عِندَ تَمَامِهِ |
|
وَاسْوَدّ ثمَّ صَفَتْ، لعَيْنَيْ نَاظِرٍ، | |
|
| جَنَبَاتُهُ، فأضَاءَ في إظْلامِهِ |
|
مَالَتْ جَوَانِبُ عُرْفِهِ، فََكَأنّهَا | |
|
| عَذَبَاتُ أثْلٍ مَالَ تَحتَ حَمَامِهِ |
|
وَمُقَدَّمِ الأُذْنَينِ، تَحْسِبُ أنّهُ | |
|
| بِهِمَا يَرَى الشّخْصَ الذي لأمَامِهِ |
|
يَختالُ في استِعرَاضِهِ وَيُكبُّ في استدْ | |
|
| بارِهِ، وَيَشِبُّ في اسْتِقْدَامِهِ |
|
وَإذا التَقَى الثَّفْرَ القَصِيرَ وَرَاءَهُ، | |
|
| فالطّولُ حَظُّ عِنَانِهِ وَحزَامِهِ |
|
وَكَأنّ فَارِسَهُ، وَرَاءَ قَذالِهِ، | |
|
| رِدْفٌ، فَلَسْتَ تَرَاهُ مِنْ قُدّامِهِ |
|
لانَتْ مَعَاطِفُهُ، فَخُيّلَ أنّهُ، | |
|
| للخَيْزُرَانِ، مُنَاسِبٌ بِعِظَامِهِ |
|
في شُعْلَةٍ كالشّيبِ لاحَ بمَفْرِقي، | |
|
| غَزَلٌ لهَا عَنْ شَيْبِهِ بِغَرَامِهِ |
|
وَمُرَدَّدٍ بَينَ القَوَافي يَجْتَني | |
|
| مَا شَاءَ مِنْ ألِفِ القَرِيضِ وَلامِهِ |
|
وَكَأنّ صَهْلَتَهُ، إذا اسْتُعْلي بِها، | |
|
| رَعْدٌ يَُقَعْقِعَُ في ازْدِحَامِ غَمَامِهِ |
|
مِثْلُ العُقابِ انْقَضّ مِنْ عَلْيَائِهِ، | |
|
| في بَاقِرِ الصَّمّانِ، أوْ أرْآمِهِ |
|
أَو كالغُرَابِ غَدَا يُبَاري صَحْبَهُ | |
|
| بِسَوَادِ نُقْبَتِهِ، وَحُسنِ قَوَامِهِ |
|
لا شيءَ أجْوَدَ مِنْهُ غَيرُ فَتًى غَدَا | |
|
| مِنْ جُودِهِ الأوْفَى، وَمِنْ إنْعامِهِ |
|
أرْسَلْتُهُ مِلْءَ العُيُونِ مُسَلَّماً | |
|
| مِنْهَا، بشَهْوَتِهَا لِطُولِ دَوَامِهِ |
|
وَكَأنّ كُلّ عَجِيبَةٍ مَوْصُولَةٍ | |
|
| بِتَقَسّمِ اللّحَظَاتِ في أقْسَامِهِ |
|
وَالطِّرْفُ أجْلَبُ زَائِرٍ لِمَؤونَةٍ، | |
|
| مَا لمْ تُزِرْهُ بسَرْجِهِ وَلِجَامِهِ |
|