(أدْرِكْ حـــدودَ الـصـبـرِ .. لا تـتـزعـزعُ) |
إنـــي عــلـى أرضِ الأســـى أتـــوزعُ |
قُـطِـعتْ قـلـوبُ الـناسِ فَـرْطَ هُـمومها |
وأنـــا بـحـبـكَ - يـــا عـــراقُ - أُقـَـطَّـعُ |
طُـرِدوا عـن الأبـوابِ - ويـحَ كـفوفِهمْ - |
فَــــلِأيِّ بــــابٍ بَــعــدَ بــابــكَ نــَفـْزعُ |
ضــاقَ الـفـضا وعـهـدتُ قـلـبكَ مـَوئـلاً |
فــكـأنَّ قـلـبـَكَ مـــنْ فـضـائكَ أوســعُ |
فـإلى مـتى تـرعى همومك تشتهيــ |
ــهـــــا ويْــكــأنَّـكَ بــالـهـمـوم مــُولّــعُ |
يـــا ســيـدَ الــوجـع الـعـجيب ورمــزَهُ |
عـــمــلاقُ صــبــرك قــلـبُـهُ يـتـفـرقـعُ |
تــغـلـي بـــه هـــذي الــدمـاء كـأنـهـا |
بـــركــانُ غـــيــضٍ بــالـبـلايـا مُــتــرعُ |
ولَـكَمْ صـنعتَ الـفُلْكَ حـتى اسْتنزفتْ |
طــوفـانَـكَ الأعــمــى جــهـاتٌ اربـــعُ |
يــا حـامـي الــدار الـتـي تـأبى الـخنا |
أبــــــوابُ أهـــلِــكَ كــلُّــهـا تــتـخـلَّـعُ |
لا سـتـْرَ بـَعـدَ الـيـومِ يـحرسُ طـهرَها |
عــــاثَ الـبـغـاةُ بـأرضـِنـا واسـتـمـتَعوا |
والــمـومـسـاتُ حـــذاؤهــنَّ مُــرصَّــعٌ |
ذهــبــاً وثــــوبُ الــطـاهـراتِ مــُرقــعُ |
وعـلى بَـنيكَ اسـتأسَدَتْ كَـفُّ الـردى |
ووجــــوهُ شـِيـبـِكَ بـالـمـهانة تُـصـفـعُ |
فـبـيوتهم قــدْ هُـدِّمـتْ .. وعــروشُ مـنْ |
خـــانــوكَ فـــــوقَ ضـلـوعـنـا تــتـربّـعُ |
فإلى متى نُسقى الضنى .. وإلى متى |
تـبـقى تـعـاني فـيـكَ هــذي الأضـلـعُ |
*** |
يـــــا أول الــتــاريـخ كـــيــفَ رقيمُهُ |
عــن كـفّـكَ الـسـمراء أضـحى يُـنزَعُ |
بـــل كـيـف يـُهـدمُ هــا هـنـا مـحـرابُه |
وتـــقــاةُ أحـــرفــِه بــبــابـكَ خُــشّــعُ |
لا يــا كـبـيرَ الارض لا .. لا تـنـتكسْ |
أنــتَ الـعـراقُ ولـيـسَ مـثـلكَ يَـخـضعُ |
حــاشـى لـظـهرك ان يُــداس ويُـعـتلى |
حـــاشــى لــمـثـلـكَ أيــُّهــا الـمـُتـرفـعُ |
ولَأنـــتَ رمــحُ اللهِ مـُـذْ خَـلـَقَ الــورى |
أتـــخــونُ رمـــــحَ اللهِ هــــذي الأذرعُ |
فــارفـعْ جـبـيـنكَ عـالـياً واشـمـخْ بـنـا |
فـجـمـيعُ أهـــلِ الأرضِ بــعـدكَ رُكَّـــعُ |
وجـمـيعُ مـَـنْ ذاقَ الـمـواجعَ يـرتـمي |
إلّاكَ تـــَعـــلــوْ كـُــلـــَّمــا تـــَتـــوجــعُ |