صديقي وللأحزانِ في القلبِ مَوسمٌ |
ولي في شِتاءِ العِشقِ قلبٌ تَحَجَّرا |
صُلِبتُ على جذعِ المآسي، وَخَافِقِي |
يَلُوكُ غبارَ الصمتِ، يقتاتُهُ السُّرى |
أطيرُ إلى منْ؟ كلما رمتُ نجمةً |
تجاوزتها شوقاً وما اجتازتِ الثرى |
وأهفو إليها كُلَّمَا جئتُ ظامئاً |
يلوِّحُ ظِلُّ الماءِ من شُرفةِ العَرَا |
ومنْ نجمةٍ غابتْ إلى نجمةٍ بدتْ |
أُجَدِّفُ بالأَحلامِ والموجُ لا يَرَى |
على زورقِ العشاقِ كم طُفتُ بالمنى |
فعُدتُ على الأحداقِ دمعاً مُعفَّرا |
أنا في فصولِ العشقِ فصلٌ محايدٌ |
حوى البرْدَ والحُمَّى جديباً ومُزهرا |
وبي من جنونِ الريحِ ما يُعشِبُ الحصى |
ويجعلُ ملحَ البحرِ ينداحُ سُكَّرا |
أنا والهوى رُوحانِ نايٌ وشاعرٌ |
مُزِجنا بكفِّ اللهِ من دَهشةِ القُرى |
صديقي، لماذا كلما قلتُ: جنةٌ |
سَقطتَ بحضنِ النارِ ..؟ ما السرُّ يَا تُرى؟! |
مَسَالِكُ عُمري -يَا صَديقي- عقيمةٌ |
إذا اجتزتُ شبراً عدتُ عمراً إِلى الورا |
أُجرِّرُ أوجاعي وأغتالُ أَدمعي |
وأغرسُ في قلبِ الصعوباتِ خِنجَرا |