لأنَّكَ عُمْريْ ... عُدْتُ أَنْثُرُها نَثْرا | |
|
| حُروفيْ وأياميْ .. وأنتَ بِها أدْرى |
|
لأنَّكَ عَينيْ .. صرتُ أبْصِرُ وِجْهَتي | |
|
| و أجْمَعُ مِنْ شَوْقِ البَنَفْسَجِ لِي عُمْرا |
|
لأنَّكَ ميْعادي سَأْسْهَرُ لَيْلَتي | |
|
| وأرفعُ مِنْ نِسْرِيْنِ وَجْهِكَ لِيْ بَدْرا |
|
لأنَّكَ لِيْ بُسْتانُ أوْرِدَةٍ أتَيْ | |
|
| تُ أزْرَعُ في كَفَّيْكَ ضِفَّتيَ الأُخْرى |
|
لأنَّكَ أنْتَ الرُّوْحُ يا وُطُني نَمَتْ | |
|
| عَلى خَدِّكَ الرَّيّانِ قُبْلَتِيَ الغَيْرى |
|
لأنَّكَ كُلّي يا عِراقُ ومُنْيَتي | |
|
| وَقَفْتُ على شَطَّيْكَ أنْتَظِرُ البُشْرى |
|
مَتى يا عِراقَ العُمْرِ تُشْبِعُ سَكْرَتي | |
|
| كَفَانِي هَوى خَدَّيْكَ أعْصِرُهُ خَمْرا |
|
|
سأحكي لَهُمْ يا شَهْرزادُ حِكايَتيْ | |
|
| وكَيْفَ يَكونُ الصَّبْرُ في ارضِنا صَبْرا |
|
وكَيْفَ يَكونُ الصَّمْتُ صَمْتاً مُجَلْجِلاً | |
|
| وكَيْفَ يَكونُ الشِّعْرُ يا موطني شِعْرا |
|
|
أما زالَ في بَغْدادَ صَوْتُ طُفولَتي | |
|
| أما زالَ في دُكّانِ حارتِنا مَجْرى |
|
أما زالَ ثَوْبُ العيْدِ يحضنُ ضِحْكَتي | |
|
| وفَرحةَ أُمِّي حينما تَنْثُرُ العِطْرا |
|
أما زالَ سَطْحُ البيْتِ يَذْكُرُ غَفْوَتي | |
|
| وصَوْتَ أبي كَمْ كانَ يُوقِظُني فَجْرا |
|
وكَمْ كانتِ الألعابُ تُضْحكُ جَدَّتي | |
|
| وكُنْتُ أُخَبّي لُعْبَتي عِندَها سِرّا |
|
وكانَتْ عُيُونُ الحَيِّ تَسْألُ سَلَّتي | |
|
| بِماذا تُراهُ اليَومَ يُدهشُنا عَصْرا |
|
وزَهْرَةُ جِيْراني تُسائِلُ تُرْبَها | |
|
| أما زالَ في إبْرِيْقِهِ قَطْرَةٌ أُخْرى |
|
كَبُرْنا وصارَ الطِّفْلُ بَعْدَكَ عاشقا | |
|
| يُريقُ على أبْوابِ بَسْمَتِها نَهْرا |
|
يَجوعُ اذا ما خاصَمَتْهُ سُوَيْعَةً | |
|
| و يَشْبَعُ مِنْ عُنْقُودِ ضِحْكَتِها دَهْرا |
|
كَبُرْنا وصارَ الطِّفْلُ بَعْدُ أباً وصا | |
|
| رَ يَعْشَقُ في أحْضانِها طِفْلَةً بَدْرا |
|
يَرُشُّ على أهْدابِها وَسَناً فإنْ | |
|
| غَفَتْ صَاغَ مِنْ أهْدابِهِ حَوْلَها خِدْرا |
|
يَذوبُ بِها حُبّاً ويَعْشَقُ وَجْهها | |
|
| يدغدغ كَعْبَيْها فَتَسْحَرُهُ سِحْرا |
|
|
وفي لَيْلَةٍ ظَلْماءَ تَنْفُثُ سُمَّها | |
|
| و تُشْعِلُ في بَغْدادَ مَحْرَقَةً كُبْرى |
|
أَتَتْ حمَمُ الشَّيْطانِ .. تَقْتُلُ طِفْلَتي | |
|
| و تَقْطَعُ عَنْ زَرْعِ المَلائِكَةِ المجرى |
|
فَماتَتْ وماتَ الشِّعْرُ يا وَطَنيْ فَهَلْ | |
|
| سَأكْتُبُ شِعْراً بَعْدَما أُسْكِنَتْ قَبْرا |
|
وهَلْ تَضْفُرُ الأبْياتُ خَصْلَةَ شَعْرِها | |
|
| و مِشْطُ حُروفي صِرْتُ أُشْبِعُهُ كَسْرا |
|
ورُحْتُ أُواسي كُلَّ بَيْتٍ كَتَبْتُهُ | |
|
| و أشْحَذُ مِنْ كَفَّيْكِ بَغْدادُ ليْ عُذْرا |
|
فَمَجْنُوْنُكِ المَوْهوبُ أَغْمدَ سيفَهُ | |
|
| و صارَتْ قَوافي الشِّعْرِ تَطْعَنُهُ غَدْرا |
|
|
أما زِلْتَ يا نَيْسانُ تَذْكُرُ وجهها | |
|
| و تَذْكُرُ نَزْفاً حَوْلَ مُقْلَتِها اليُسْرى |
|
اما زِلْتَ تَسْقي الياسَميْنَ بِرِيْقِها | |
|
| و تَدْفَعُ أَزْهارَ الرَّبِيْعِ لَها مَهْرا |
|
أجِبْني عَنِ الألوانِ والزَّيْزَفون في | |
|
| حَدِيْقَةِ عَيْنَيْها أما زالَ مُخْضَرَا |
|
وعَنْ هُدْبها البارود كَيْفَ سَوادُهُ | |
|
| و عَنْ خَدِّها الياقوت .. ما زالَ مُحْمَرّا؟ |
|
وعن مهدها المسكين كيف نحيبه | |
|
| أما زال يهذي كلما هزَّ من مرَّا |
|
|
| أما انبتت في خدها زهرة سكرى |
|
أجبني أقَتْلُ الياسمين بطولةٌ | |
|
| تَزُفُّ الى صحراءِ انفُسهمْ نصرا ᴉᴉ |
|
أما سئم الناعور دورة موتنا | |
|
| اما سئمتْ جرّاته شهدنا المُرّا |
|
الى كم ستبقى يا عراق سفينةً | |
|
| و دهرك لا نوحٌ به يعبر البحرا |
|
|
| تداعتْ على جوديِّنا سفن كبرى |
|
سلاماً عراق الصبر لست بتارك | |
|
| هواكَ وان سحّتْ دروبك لي جمرا |
|
سأبقى على شطيك أُثقلُ خطوتي | |
|
| لأجمعَ منْ فيروز عينيكَ للذكرى |
|