عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > صلاح الكبيسي > لأنك العراق

العراق

مشاهدة
710

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
1

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لأنك العراق

لأنَّكَ عُمْريْ ... عُدْتُ أَنْثُرُها نَثْرا
حُروفيْ وأياميْ .. وأنتَ بِها أدْرى
لأنَّكَ عَينيْ .. صرتُ أبْصِرُ وِجْهَتي
و أجْمَعُ مِنْ شَوْقِ البَنَفْسَجِ لِي عُمْرا
لأنَّكَ ميْعادي سَأْسْهَرُ لَيْلَتي
وأرفعُ مِنْ نِسْرِيْنِ وَجْهِكَ لِيْ بَدْرا
لأنَّكَ لِيْ بُسْتانُ أوْرِدَةٍ أتَيْ
تُ أزْرَعُ في كَفَّيْكَ ضِفَّتيَ الأُخْرى
لأنَّكَ أنْتَ الرُّوْحُ يا وُطُني نَمَتْ
عَلى خَدِّكَ الرَّيّانِ قُبْلَتِيَ الغَيْرى
لأنَّكَ كُلّي يا عِراقُ ومُنْيَتي
وَقَفْتُ على شَطَّيْكَ أنْتَظِرُ البُشْرى
مَتى يا عِراقَ العُمْرِ تُشْبِعُ سَكْرَتي
كَفَانِي هَوى خَدَّيْكَ أعْصِرُهُ خَمْرا
***
سأحكي لَهُمْ يا شَهْرزادُ حِكايَتيْ
وكَيْفَ يَكونُ الصَّبْرُ في ارضِنا صَبْرا
وكَيْفَ يَكونُ الصَّمْتُ صَمْتاً مُجَلْجِلاً
وكَيْفَ يَكونُ الشِّعْرُ يا موطني شِعْرا
***
أما زالَ في بَغْدادَ صَوْتُ طُفولَتي
أما زالَ في دُكّانِ حارتِنا مَجْرى
أما زالَ ثَوْبُ العيْدِ يحضنُ ضِحْكَتي
وفَرحةَ أُمِّي حينما تَنْثُرُ العِطْرا
أما زالَ سَطْحُ البيْتِ يَذْكُرُ غَفْوَتي
وصَوْتَ أبي كَمْ كانَ يُوقِظُني فَجْرا
وكَمْ كانتِ الألعابُ تُضْحكُ جَدَّتي
وكُنْتُ أُخَبّي لُعْبَتي عِندَها سِرّا
وكانَتْ عُيُونُ الحَيِّ تَسْألُ سَلَّتي
بِماذا تُراهُ اليَومَ يُدهشُنا عَصْرا
وزَهْرَةُ جِيْراني تُسائِلُ تُرْبَها
أما زالَ في إبْرِيْقِهِ قَطْرَةٌ أُخْرى
كَبُرْنا وصارَ الطِّفْلُ بَعْدَكَ عاشقا
يُريقُ على أبْوابِ بَسْمَتِها نَهْرا
يَجوعُ اذا ما خاصَمَتْهُ سُوَيْعَةً
و يَشْبَعُ مِنْ عُنْقُودِ ضِحْكَتِها دَهْرا
كَبُرْنا وصارَ الطِّفْلُ بَعْدُ أباً وصا
رَ يَعْشَقُ في أحْضانِها طِفْلَةً بَدْرا
يَرُشُّ على أهْدابِها وَسَناً فإنْ
غَفَتْ صَاغَ مِنْ أهْدابِهِ حَوْلَها خِدْرا
يَذوبُ بِها حُبّاً ويَعْشَقُ وَجْهها
يدغدغ كَعْبَيْها فَتَسْحَرُهُ سِحْرا
***
وفي لَيْلَةٍ ظَلْماءَ تَنْفُثُ سُمَّها
و تُشْعِلُ في بَغْدادَ مَحْرَقَةً كُبْرى
أَتَتْ حمَمُ الشَّيْطانِ .. تَقْتُلُ طِفْلَتي
و تَقْطَعُ عَنْ زَرْعِ المَلائِكَةِ المجرى
فَماتَتْ وماتَ الشِّعْرُ يا وَطَنيْ فَهَلْ
سَأكْتُبُ شِعْراً بَعْدَما أُسْكِنَتْ قَبْرا
وهَلْ تَضْفُرُ الأبْياتُ خَصْلَةَ شَعْرِها
و مِشْطُ حُروفي صِرْتُ أُشْبِعُهُ كَسْرا
ورُحْتُ أُواسي كُلَّ بَيْتٍ كَتَبْتُهُ
و أشْحَذُ مِنْ كَفَّيْكِ بَغْدادُ ليْ عُذْرا
فَمَجْنُوْنُكِ المَوْهوبُ أَغْمدَ سيفَهُ
و صارَتْ قَوافي الشِّعْرِ تَطْعَنُهُ غَدْرا
***
أما زِلْتَ يا نَيْسانُ تَذْكُرُ وجهها
و تَذْكُرُ نَزْفاً حَوْلَ مُقْلَتِها اليُسْرى
اما زِلْتَ تَسْقي الياسَميْنَ بِرِيْقِها
و تَدْفَعُ أَزْهارَ الرَّبِيْعِ لَها مَهْرا
أجِبْني عَنِ الألوانِ والزَّيْزَفون في
حَدِيْقَةِ عَيْنَيْها أما زالَ مُخْضَرَا
وعَنْ هُدْبها البارود كَيْفَ سَوادُهُ
و عَنْ خَدِّها الياقوت .. ما زالَ مُحْمَرّا؟
وعن مهدها المسكين كيف نحيبه
أما زال يهذي كلما هزَّ من مرَّا
أما اقلقت زخات دمعي خدها
أما انبتت في خدها زهرة سكرى
أجبني أقَتْلُ الياسمين بطولةٌ
تَزُفُّ الى صحراءِ انفُسهمْ نصرا ᴉᴉ
أما سئم الناعور دورة موتنا
اما سئمتْ جرّاته شهدنا المُرّا
الى كم ستبقى يا عراق سفينةً
و دهرك لا نوحٌ به يعبر البحرا
ولا جبل تأوي اليه لتحتمي
تداعتْ على جوديِّنا سفن كبرى
سلاماً عراق الصبر لست بتارك
هواكَ وان سحّتْ دروبك لي جمرا
سأبقى على شطيك أُثقلُ خطوتي
لأجمعَ منْ فيروز عينيكَ للذكرى
صلاح الكبيسي
التعديل بواسطة: صلاح الكبيسي
الإضافة: الثلاثاء 2017/02/14 05:36:18 مساءً
التعديل: الخميس 2017/02/16 04:31:34 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com